قال سعدي عبد الغفور أحد المؤسسين لجبهة العدالة والتنمية أن بعض الصحفيين المتحزّبين في التيار الإسلامي بشن حملة تشويه ضد الحزب، مشيرا إلى أن بعض العاملين في إحدى أكبر الصحف الوطنية يتعمّدون تشويه الجبهة للنيل من وحدة وثبات رجالها، وجاء هذا التصريح من سعدي عقب ورود أنباء عن تقديم استقالته لرئيس الحزب عبد اللّه جاب اللّه احتجاجا على منهجية العمل التي يتبعها. ومن جهته، فنّد جاب اللّه خبر استقالة سعدي عبد الغفور من الحزب، مستنكرا لجوء بعض الصحف إلى ترويج أخبار كاذبة بالتستّر وراء مصادر مجهولة. ما تزال أخبار تشتّت بعض التشكيلات السياسية وانسحاب بعض قياداتها البارزة تحتلّ الرّيادة من بين جميع الأخبار في الصحافة الوطنية، لا سيّما وأن الانتخابات المحلّية على الأبواب ولم يبق على حلولها سوى ثلاثة أشهر، وقد خصّت آخر الأنباء حزب جبهة العدالة والتنمية الذي تأسّس حديثا عقب الإصلاحات السياسية التي أجريت قبل الانتخابات التشريعية الأخيرة. حيث أفادت مصادر إعلامية بأن العضو البارز في الجبهة سعدي عبد الغفور قد استقال من التشكيلة اعتراضا على السياسة التي يسيّر بها الحزب، والتي لم تحقّق أيّ نتيجة إيجابية، وهو ما نفاه سعدي عبد الغفور . من جهته أخرى نفى عبد اللّه جاب اللّه رئيس حزب العدالة والتنمية أحد الأحزاب المعتمدة في إطار الإصلاحات السياسية الأخيرة في اتّصال لنا معه أمس الاثنين ما ورد من أخبار حول نيّة بعض الأعضاء البارزين في الحزب تقديم استقالتهم اعتراضا على منهجية العمل التي يتّبعها في تسيير الحزب. وأكّد جاب اللّه في تصريح ل (أخبار اليوم) أن ما ورد عن استقالة العضو البارز في الحزب سعدي عبد الغفور مجرّد كذب تسعى أطراف إعلامية إلى ترويجه عبر الصحف تحت ستار (مصادر مجهولة)، وتساءل في هذا الصدد عن أهداف هذا التزييف وعن الأطراف التي تقف وراء نشر هذه الأكاذيب على حدّ وصفه، مستنكرا رواج مثل هذه الأكاذيب في شهر الصيام الذي (يضاعف فيه إثم المذنب كما تضاعف حسنات المحسن، لا سيّما خلال العشر الأواخر). ودعا جاب اللّه الذي بدا منزعجا من النبأ، الصحافة الوطنية إلى الانشغال بما هو مهمّ والابتعاد عن التزييف والكذب، في إشارة إلى المصادر التي أوردت الخبر قائلا: (اتّقوا اللّه نحن في شهر رمضان وفي العشر الأواخر والكذب جريمة وإثمها مضاعف في هذا الشهر). هناك أطراف تحاول النيل من رجال الجبهة من جهته، فنّد القيادي البارز في جبهة العدالة والتنمية عبد الغفور سعدي في اتّصال لنا معه أمس الاثنين خبر استقالته من الحزب، مشيرا إلى أن هذه الأخبار (مغلوطة وكاذبة)، واستنكر في بيان (ردّ) حصلت (أخبار اليوم) على نسخة منه، الخبر الذي أوردته إحدى الصحف الوطنية الكبيرة على موقعها الالكتروني حول استقالته من الحزب، مشيرا إلى أن هذا الخبر كاذب ولا أساس له من الصحّة، وأضاف قائلا: (إنني أكذّب تكذيبا قاطعا هذا الخبر)، وأشار في ذات السياق إلى أن (ما جاء في المقال من تفاصيل هو من نسج خيال محرّره المسكين الغافل الذي اختار لنفسه العشر الأواخر للاشتغال بالكذب والبهتان). ومن جهة أخرى، اتّهم القيادي في الجبهة بعض الصحفيين العاملين في الصحيفة، والذين وصفهم بالمتحزّبين في التيار الإسلامي، بالاستمرار في حملة التشويه التي تستهدف جبهة العدالة والتنمية ورئيسها ورجالها (في محاولة يائسة للنيل من ثباتهم وعزيمتهم ووحدتهم)، وأضاف في ذات السياق أن جهود من وصفهم بالمتحزّبين ضمن التيار الإسلامي لضرب الجبهة وتشويهها لن يأتي بأيّ نتيجة، مؤكّدا أن مشروع جبهة العدالة والتنمية سيظلّ يشكّل أمل الأمّة في التغيير المنشود. هي أكاذيب إعلامية ملفقة يذكر أن مصادر إعلامية أفادت نقلا عن مصادر مقرّبة من حزب جبهة العدالة والتنمية أن قيادات مركزية تنوي الانسحاب من الحزب احتجاجا على منهجية العمل التي تسير عليها قيادة الحزب، والتي لم تأت بأيّ نتائج إيجابية في الانتخابات التشريعية الأخيرة. كما أكّدت ذات المصادر أن القيادي البارز عبد الغفور سعدي قدّم استقالته لرئيس الحزب مبرّرا انسحابه بالوضع الذي آلت إليه التشكيلة السياسية، والذي يستحيل بعده السير في طريق التطوير وتعميق امتدادات الحزب في الساحة السياسية، لا سيّما مع (التعنّت) الذي تبديه السلطة في تعاطيها مع الوضع. وأضافت نفس المصادر التي أكّدت أنها استقت معلوماتها من محيط جبهة العدالة والتنمية أن استقالة سعدي عبد الغفور كانت نتيجة خلافات تنظيمية مع قيادة الحزب (التائهة)، والتي تعجز عن إيجاد مخرج من (الانتكاسة) التي مني بها الحزب في الانتخابات التشريعية التي تمّ إجراؤها بتاريخ العاشر من ماي الماضي، إلى جانب التخوّف من تكرار سيناريو التشريعيات الأخيرة في انتخابات المجالس المحلّية المزمع إجراؤها بتاريخ 29 نوفمبر المقبل. ومن جانب آخر، أشارت مصادر إعلامية نقلا عن مصدر مطّلع إلى أن رئيس حزب العدالة والتنمية عبد اللّه جاب اللّه يفكّر في اعتزال السياسة نهائيا بسبب فشله الذريع في تحقيق نتائج مرضية في الانتخابات التشريعية الأخيرة، إلى جانب عدم قدرته على الانضمام إلى تكتّل الجزائر الخضراء التحالف الإسلامي الذي شكّل قبل الانتخابات التشريعية، ما وضعه في عزلة قاتلة رغم تجربته الطويلة على الساحة السياسية. وللتذكير، فقد توالت تصدّعات الأحزاب السياسية مؤخّرا، لا سيّما مع قرب الانتخابات المحلّية. ففي الوقت الذي تحاول فيه بعض الأحزاب لملمة شملها بعد التصدّع الذي تعرّضت له عقب الانتخابات التشريعية الأخيرة على غرار جبهة التحرير الوطني والتجمّع الوطني الديمقراطي، تتعرّض أحزاب أخرى لإلى نفس المواقف قبل مدّة قصيرة من إجراء الانتخابات المحلّية، وهو ما حصل مع حركة مجتمع السلم بانسحاب القيادي السابق عمر غول الذي فضّل إنشاء حزب مستقلّ، لكن الأمر يبدو مختلفا بالنّسبة لجبهة العدالة والتنمية بعدما فنّد كلّ من رئيس الحزب وأحد أعضائه البارزين خبر تشتّت الجبهة.