حزب العدالة والتنمية الذي يحكم تركيا إذ إنه حزب إسلامي ولكنه يتطلع إلى الأخذ بأساليب التقدم والحداثة. وهذا لم يكن ممكنا في الظروف التركية إلا من خلال تلبية الشروط الأوروبية الملزمة لتركيا لكي ترتقي إلى مستوى المعايير المطبقة في الاتحاد الأوروبي..؟ ولقد اجتهد حزب العدالة والتنمية في أول أمره لكي يحقق قفزة نوعية تفتح له باب الانضمام اللاحق إلى الاتحاد،وقد نجح في ذلك عندما وافقت المفوضية الأوروبية على بدء عملية المفاوضات المباشرة مع أنقرة في العام 2005.. ! فجأة انقطع حبل المسار الأوروبي. اتجهت تركيا شرقا. لم تقطع العلاقات مع أوروبا ولكن من الواضح أن توجهها شرقا لم يكن كما يشاع الآن نتيجة خيبة أملها من الاتحاد الأوروبي.لا بل في لحظة ذروة تقدم تركيا وانفتاح أوروبا عليها توقف أو تباطأ المسار الأوروبي لتركيا من دون أي مبرر..؟ كان الكاتب التركي الإسلامي المعروف والمقرب من حزب العدالة والتنمية فهمي قورو يقول إن خيارات تركيا محدودة إما أن تكون في الاتحاد الأوروبي أو أن تكون جزءا من مشكلات العالم الإسلامي.. ! منذ العام 2005 وحتى اليوم لم يبذل الأتراك جهودا جدية لتسريع مسار التقدم على طريق الاتحاد الأوروبي. كانت الذريعة أن تركيا لا تستطيع ذلك في وقت لم تحل المشكلة القبرصية وبالتالي لا يمكن الاعتراف بجمهورية قبرص اليونانية ممثلة لكل قبرص. .؟ الدور التركي الجديد في الشرق الأوسط كما كان يطمح أحمد داود أوغلو، وطيب رجب أردوغان أنعكس في خيبة أمل الأتراك من جهود الحكومة تجاه عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وليس أوضح وأخطر من نتائج دراسة جديدة قام بها مركز الدراسة العلمية والتربوية التركي- الأوروبي (تافاك) والذي أشار إلى أن 17 في المائة فقط من الأتراك يعتقدون بأن تركيا ستصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي ،وهذه نكسة أصابت الأتراك ما بعدها نكسة..؟ !