قال مصدر أمني ليبي إن قوات الشرطة اعتقلت شخصين يُشتبه في علاقتهما بالاشتباكات التي شهدتها مدينة زليتن مؤخرا. كما صادرت كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة المضادة للدروع والطائرات. يأتي ذلك فيما أعلن وزير الداخلية الليبي استقالته احتجاجا على الانتقادات الشديدة التي وُجهت إلى قوات الأمن، بعد تصاعد العنف في ليبيا في الأسابيع الأخيرة. الشرطة عثرت في زليتن على ثلاث سيارات تم تجهيزها براجمات الصواريخ، وشهدت المدينة الأسبوع الماضي اشتباكات قبلية. وكانت وزارة الداخلية الليبية أعلنت الخميس الماضي مصادرة مائة آلية مدرعة و26 قاذفة صواريخ داخل ثكنة تبعد ستين كلم جنوب شرق طرابلس، مؤكدة أن المجموعة التي كانت تسيطر على الثكنة هي مليشيا من أنصار النظام السابق يدعي أفرادها أنهم من الثوار. وعلى خلفية الانتقادات بفشل قوات الأمن في وقف التصاعد الأخير للعنف في البلاد -وآخره هدم أضرحة صوفية- قدم وزير الداخلية فوزي عبد العال استقالته. وجاءت الاستقالة بعد اجتماع طارئ للمؤتمر الوطني العام المنتخب حديثا بشأن الانفلات الأمني الذي تشهده عدة مناطق في البلاد، واتهم المؤتمر هيئات الأمن بالتراخي في الاستجابة للموجة الأخيرة من أعمال العنف وحتى التورط في هدم أضرحة صوفية في عدة مدن ليبية. وكان العديد من أعضاء المؤتمر الوطني طالبوا السبت بإقالة وزير الداخلية، على وقع تعرض الأجهزة الأمنية لانتقادات شديدة منذ التفجير المزدوج بسيارة مفخخة والذي أسفر عن سقوط قتيلين قبل أسبوع في طرابلس. وتضم اللجنة الأمنية العليا التابعة للداخلية ثوارا سابقين حاربوا نظام القذافي عام 2011، وتولوا مسؤولية حفظ الأمن في البلاد إثر سقوط النظام قبل الانخراط في القوات التابعة لوزارة الداخلية. وسرت أمس الأحد معلومات متضاربة عن سحب قوات اللجنة الأمنية العليا، المكلفة خصوصا حماية منشآت البلاد والمقار الرسمية، بناء على أمر من وزير الداخلية في غمرة إعلان استقالته. وقال عبد العال -في اتصال مع الجزيرة- إن تقديم الاستقالة يأتي احتجاجا على العبارات التي قالها أعضاء في المؤتمر الوطني بحق الثوار في اللجنة الأمنية العليا.