أعلن وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العالي، استقالته من منصبه بعد تعرضه لانتقادات حول الأداء السيئ لقوات الأمن في التصدي لموجة العنف التي اجتاحت البلاد أخيرا، وكان الوزير قد تعرض لانتقادات لفشله في وقف موجة من الهجمات على أضرحة لمتصوفة مما أثار المخاوف من انتشار العنف الطائفي في أعقاب سقوط نظام العقيد معمر القذافي. وذلك بعد قيام مهاجمين وصفهم بعض المسؤولين بأنهم إسلاميون محافظون قد دمروا موقعين دينيين للمتصوفة في مدينة زليتن بغرب البلاد والعاصمة طرابلس يومي الجمعة والسبت. ونقلت تقارير إعلامية عن مسؤول في مكتب الوزير قوله، إن الأخير قدم استقالته احتجاجا على انتقاد بعض النواب الحكومة ودفاعا عن الثوار، في إشارة إلى رجال الميليشيات السابقين الذين انضموا إلى قوات الأمن. وعقد المؤتمر الوطني الليبي العام المنتخب حديثا اجتماعا طارئا الأحد في شأن الهجمات وانتقد قوات الامن الحكومية لعدم قيامها بمنع الهجمات. وقال زياد مفتاح مساعد وزير الداخلية إن الوزير فوزي عبد العال قدم استقالته احتجاجا على ما وصفها بعبارات غير مقبولة من المؤتمر الوطني. من جهة أخرى، أعلنت كتيبة أحرار ليبيا حلّ نفسها وتسليم أسلحتها كاملة وانضمام كافة أفرادها للجيش الليبي، حيث يأتي هذا التطور بعد تصاعد أعمال العنف مؤخرا في البلاد وما تلاها من انتقادات للأجهزة الأمنية دفعت وزير الداخلية إلى تقديم استقالته أمس الأول. ويعتبر وجود كتائب مسلحة غير منضوية تحت سيطرة الجيش الليبي واحدا من أهم التحديات التي ظلت تواجه سلطات الأمن الليبية منذ سقوط نظام القذافي العام الماضي. وجاء إعلان الكتيبة التي تضم 240 مقاتلا وكان لديها أسلحة ثقيلة ومتوسطة، في حفل أقيم بمعسكر الصاعقة في بنغازي، وتأتي الخطوة في إطار جهود تبذلها هيئة شؤون المحاربين التابعة لرئاسة الوزراء لدمج الثوار في مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية، إذ تتضمن الخطة ضم 25 ألف مقاتل للجيش الوطني جرى التحاق 12 ألفا منهم حتى الآن، إضافة إلى دمج 25 ألف عنصر في وزارة الداخلية. وفي تطور آخر، أفاد مصدر أمني ليبي، بأن قوات الشرطة اعتقلت شخصين يُشتبه في علاقتهما بالاشتباكات التي شهدتها مدينة زليتن مؤخرا. كما صادرت كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة المضادة للدروع والطائرات، وأشار المصدر الأمني إلى أن قوات الشرطة عثرت في زليتن على ثلاث سيارات تم تجهيزها براجمات الصواريخ، وشهدت المدينة الأسبوع الماضي اشتباكات قبلية مع موالين لنظام الراحل معمر القذافي، بحسب المسؤولين الليبيين.