شهدت جنازة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة أمس بمقبرة العالية بالعاصمة، حضورا رسميا ودبلوماسيا كبيرا، لكن الملفت فيها هو أنها جمعت عددا من القادة المغاربة يتقدمهم الرئيس التونسي منصف المرزوقي إلى جانب كل من رئيس الحكومتين المغربية والموريتانية، فيما تخلف الرسميون الليبيون عن هذا الموعد الذي كان شبه قمة لدول الإتحاد المغاربي. كرست جنارة أول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة المرحوم أحمد بن بلة ما يسمى ب »دبلوماسية الجنائز«، حيث جمعت أمس بمقبرة العالية عدة رسميين من دول المغربي العربي، كان الحضور التونسي فيه مميزا بمشاركة كل من الرئيس منصف المرزوقي ورئيس الحكومة حمادي الجبالي، إلى جانب رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر وكذا الزعيم التاريخي لحركة النهضة الشيخ الغنوشي. كما حضر الجنازة عن الجانب المغربي رئيس الحكومة عبدالإله بن كيران وكذا مستشار الملك محمد السادس فاسي الفهري، وقال بيان للخارجية المغربية إن رئيس الحكومة المغربي سيمثل الملك »في تشييع جنازة الرئيس الجزائري الأسبق الفقيد أحمد بن بلة ويرافقه وفد من رجال السياسة المغاربة«، مضيفا بهذه المناسبة أن «الحكومة المغربية ستقدم تعازيها للشعب الجزائري». أما موريتانيا فمثلها رئيس الوزراء مولاي ولد محمد الأغظف كممثل للرئيس محمد ولد عبد العزيز، وهو تمثيل على أعلى مستوى في هذه الجنازة لنواقشوط، كما شارك الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز في هذه الجنازة. وتخلفت السلطات الليبية الجديدة عن هذه الجنازة لرمز من رموز النضال في المغرب العربي بشكل طرح تساؤلات حول ذلك، رغم أن البعض فسر ذلك بالوضع السائد في البلاد مؤخرا من توتر، بحكم أن العلاقات بين البلدين عرفت تحسنا في الآونة الأخيرةو بزيارات متبادلة لعدة وزراء لبحث مرحلة ما بعد القذافي. وأدى غياب المسؤولين الليبيين عن هذه الجنازة للرئيس الأسبق أحمد بن بلة إلى عدم اكتمال هذه القمة المغاربية التي تمت بطريقة عفوية لتوديع رمز من رموز حركات التحرر في المنطقة. وسبقت هذه المحطة التي جمعت عدة قادة مغاربة قمة دعا إليها الرئيس التونسي منصف المرزوقي وشرع في التحضير لها من أجل إعادة بعث الروح في الإتحاد المغاربي، غير أنه لم يتم لحد الآن تحديد تاريخ لها.