انتظم أول أمس بالجلفة بوم دراسي بمناسبة الاحتفاء بيوم العلم ، تناول مفهوم النشر الالكتروني و الراهن الثقافي . حيث تمت دعوة موقع اصوات الشمال و مواقع الكترونية محلية تنشط في مدينة الجلفة كموقع “ الجلفة انفو “ المعروف و مواقع مسارب و هوامش و موقع صوت الجلفة ، حديثي النشأة .و قد تطرقت مداخلة رئيس تحرير اصوات الشمال عباس بومامي الى مفهوم النشر الالكتروني و تبيان اهم إيجابياته التي يتوجب استغلالها و الاستفادة منها الا و هو مبدأ الحرية ، ذلك ان الحرية هي زاد المثقف و المحفز لكل عمل ثقافي و ابداعي . و لقد اتاح النشر الالكتروني هامشا كبيرا للكتاب و المثقفين ، و حتى للقراء ، بحيث كسر “ طابوهات “ و بيروقراطية النشر الورقي التي كثيرا ما اجهضت اعمالا ابداعية في مهدها و وأدت الكثير من اهل الثقافة و الفكر و حالت دونهم و دون التفاعل الحقيقي الذي ينشده كل مثقف واع و غيور .و يكفي النشر الالكتروني مزية ان فتح الابواب على مصارعها ، فأعفى المثقف من الكثير من تبعات الجهد و الوقت و المال و حتى التسول على ابواب دور النشر لنشر اعماله و مشاريعه . و قد خلصت المداخلة الى ضرورة التشبث بالنشر الالكتروني و الاندماج في العالم الافتراضي و ذلك بإنشاء المدونات و المواقع الالكترونية التي ينكب فيها كل مثقف على نشر و متابعة اعماله بدل تضييع الوقت في خلافات هامشية لا تسمن و لا تغني من جوع و تكون نتيجتها الحتمية قتل المبدع و الابداع على حد سواء .و لقد ثمن المتدخل تجربة المواقع الالكترونية بالجلفة خاصة منها موقع “ الجلفة انفو “ الذي ينشط منذ مدة و يقدم الكثير من الخدمات لشباب و مثقفي الولاية ، و هو ما يعني اضافات تفتخر بها هذه المدينة . اما ممثل موقع “ الجلفة انفو “ السيد مسعودي بلقاسم ، نيابة عن المسؤول المشرف السعيد بلقاسم ، فقد تطرق الى نظرة القائمين على الموقع للجانب الثقافي في مفهومه الشامل و العام ، ذلك ان القسم الثقافي في الموقع يعد رافدا جاذبا للقراء و المثقفين الذين يشكلون الفئة الواعية و المتنورة في المجتمع . و يقدم الموقع خدمات جليلة للمثقفين و للطلبة و للمدينة ككل . و يعد القسم الخاص باللغة العربية من اهم الاقسام التي يفتخر بها الموقع بما يقدمه في سبيل خدمة اللغة العربية و آدابها .اما الاستاذ القاص و الناقد قلولي ساعد ، صاحب الموقع الجديد “ مسارب “ و هو موقع ثقافي ، فقد عرف بالموقع الجديد و دعا الى ضرورة تظافر الجهود بين مثقفي المدينة لوضع لبنة صحيحة في سبيل التأسيس لعمل ثقافي جاد و فعال . و قد اكد ايضا في مداخلته على تجنب فكر التضاد و الاقصاء و رحب بكل فكرة جميلة تخدم الابداع بشكل عام .و قد كانت للشاعر عزوز عقيل ، مسؤول موقع “ هوامش “ ، مداخلة تناول فيها اهمية النشر الالكتروني و بالتالي اهمية الكلمة التي اعتبرها اساس اي عمل ثقافي ناجح و مسؤول . و في الاخير اختتمت المداخلات بتدخل المشرف على موقع “ صوت الجلفة “ الشاب عبد النور دحماني حيث ذكر الحضور بفاعلية النشر الالكتروني و بأهمية اي عمل او اية اضافة تقنية او معرفية للمدينة ، و حتى و ان كان موقعه موقعا اخباريا بحتا ، الا ان هذ لا يعني تهميش الفعل الثقافي بل ستولى للأخبار الثقافية العناية الكاملة خاصة و ان المنطقة تزخر بالكفاءات و المبدعين و الناشطين في الحقل الثقافي .بعد هذه المداخلات فسح المجال للقراءات الشعرية ، و هي فسحة ترويح و ترفيه نشطها الشاعر المقتدر هيثم سعد زيان ، حيث القى الشاعر و مدير النشر في اصوات الشمال ، رابح بلطرش مقطوعة شعرية صفق لها الجمهور لتليها بعد ذلك قراءات لكل من الشعراء : بشير ضيف الله ، عبو محمد خليل ، دراجي سليني ، عزوز عقيل ، احمد رحمون ، ميلود بوحميدة و كذا الشعراء يوسف الباز بلغيث و صالح النعاس و امجد مكاوي و ايضا الشاعر عبد الرحمن سالت و عبد الرحمن لخنش ،ذا دن ننسى حضور الكاتب والقاص السعيد موفقي و وجوه أخرى . و قد كان لقراءة الشاعر هيثم سعد زيان في الختام وقع من نوع خاص كانت كالتحلية التي تعقب الطعام الشهي . و قد عوضت اللقاءات الحميمية بين الحضور و بين المشرفين على المواقع الالكترونية المذكورة مناقشة المداخلات التي حذفها قصرا ضيق الوقت من جهة و لكون ان نصف الحضور جاءوا من خارج عاصمة الولاية . و هو ما اعطى لنقاشات الهامش ثراء و تنوعا حيث تناولت ظروف العمل و الواقع الثقافي في الجزائر دون نسيان مجريات الاحداث السياسية الجارية .و مما تجدر الاشارة اليه هو ان بعض المثقفين و الاعلاميين على راسهم الاعلامي موسى توفيق ، تساءلوا عن السبب في تسمية اصوات الشمال بهذه التسمية ، و هو الامر الذي تم توضيحه ذلك ان الامر لا يحمل اية دلالة جهوية او جغرافية ، و كل ما في الامر ان مهندس الموقع محمد العمري اصر على هذه التسمية و كأنه يريد القول ان هناك اصوات جزائرية ( جنوبية ) تنطق من ضفة الشمال ( كندا ) و قد جاريناه و وافقناه نزولا عند رغبته ليس الا .و للذكر فقد تزامن اليوم الدراسي مع اقامة معرض للكتاب زينت عناوينه المتنوعة و المختلفة اروقة دار الثقافة . انفض الجمع شاكرين لدار الثقافة و للمشرف ساعد قلولي حهدهما على امل اللقاء القريب .