لا تزال أكثر من 200 عائلة تعيش حياة بدائية في حي القلعة المتواجد ببلدية الشراقة في العاصمة، والتابع لنفس المقاطعة في ظل غياب أدنى الشروط الضرورية للعيش الكريم، والتي حكمت على العديد من الأفراد بالتعايش مع واقع مرير أرهق نفسياتهم، في حين لم تلاق الشكاوى والرسائل المتكررة للسلطات المحلية والمسؤولين في إيجاد حلول أو بدائل تخفف من معاناة السكان الذين ظلوا يناشدونهم من اجل التعجيل بإعادة ترحيلهم إلى سكنات لائقة في أقرب الأجال. أعربت أكثر من 200 عائلة تقطن بالحي القصديري المسمى"القلعة" المتواجد على مستوى بلدية الشراقة في العاصمة، عن استيائها وتذمرها من الجحيم المرير الذي تعيش فيه داخل بيوت الصفيح لسنوات طويلة دون التفاتة السلطات المحلية، حيث يشتكي المقيمون في المنطقة، من تدني المستوى المعيشي في ظل غياب أساسيات الحياة الكريمة ، وأفاد السكان في سياق حديثهم "للسلام اليوم" أن سكناتهم شيدت منذ عشرات السنين بمواد بناء بسيطة، وهذا ما جعلها مع مرور الوقت تتحول لسكنات هشة لم تعد تتحمل التقلبات الجوية، خاصة تلك الأخيرة التي شهدتها العاصمة والتي أثرت بشكل خطير على البنايات المتواجدة في حي القلعة، حيث أحدثت فيها العديد من التشققات والتصدعات، فضلا عن أنها باتت تهدد قاطنيها بالموت تحت الأنقاض، حيث أكد لنا العديد من السكان أن بيوتهم لم تعد تصلح لحياة البشر، فلقد أنهكت الجدران المبنية "بالزانك" قواهم وانعكست سلبا على صحتهم، نظرا لتداعياتها السلبية في فصل الشتاء أين تعرف هذه الأخيرة تسربات لمياه الأمطار وارتفاع درجات البرودة داخل المنازل، بالرغم من استعمال العائلات لمواد التدفئة البدائية إلا أنهم أكدوا أنهم يعانون قساوة الطقس طيلة 3 أشهر مع الانتشار الفادح للرطوبة. الربط بشبكة الكهرباء حلم السكان .. كما أبدى سكان حي القلعة امتعاضهم من افتقار حيهم للكهرباء، إذ يشتكي هؤلاء من عدم ربط مجمعهم السكني بشبكة الكهرباء بالرغم من أنه دشن منذ أكثر من 20سنة، ومن حقهم أن يستفيدوا من خدمات الكهرباء والإنارة العمومية -حسب تصريحاتهم- وهذا ما اضطرهم للاستعانة بالمنازل المجاورة لربط كوابل الكهرباء بطريقة فوضوية ومتشعبة، وأكد السكان في سياق حديثهم، أنها باتت تهدد سلامتهم وهذا ما جعلهم يتخوفون من وقوع حوادث سواء على السكان أو المارة، مما دفعهم إلى مناشدة السلطات المحلية للتدخل العاجل لإيصال بيوتهم بهذه الخدمة الضرورية. الأمراض المزمنة ترهق صحة القاطنين لقد آدت الحياة المزرية التي يعيشوها السكان في كنف بيوت الصفيح، والتي حولت حياتهم إلى جحيم حقيقي إلى انتشار الأمراض المستعصية وسطهم خاصة على الأطفال الذين أصبح معظمهم يعاني من الأمراض الصدرية كالحساسية و الربو وغيرها، بسبب اكتساح النفايات للمكان وغياب قنوات التطهير بمجمعهم السكني، وعليه بات مطلب إعادة الترحيل 200 عائلة تقطن بحي القلعة القصديري ملحا ، حيث يناشد السكان من خلال يومية "السلام" السلطات المحلية في التعجيل بإعادة ترحيلهم إلى سكنات لائقة، هذا وحاولنا من جهتنا الاتصال برئيس بلدية الشراقة لمعرفة موقفه إزاء مطالب سكان ذات الحي إلا أنه تعذر علينا ذلك.