لاتزال العديد من العائلات القاطنة بالحي القصديري بوادي الحفرة بواد السمار، تعيش حياة البؤس والشقاء على مستوى بيوتها القصديرية، والتي حوّلت حياتهم إلى جحيم حقيقي في ظل غياب أدنى الشروط الضرورية للعيش الكريم، خاصة مع الظروف المناخية المفاجئة التي شهدتها الجزائر مؤخرا، والتي خلّفت العديد من الأضرار منها المادية والجسمانية، وبالأخص على مستوى السكنات الهشة والمهددة بالانهيار؛ حيث أعرب سكان الحي القصديري والمقدَّر عددهم ب 1200 عائلة، عن استيائهم وتذمرهم الشديدين من الحالة المزرية التي يتكبّدونها في كنف حيّهم، الكائن ما بين الحراش ووادي السمار، والتي صعّبت الحياة بالمنطقة وجعلتها مستحيلة؛ إذ باتت حياتهم مهدَّدة بالخطر وحصول حوادث كارثية، خاصة أن بيوت الصفيح متواجدة بالقرب من الوادي، الذي أضحى في السنوات الأخيرة من أكثر الهواجس التي تُرعب القاطنين وتيئّس حياتهم بالذات في الفترة الأخيرة، حيث عرف منسوب المياه ارتفاعا أرعبهم وجعلهم يعيشون ليالي سوداء. يعيشون بين خطري الوادي والسكة الحديدية كما أفاد السكان، في نفس سياق حديثهم، أنهم يشهدون في كل فترة لتساقط الأمطار فيضانات يسبّبها الوادي، والتي تتسرب مباشرة إلى البيوت، في حين تحدّث بعض المواطنين عن استيائهم من السكة الحديدية، والتي شكّلت لهم هي الأخرى عائقا آخر، حوّل حياتهم إلى جحيم حقيقي؛ إذ إن الأصوات التي تصدّرها هذه الأخيرة أصبحت تقلق القاطنين، ناهيك عن الخطر الذي تشكّله خاصة على الأطفال الذين يفتقدون لأماكن خاصة للعب، ليضيفوا لنا في نفس الصدد، أن الحي ينعدم لأدنى الشروط الضرورية للعيش الكريم؛ لافتقاره لأبسط الضروريات، والتي أولها هشاشة بناياتهم، التي باتت تهدد حياتهم بالموت تحت الردم؛ جراء التشققات والتصدعات التي عرفتها البيوت مع مرور الوقت لتأثرها أولا بالظروف المناخية للتسربات المتكررة لمياه الأمطار على البيوت، والتي حوّلتهم إلى مكان تراكمها، والتي أثرت عليها تدريجيا، وتسببت لهم من جهة أخرى في مشاكل صحية خطيرة هم عن غنى عنها، أنهكت كاهلهم ونفسيتهم، خاصة الانتشار الرهيب للأمراض الصدرية والحساسية في أوساط العائلات القاطنة، حسبما أكد معظم المواطنين. التعجيل بالترحيل حلم العائلات... وختم القاطنون بحي"الحفرة" الحديث عن مأساتهم ومعاناتهم التي طال أمدها لمدة أكثر من 15 سنة، ليعبّروا عن سخطهم من السلطات المحلية والمسؤولة لعدم تدخّلها وإيجاد حل لحياة التهميش، مؤكدين لنا أن الظروف المعيشية والعشرية السوداء ما دفعهم إلى تدشين حي فوضوي وبمنطقة كهذه، تحميهم من خطر الإرهاب، لتقابلهم السلطات بالنسيان واللامبالاة، مناشدين التعجيل في إعادة ترحيلهم، متسائلين في نفس الوقت عن حظهم في الانتخابات، خاصة لافتقارهم لبطاقة الإقامة، وهم بذلك يعانون النسيان وحرمانهم من حقوقهم المشروعة.