تتطلب الوضعية المأسوية التي يعيشها سكان حي لفيرجي ببلدية بئر مراد رايس تدخل استعجالي للسلطات الولائية، من أجل رفع الغبن الذي حاصرهم منذ أزيد من عشرين سنة، وذلك من خلال ترحيلهم إلى سكنات اجتماعية تليق بالجنس البشري. فالحي وحسب العديد من قاطنيه تحوّل وفي ظرف ليس بالوجيز إلى حي قصديري يضم العشرات من العائلات، بعد توافد غرباء جدد للمنطقة وبذلك أصبح الحي عبارة عن مكان تتجمع به مختلف الآفات الاجتماعية. وقد أكد السكان أن الظروف القاسية التي يتخبطون فيها حوّلت حياتهم إلى جحيم لا يطاق، مما جعل الإقامة بالحي أشبه بالمستحيل. وقد أشار السكان في معرض حديثهم ل "الجزائرالجديدة" إلى الشكاوي العديدة والمطولة التي تم رفعها إلى المنتخبين المحليين والتي تتضمن في طياتها المعاناة التي يتجرعونها، لكن لا حياة لمن تنادي، مؤكدين على الوعود التي يلقونها من مختلف المجالس المتعاقبة، الأمر الذي جعل حياة السكان بالحي تتفاقم إلى حد أصبح البقاء في المكان أمرا مستحيلا بالنظر إلى درجة الاهتراء التي تشهدها السكنات والمشاكل المنتشرة بها من الرطوبة والاكتظاظ، باعتبار أن المنزل الواحد تقطنه أسر يتعدى عدد أفرادها سبعة أشخاص. هذا ما أدى بالسكان استغلال المساحات المتواجدة على مستوى الحي وبناء سكنات، مغطاة بالترنيت والزنك تغيب بها كل مقومات الحياة الكريمة. كما تحدّث السكان في سياق آخر، عن الظروف المعيشية التي يعيشونها والتي لم تتغير رغم تعليمات رئيس الجمهورية والمتعلقة بالإصلاحات التي يجب إجراءها بالمواقع القصديرية، للتخفيف من حدة المعاناة التي يعيشها السكان داخل هذه المواقع، ليبقى بذلك الحي تحت وطأة التهميش والحرمان حيث يشهد غياب تام للتهيئة بالنسبة لمسالك وممرات الحي الضيقة، بالإضافة إلى عدم ربطه بقنوات الصرف الصحي، الأمر الذي جعل السكان يتكبدون معاناة تتسبب لهم في مشاكل صحية لا محال. ناهيك عن غياب مولدات كهربائية مما اضطرهم الاعتماد على الطرق العشوائية في ربط منازلهم بالكهرباء، من العمارات المجاورة معرّضين حياتهم لمخاطر شرارات كهربائية. وفي ظل الوضع المتردي والمتأزم وجّهت العائلات القاطنة بالحي نداء استغاثة إلى المسؤولين الولائيين من أجل الاستعجال في قرار ترحيلهم، خاصة بعد التدهور الذي آلت إليه سكناتهم.