يعرض الباعة في الأسواق مجموعة كبيرة من الملابس الخاصة بفصل الصيف الذي بدأ يلقي بظلاله، ومع ارتفاع درجة الحرارة تبحث مختلف الفئات الاجتماعية عن طلباتها من مستلزمات الصيف التي تحميهم من الحرارة المرتفعة، وتختلف الأذواق من شخص لآخر، وما يلفت الانتباه هو وجود مراهقات يسعين وراء التقليد الأعمى للموضة الغربية الفاضحة. يعرض الباعة سواء داخل محلاتهم أو على طاولاتهم تشكيلة خاصة بفصل الصيف لتلبية رغبة مختلف فئات المجتمع التي تبحث عن مستلزمات الصيف سواء من ملابس أو أحذية صيفية وحتى حقائب بدخول فصل الصيف الذي يعرف ارتفاعا ملحوظا في درجة الحرارة مما يجعلهم يبحثون عن أشياء خاصة تحميهم من أشعة الشمس الشديدة التي قد تؤثر على صحتهم. وتعرض المحلات تشكيلات مختلفة من الملابس الصيفية، فالبعض منها يلبي رغبة بعض الفتيات أو النساء اللواتي يبحثن عن ملابس صيفية تتماشى مع الموضة الصيفية الغربية التي تتنافى مع الملابس المحتشمة، والمخالفة لتعاليمنا الإسلامية مما يجعلهن عرضة لمعاكسات وتحرشات بعض الشباب الذين يستغلون ارتداء بعض الفتيات للملابس الصيفية القصيرة التي تثير انتباههم ويبدأون في معاكستهن والتحرش بهن. وقد استغل بعض الباعة قدوم فصل الصيف ليعرضوا سلعهم المستوردة من بلدان مختلفة واضعين لافتات إعلانية على محلاتهم بألوان مختلفة ومكتوب عليها جمل بخطوط عريضة لجذب أكبر عدد من الزبائن إليها، وهذا ما جعلنا نقترب من أحد المحلات والتي يعرض صاحبها تشكيلات مختلفة من الأحذية الصيفية بمختلف أنواعها وأشكالها، حيث يقول "كمال" وهو صاحب أحد المحلات بالأحياء الشعبية بساحة الشهداء "تعرف معظم المحلات الموجودة بهذا السوق بأسعارها المنخفضة مقارنة بالمحلات الموجودة بالمراكز التجارية التي تباع فيها نفس نوعية السلع تقريبا بأسعار مرتفعة لا تتناسب مع القدرة الشرائية للكثير من الزبائن مما يجعل معظمهم ينجذبون إلى هذا السوق الشعبي الذي يعرض به الباعة جميع المتطلبات الخاصة بالفئة الرجالية أو النسائية وتلبى جميع رغباتهم به، ويتم استيراد معظم السلع من بلدان مثل الصين أو تركيا سواء من أحذية صيفية أو رياضية مريحة، خاصة بفصل الصيف، وحتى الملابس من فساتين بأقمشة خفيفة أو تبان قصير خاص بجميع الفئات العمرية سواء الأطفال أو الرضع، وعن الأسعار فإنها لا تتجاوز 2000 دينار". انتقلنا إلى محل آخر بأحد المراكز التجارية فلاحظنا أن صاحبها يعرض نفس نوعية السلع تقريبا والتي وجدناها بالسوق الشعبي، ولكن اختيار الفئات الثرية من النساء وحتى الفتيات لهذا المكان جعل بعض أصحاب هذه المحلات يستغلون الأمر ليرفعوا من أسعارها، حيث يقول "كريم" وهو صاحب المحل "استوردت هذه الأحذية الصيفية من تركيا وأسعارها تتراوح ما بين 2000 دينار و5000 دينار، ويتطلب استيرادها مبالغ ضخمة نظرا لدفع الضرائب وحتى الرسوم الجمركية، ولهذا فإن أسعارها مرتفعة عن الأسواق الشعبية الأخرى". هذا، ويقول بعض الباعة أن سلعهم مستوردة من بلدان أوروبية لتبرير سبب ارتفاع الأسعار، وهي في الواقع غير ذلك، وهذا ما لاحظناه بأحد محلات الأحذية الصيفية التي اكتشفنا من خلالها أنها مستوردة من بلدان آسيوية. وتبحث بعض النساء عن مستلزمات الصيف من قبعات أو عن كريمات الوقاية من الشمس حماية بشرتهن من أشعة الشمس القوية التي قد تؤدي إلى احتراق البشرة أو تغير لونها، وهذا ما جعل الباعة يعرضون سلعا مختلفة لتلبية رغبة زبائنها. وقد عرفت الأسواق انتشارا كبيرا للقبعات النسائية وحتى الرجالية بأشكال وألوان مختلفة وحتى شمسيات بألوان بيضاء أو النظارات الشمسية التي تجذب إليها الفئات الشبابية وحتى النسائية، وبعد أن اقتربنا من أحد المحلات الخاصة ببيع النظارات الشمسية والذي كان يضع على واجهة المحل لافتات مكتوب عليها موضة صيف 2012 أو تخفيضات خاصة بنظارات الصيف، حيث يقول البائع "تختلف أشكال وموضة النظارات الصيفية المعروضة بمحلي، وقد حاولت تلبية جميع رغبات الفئات الاجتماعية، وموضة الصيف الجديدة هي النظارات التي لديها زجاج كبير، حيث يجد الزبائن جميع طلباتهم منها في محلي وتتوفر جميع المقاسات، حتى الأطفال يجدون نظارات خاصة بهم، أما الأسعار فهي منخفضة وجميع النظارات المتوفرة عندي بنفس السعر". التماشي مع الموضة الصيفية هدف الكثير من المراهقات فساتين قصيرة وأخرى طويلة وحتى شالات تتماشى مع الموضة بألوان وأشكال مختلفة تلبي رغبة الفتيات المتبرجات وحتى المحجبات اللواتي يبحثن عن ملابس وأحذية صيفية تتماشى مع الموضة، فبعضهن يبحثن عن موديلات ترتديها عارضات أزياء غربيات في المجلات أو لممثلات تركيات، وهذا ما تبحث عنه إحدى الزبونات المحجبات والتي وجدناها تبحث عن ملابس صيفية تتماشى مع الموضة بأحد المحلات، حيث تقول "أختار موديلات ملابسي التي أحرص أن تتماشى مع الموضة من خلال مشاهدتي لإحدى الممثلات العربيات والتي تتمتع بذوق جميل في اختيار الملابس الصيفية، وأنا أبحث عن فستان، وحتى شال يشبه ما كانت ترتديه بألوان الفوشيا وحتى إكسسوارات معه، وأحاول أن أنسق جميع ملابسي لتكون بنفس الألوان حتى وإن كان الفستان عاريا فإنني سأرتدي معه سترة عصرية". "سلمى" هي إحدى المراهقات التي قررت التماشي مع الموضة الصيفية، وفي نفس الوقت التمسك بأخلاقها، حيث تقول "أنا دائما أحاول أن أتماشى مع الموضة، ولكني أحاول المحافظة على احترامي من خلال ارتداء قميص فوق الملابس العارية لكي لا أبرز مفاتني، وحتى الملابس العريضة بالرغم من تبرجي حفاظا على سمعة عائلتي، خاصة أن الجيران يلاحظون تصرفات وحتى الملابس التي ترتديها أي فتاة في المنطقة". وإن كان هذا رأي "سلمى"، فإن أخريات يحاولن التماشي مع الموضة الغربية الصيفية وتقليد بعض الممثلات الغربيات مما أدى إلى انتشار مظاهر غير معتادة لمراهقات يرتدين فساتين قصيرة وملابس فاضحة، خاصة بالأعراس، يظهرن من خلالها أجزاء عارية من أجسادهن مما يؤدي الى لفت انتباه بعض الشباب إليهن فيصبحن عرضة للمعاكسات والمضايقات، وهذا ما يحكي عنه "جمال" الذي يقول "تحدث دائما خلافات مع زوجتي بسبب ابنة خالتي التي ترتدي ملابس عارية فاضحة أثارت غيرتها وتسببت في خلافات كادت تنتهي بالطلاق مما جعلني أطلب منها عدم الدخول إلى منزلي".ومنهن من يجدن أن ارتداءهن للملابس العارية أمر عادي باعتبار أن فتاة الجيل الجديد تبحث عن ملابس تتماشى مع الموضة حتى وإن كانت تخالف القيم الإسلامية، وهذا ما حدثتنا عنه "سليمة" وهي طالبة في الطور الثانوي، حيث تقول "جميع صديقاتي في الثانوية يقلدن ممثلات أو مغنيات غربيات ويعتبرنهن قدوة لهن في اختيار الملابس، خاصة أنهن يرتدين آخر صيحات الموضة، ونعتبر أن ارتداء الملابس الصيفية أمر عادي، لأننا نسعى وراء الأناقة". وقد أبدى أحد الشباب وجهة نظره في ارتداء بعض الفتيات لملابس صيفية فاضحة وهو "كريم" الذي يقول "مسألة تقليد بعض الفتيات للغرب في ارتداء ملابس عارية غريبة عن مجتمعنا الإسلامي وتضع نفسها محل شبهات وحتى للمضايقة من طرف الشباب، ولكن بعض الرجال لا يستطيعون غض بصرهم، لأن الملابس الفاضحة تثير شهواتهم، وأنا لا أحترم الفتاة التي ترتدي ملابس عارية وفاضحة في الشارع، لأنها تتخلى عن حيائها ولا تحترم غيرها بملابسها حتى وإن كانت تتماشى مع الموضة". أطباء يحذرون من التعرض لأشعة الشمس القوية في فصل الصيف يقول الدكتور "سالم.ب" طبيب عام "إن أشعة الشمس القوية قد تؤدي إلى تعرض الإنسان لصدمات قوية على مستوى الرأس وإصابته بأعراض مختلفة كالشعور بدوار أو الغثيان وآلام قوية على مستوى الرأس، وقد تؤدي للإغماء إضافة إلى احتراق البشرة وتهيجها وامكانية إصابة طبقات الجلد بتلف وتؤدي الى نقص كبير في نسبة الماء بالجسم مما يؤدي الى جفافه، وتؤذي أشعة الشمس فوق البنفسجية أصحاب البشرة البيضاء بشكل كبير، وقد تتسبب في إصابتهم بسرطان الجلد، كما أنها تضر بشبكية العين، وتتأثر فئة الأطفال بشكل كبير بأشعة الشمس، لأنهم أكثر حساسية من غيرهم، ولذلك يجب حمايتهم منها بارتداء قبعات تحميهم من وصولها إلى رؤوسهم وحتى بالنظارات الشمسية الطبية لحماية أعينهم من الإصابة بضرر على مستوى الشبكية، وأنصح النساء بوضع كريمات الوقاية من الشمس لحماية بشرتهن من خطر الإصابة بأمراض جلدية". ديننا الحنيف يحرم تقليد عادات الغرب في ارتداء الملابس يقول الدكتور "عبد الله بن عالية" أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الخروبة: "إن ظاهرة تقليد عادات الغرب مخالف للشريعة الإسلامية ومن المحرمات، وما نلاحظه اليوم هو ارتداء بعض الفتيات لملابس عارية غير محتشمة تثير شهوات بعض الرجال لها وحتى تلفت انتباههم ويجعلها محلا للشبهات مما يدفعهم إلى ارتكاب المحرمات بعد ما يقوم بمعاكسة الفتاة وانتهاك الحرمات، إضافة إلى وضع الفتاة لحلقات في مناطق عارية من الجسم تقليدا للغرب، متخلية عن الحياء، غير محترمة لغيرها، وقد أمر الله تعالى الرجال بغض البصر والنساء إلى ستر العورات والابتعاد عن الشبهات في قوله تعالى "قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها". وقد أمر الله النساء بمثل ما أمر به الرجال من غض البصر وحفظ الفرج ولا يبدين زينتهن، أي لا يظهرن مواضع الزينة لغير محرم، وحتى أن بعض فتيات الجيل الجديد يفضلن التماشي وراء الموضة الغربية وتقليد الغرب في عاداتهن على أن يتمسكن بقيمهن الإسلامية، وهذا راجع إلى غياب الوازع الديني وضعف الإيمان، كما أن بعض الرجال يرتكبون المحرمات والكبائر بمعاكسة الفتاة وعدم احترامها وانتهاك حرماتها سواء بتوجيه كلام معسول لها أو بالنظر إلى مفاتنها".