إيف روكارد مقتطف من مذكرات "دون تازلات" ل "إيف روكارد- غراسات" 1988 فيما يتعلق بالتجربة النووية بيريل "أثناء التفجير الباطني، وقع حادث نووي واحد، أعتقد الوحيد (مشكل ذاكرة) الذي تطلب تدخل قوات الأمن، حيث تعرض بعض الأشخاص إلى إشعاعات نووية لكن دون خسائر سوى عدد من الموتى ومرضى. السؤال الذي يطرح نفسه: ألا يعتبر موت الأشخاص خسائر؟ جاك مولير) طيار( تتطلب قياسات الإشعاعات الكيميائية بعد كل تفجير نووي رفع عينات من الغبار على المستوى السحابة المشعة. تؤخذ هذه العينات عن طريق طائرات من طراز فوتور أو هليكوبتر من داخل السحابة المشعة. تجمع العينات على مرشحات توضع على متن الطائرات. تكون كمية الغبار حوالي 10 كوري. تجدر الإشارة أيضا، أنه بعد كل تفجير باطني، يكلف جنود بجمع عينات مشعة داخل النفق. جاك مولير كان من بين الطيارين الذين قاموا بهذه المهام، حيث يدلي لنا في مايلي بشهادته حول حادث بيريل "انبعثت شعلة كبيرة عند وقوع التفجير من الجبل المقابل لمركز القيادة، يمكن أن أقول أن نزوح سنة 1940 لا يعني شيئا أمام التفجير الذي خلف هالة من الهلع والخوف أدت إلى هروب جماعي لمن استطاع". غطت الجبل سحب كثيفة من الغبار والأرض اهتزت بقوة بسبب التفجير فهرب الجميع نحو قاعدة الحياة ما عدا المجندين الذين كانوا ينتظرون الأوامر. كان طيار الهليكوبتر الذي فقد بصره، وتوفي في 2007 مقتنعا ومتأكدا بأن ما أصابه ما هو إلا نتيجة حتمية لحادثة 1 ماي 1962. لكن كيف يمكن إثبات ذلك؟ تصنف كل التجارب النووية لتلك الفترة سري- دفاع، يجيب وزير الجيوش: "إن إصابته بالعمى لم تكن نتيجة لعمله، ولا توجد أي وثيقة في ملفه الطبي في الأرشيف العسكري". بيار مسمير 5 ديسمبر 1995 كنت متواجدا بعين أمقل بالجزائر، في الفترة ما بين 16 أفريل و14 ماي 1962 لحضور التجارب النووية ... كنت مرفوقا بالسيد غاستون بالويسكي، بصفته وزير البحث العلمي، فجأة وقع حادث جراء تفجير باطني ولكن أوضح أن مجمل العمليات المتعلقة بالتجارب النووية في تلك الفترة صنفت سري- دفاع. يضيف ميسمير: "كنا أمام حالة تلوث جد خطيرة وكانت الرياح تسير باتجاهنا."توافق شهادة ميسمير شهادات أشخاص آخرين الذين كانوا متواجدين بعين أمقل، من بينهم غاستون بالويسكي وزير البحث العلمي والشؤون الذرية الذي كان حاضرا آنذاك والذي توفي سنة 1984 إثر مرض سرطان الدم، والذي طالما كان متأكدا بأن مرضه كان نتيجة حتمية ومباشرة للحدث النووي. يؤكد أندري بن جبار ما أشار إليه الفيزيائي إيف روكار والوزير بيير مسمير بقوله "إن العودة إلى قاعدة الحياة كان في جو من الهلع والهروب لمن استطاع." وعلاوة على ذلك كتبت صحيفة "لوموند" يوم 19 ماي 1962" فر الجميع ماعدا المجندون والعمال المساعدون، حيث بقوا ثلاث ساعات في السحابة المشعة، لحفر الآبار وسد الثغرات بالرمل والشقوق الناجمة عن الإنفجارات. ويؤكد فابيان قروهيي من جريدة "نوفيل أوبسيرفاتوار" قائلا "بدلا من أن يحتوى الانفجار، انفتح جبل تان أفلا أمام الأعين الباهتة الحاضرين، حيث تسربت سحابة سوداء كثيفة محتلة السماء فوق حشد من المشاهدين. فكانت الكارثة والذعر العام، فر القادة أولا، والجنود نسيوا لعدة ساعات في السحابة المشعة وذلك ما لا يشرف الجيش الفرنسي". ميشال ديسوبري توفي في 2001، هو واحد من الجنود التسعة الذين فقدوا في 1 ماي 1962. وقد تلقوا جرعات أكثر من 600 رونتجن، وهم الوحيدون الذين يعترف الجيش بإصابتهم بالأشعة. حضر دوسوبري الندوة الدولية الثانية حول آثار التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية، التي نظمتها وزارة المجاهدين يومي 23- 24 فيفري 2010 بالجزائر العاصمة، والذي قدم الشهادة التالية حول حادث "بيريل": "بتاريخ أول ماي 1962، كنا في دورية مع ثمانية من زملائي حول جبل تاوريرت تان أفلا لأنه كان مقررا تفجير قنبلة "بيريل" في ذلك اليوم. تمثلت مهمتنا في تأمين الموقع وإبعاد السكان المحليين عنه. كنا موجودين على بعد 10 كم، على تلة رملية، في محور النفق الذي توجد فيه القنبلة. على الساعة 11:00 بالتوقيت المحلي شاهدنا الجبل يتحول إلى بياض مع ارتفاع الغبار. بدأت الأرض تهتز تحت أقدامنا حتى رفعت سياراتنا ذات الدفع الرباعي. في هذا الوقت بالذات، رأينا سحابة تخرج من الجبل وتتجه نحونا. ارتفعت السحابة شيئا فشيئا حتى بلغت 2600 متر تقريبا، وفي حوالي الساعة 11:45 غطتنا السحابة حينها فكرنا بأنها سحابة مشعة... عزلنا في المستشفى أنا وزملائي الثمانية، تم نقلنا إلى المستشفى العسكري في كلامار. وتقدر الجرعات التي تلقيناها ب 600 ملي سيفرت. الفيلم التلفزيوني "تحيا القنبلة" (2006) الفيلم التلفزيوني تحيا القنبلة هو فيلم خيالي لجان بيير سنابي رسبايل، يستند إلى أحداث حقيقية حول وقوع الحادث النووي "بيريل". يروي قصة فيليب، ملازم أول شاب وثلاثة مجندين هم فراد، جوجو وجافيي، تابعون لإحدى الكتائب المكلفة بضمان الأمن حول جبل تاوريرت، أين سيجرى تفجير باطني لقنبلة نووية. لكن أثناء الانفجار تصدع جبل تاوريرت وتسربت سحابة مشعة منه لتصيب الجنود الشباب، حيث تعرضوا للإشعاع طوال فترة ما بعد الظهر، ينتظرون أمر الإنسحاب الذي لم يصل ... تعرض الملازم والجنود الثلاثة للإشعاع لأسباب تتعلق بالدولة! السكان العاملون بالواحات (PLO) جاء في روبورتاج حول التفجيرات النووية الفرنسية في إن إكر نشر بجريدة الوطن شهر فيفري 2012، أن آثار إنفجار "بيريل" كانت وخيمة، ولكن الفرنسيين لا يزالون يتحدثون عن "حادث". حقيقة أو خداع، حيث لم يسلم العمال الذين كان معظمهم جزائريين من آثار الإشعاعات. ترك سكان عين أمقل يواجهون مصيرهم لوحدهم، ولا زالوا يعدون مرضاهم، ومعوقيهم والعديد من الآثار الأخرى "ففي بعض الأحيان يجهل المرضى أنفسهم مرضهم"، كما يقول أحد سكان البلدية "هناك عدة عائلات من عين أمقل بتمنراست يدفنون موتاهم يوميا. "والدتي، أختي وشقيقي توفوا بسبب السرطان ويتجرأ الفرنسيون على رفض ملفاتنا للحصول على التعويضات. أربعة مرضى بالسرطان من عائلة واحدة، لا يمكن أن يكون صدفة...". يستنكر محمد ديهكل المنحدر من البدو الرحل ويقطن الآن في تمنراست. "وهكذا، فإن الأمل الوحيد لضحايا التفجيرات النووية الفرنسية هي جمعية تاوريرت. التي تم اعتمادها في سبتمبر2011. تجمع هذه الجمعية منذ سنوات شهادات قدامى العمال الذين كانوا يعملون في مواقع التجارب النووية الفرنسية بإن إكر التي تتمثل مطالبها الرئيسية في تطهير وتأهيل إن إكر وتعويض الضحايا وذوي الحقوق.