يستهل سهرة اليوم المنتخب الوطني رحلته في البحث عن تأشيرة التأهل إلى المونديال للمرة الثانية على التوالي، عندما يستقبل نظيره الرواندي بملعب 'مصطفى تشاكر' بالبليدة على الساعة 20:30 سا في إطار الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثامنة، للتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل، حيث أن المواجهة شبه مصيرية للنخبة الوطنية المطالبة بتحقيق الفوز ولا غير لتحقيق الانطلاقة المثالية. رغم تأكيد الناخب الوطني في عدة مناسبات على أهمية هذه المباراة وعلى عدم استصغار المنافس، إلا أن الفارق واضح بين التشكيلتين وعلى كل الجوانب، وهو ما يجعل رفقاء فيغولي من دون شك يلعبون هذه المبارة بأقل صعوبة، خاصة إذا عرفوا كيف يستغلون عاملي الأرض وكذا الجمهور الذين سيكون له وزن كبير في مثل هذه المواجهات، بالإضافة إلى الروح المعنوية العالية والفترة الزاهية التي يمر بها الخضر عقب الثلاثية المحققة الأسبوع الماضي في مباراتهم الودية أمام النيجر، وتبقى حالة الفوز وحدها ما تنشده الجماهير الجزائرية العريضة التي تعلم جيدا أنه هو المفتاح الذي يعبّد الطريق نحو مونديال البرازيل، الذي يعتبر حلمهم بالحضور وللمرة الرابعة في أكبر تجمع عالمي لكرة القدم، بعد مشاركتين في مونديال 82، 86 و2010. مستوى الخضر في منحى تصاعدي منذ قدوم حليلوزيتش ولكن... الفريق الوطني الذي يوجد في منحى تصاعدي منذ عدة أشهر، تمكّن من جلب الأنظار إليه بشكل كبير، بعد النتائج الكبيرة التي حققها منذ قدوم المدرب البوسني وحيد حليلوزيتش الذي أعاد الخضر إلى الطريق الصحيح من خلال الحصيلة الجيدة التي حققها منذ تسلمه زمام الأمور على رأس العارضة الفنية بحصيلة 4 انتصارات وتعادل وحيد خلال أقل من 11 شهرا، بعدما حقق البوسني انطلاقة ممتازة مع التشكيلة الوطنية بفوز ضد إفريقيا الوسطى وتعادل على الأراضي التانزانية وانتصار ودي ضد تونس، وختمها بفوزه على العقارب الغامبية في عقر دارها آخر مبارة رسمية لعبها في إطار التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا 2013، وتألقه في المباراة الوديّة أمام النيجر بثلاثية كاملة، لكن رغم هذه النتائج إلا أن المنتخب الرواندي الذي حل للمرة الثانية في نفس مجموعة الخضر بعد تصفيات 2010 كما يتذكر الجميع، خلق لتشكيلة الشيخ سعدان عدة صعوبات في ليلة 11 أكتوبر 2009، وبالرغم من النتائج السلبية للروانديين في المباريات التحضيرية في الأيام الأخيرة الماضية، إلا أن الناخب الوطني مطالب بالحذر من أي سيناريو مفاجئ وغير مرغوب فيه. على الخضر استغلال هذه الشحنة المعنوية لتجاوز رواندا هذه المعطيات تعدّ شحنة معنوية كبيرة يجب استغلالها من قبل أشبال المدرب البوسني، قبل مواجهة اليوم أمام الفريق الرواندي، حيث أن المنتخب الوطني في موقع تأكيد النتائج الإيجابية السابقة حتى يستهل المنافسة على تأشيرة المونديال بفوز هام والإعلان عن حضوره في مجموعة يعد أقرب منافسيه فيها هو المنتخب المالي المدجج بنجومه، صاحب المرتبة الثالثة في كأس الكان الأخيرة، التي غاب عنها المنتخب الوطني، خاصة وأن اللاعبين يدخلون المباراة وهم مدعومين بأعداد غفيرة من المناصرين لمساندتهم طيلة مجريات اللقاء، كما عودنا عليها جمهور ملعب مصطفى تشاكر. مباراة رواندا مفخخة قبل سفرية واغادوغو وبالنسبة للمباراة في حدّ ذاتها، فإنها جدّ صعبة ومفخخة والتركيز الجيد ضروري فيها بالنسبة لزملاء القائد الجديد مدحي لحسن الذين عليهم تأكيد الفوز المحقق بثلاثية في مباراتهم أمام النيجر الأسبوع الماضي، وبالتالي السير نحو بوركينافاسو بمعنويات مرتفعة لمواجهة المنتخب المالي بواغادوغو بأقل ضغط، لكن كل العارفين بخبايا كرة القدم، يؤكدون أن مواجهة اليوم تختلف تماما عن اللقاء الودي أمام منتخب النيجر رغم تقارب مستوى الفريقين، ورغم تواجد الخضر في ظروف أحسن مقارنة بما كان عليه الحال أمام النيجر بضمان جاهزية معظم العناصر التي كانت مصابة حينها، وهذا ما يعني تجنّب الغرور في إمكانية أداء نفس المباراة أمام هذا المنافس، ذلك أن المنتخب الرواندي يبقى مجهولا ويصعب معرفة قدراته التكتيكية. حليلوزيتش أجرى تربصا ماراطونيا وحضر لكل الاحتمالات بالرغم من أن المنتخب الرواندي من عمالقة القارة السمراء إلا أن الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش، ومن خلال التربص الطويل والماراطوني الذي جمع فيه لاعبيه كما قال بهدف تحضير أشباله على كل الاحتمالات ودراسة كل المعطيات بشكل جيد، فالطاقم الفني للمنتخب الوطني الذي بفضل تجربة وحيد حليلوزيتش وقدراته الفنية والتكتيكية يأخذ كل الأمور بشكل جدي، بداية من التركيز الكبير قبل المباراة. فقد أجرى الفريق الوطني التربص بعيدا عن كل ضغط، وفي هدوء تام، تاركا المجال إلا للعمل والإسترجاع. وكل صغيرة تم أخذها بعين الإعتبار، من تجهيز اللاعبين من الناحية البدنية إلى دخوله التربص الأول بلاعبين فقط، التي لامه عليه الكثير من النقاد وبقائمة موسعة من اللاعبين ضمت أكثر من 29 لاعبا، كل هذا كما أكده لتمكين اللاعبين من التحضير للمباراة بكل إمكاناتهم الفنية والبدنية والمعنوية ليكون حاضرا أمام كل الاحتمالات. فالتربص الذي يجري الآن بسيدي موسى قدّم للاعبين كل الظروف المواتية لمباراة مثل التي يلعبونها اليوم وحتى مبارتي مالي وغامبيا في الأيام القليلة القادمة.