قدمت مصر طلبا للجزائر لحل مشكلة معادلة شهادات الطلبة الجزائريين الذين يدرسون بجامع الأزهر، الذين ترفض وزارة التعليم العالي إدماجهم في الجامعات. وقدم أحمد الطيب شيخ الأزهر أمس رسالة لسفير الجزائر بالقاهرة نذير العرباوي حل مشكلة عدم اعتراف بعض الجهات في الجزائر بالشهادات الأزهرية، وتمنى حل هذه المشكلة في أقرب وقت. نقلت وسائل إعلام مصرية عن السفير الجزائري بمصر استعداده لإيصال هذه الرسالة إلى السلطات العليا لحل المشكلة في أقرب وقت ممكن. وكان السفير المصري الجديد بالجزائر قد أعلن نهاية العام الماضي عقب لقائه بشيخ الأزهر مع بداية مهمته في الجزائر، أن الأخير طالبه بإبلاغ رسالة للسلطات من أجل «العمل على تذليل كافة العقبات التى تقف أمام عمل الحاصلين على شهادات الأزهر من الجزائريين بعد عودتهم إلى وطنهم. من جهة أخرى كشف فهمي أن شيخ الأزهر تعهد بزيادة المنح المخصصة للأشقاء الجزائريين خلال الفترة القادمة بما يخدم مصالح الجانبين. وعرفت عدة جامعات خلال العام الماضي احتجاجات لطلبة متخرجين من الأزهر، تنديدا بقرار وزارة التعليم العالي إقصاءهم من حق الإدماج في الجامعات الجزائرية، ومعادلة شهاداتهم العلمية لأسباب غير معروفة. ووجه الطلبة البالغ عددهم قرابة 200 طالب رسالة لرئيس الجمهورية من أجل التدخل لإيجاد مخرج لهم، متسائلين لماذا يحرم طلبة الأزهر من الإدماج رغم أن شهاداتهم كان معترفا بها في السابق وتجري معادلتها بشكل طبيعي، إلى أن تفاجأ المعنيون، منذ فترة، بحجج الوزارة التي قدمتها كتفسير لرفض إدماجهم وتنحصر أساسا في عدم اعترافها بشهادة الثانوية الأزهرية التي يجتاز فيها الطالب امتحان البكالوريا قبل التحاقه بجامعة الأزهر، باعتباره شرطا لا يمكن الحياد عنه إذا كان يرغب التسجيل في هذه الجامعة. وقد أرسلت السفارة الجزائرية بالقاهرة رسالتين إلى وزارة التعليم العالي في هذا الشأن الصيف الماضي، أوضحت فيهما أن الثانوية الأزهرية ثانوية حكومية تتضمن مواد التربية والتعليم زيادة على المواد الأزهرية وأنها معترف بها في الجزائر، حسب القرار الوزاري رقم 93 الصادر في 1969 الذي ينص في مادته الخامسة على أن الشهادة الثانوية الأزهرية تعتبر معادلة للشهادة الثانوية العامة ونظيرة لها، وهذه المعادلة يتحصل عليها الطلاب من إدارة الامتحانات بوزارة التربية والتعليم، وأنها معتمدة لدى المجلس الأعلى للجامعات العربية والمصرية وتخول لحاملها الالتحاق بالجامعات العربية والمصرية بل حتى الأجنبية، وأن جامعة الأزهر تتضمن 13 كلية من بينها كلية الطب وكلية الهندسة.