تعكف المخرجة، والسيناريست، والروائية والباحثة الفنية المغتربة، فاطمة الزهراء زعموم حاليا على إنجاز مشروعها الجديد “جسد الفنان”، إلى جانب فيلم وثائقي قصير سيحمل عنوان “الطيب الحي”. ويتزامن إنجاز أحدث عملين للمهتمة بالرسم والمولعة بالسينما كتابة وإخراجا فاطمة الزهراء زعموم - التي احتوى رصيدها الإبداعي عددا من الأعمال المميزة تنوعت بين أفلام قصيرة وأخرى طويلة، أبرزها: “صور سفر”، “درس الأشياء”، “بيت روي أدزاك”، “الزهر”- مع تواصل عرض فيلمها الأخير الحامل عنوان “قداش تحبني” والمشارك في عديد اللقاءات السينمائية العربية والعالمية على غرار: مهرجان وهران للفيلم العربي ومهرجان الفيلم بالدوحة في قطر، والمهرجان المتوسطي بمونبيلييه في فرنسا، والمهرجان الدولي للفيلم بالهند ومهرجان بالم سبرينغ للفيلم بأمريكا. للإشارة، يحكي فيلم “قداش تحبني” لمخرجته، فاطمة الزهراء زعموم -التي تعمل حاليا أستاذة مختصة في تاريخ الفن بجامعة مارن لا فالي الفرنسية، والمسكونة بقضايا كرامة الإنسان، الكفاح من أجل الحرية سواء كان ذلك من منظور سياسي، اجتماعي أو شخصي إضافة إلى قضايا المرأة والرجل والقضايا الاجتماعية- عبر 98 دقيقة من الزمن، قصة عادل البالغ من العمر ثماني سنوات، الذي يعيش في العاصمة مع جديه خديجة والوناس بعد أن تشاجر والداه رشيد وصافية، وكان من المقرر بقاؤه أسبوعا إلا أن المدة طالت ليتغيّب خلالها عن الدراسة، حيث صارت الجدة خديجة الماكثة في البيت تشارك عادل حياته اليومية، فيما يعلمّه جده المتقاعد الوناس كل ما تعلق بعالم الحيوانات، خاتما إياها بتساؤل مفتوح حول إمكانية تخطي هذا الصغير لهذه المرحلة الصعبة؟ للتذكير، نالت مخرجة “قداش تحبني” العاشقة لأعمال السينمائي الهندي ساتايايتيراي، سنة 1995 ليسانس الدراسات السينماتوغرافية والسمعية البصرية بجامعة السوربون، وخاضت في كل الفنون السينمائية مجسدة تجارب في مجال كتابة السيناريو، التمثيل، الإخراج والإنتاج. أورثتها مكانة مرموقة في المجال السينمائي الوطني حققتها عن طريق أعمالها الناجحة التي أحرزت العديد من التتويجات بمختلف المهرجانات السينمائية الدولية، إلى جانب عدد من الروايات الأدبية وأبرزها “كيف دخنت كل كتبي” إضافة إلى تأليفها كتبا حول الرسم التشكيلي.