يواجه المنتخب الوطني الجزائري سهرة اليوم، نظيره المنتخب المالي في إطار مباراة الجولة الثانية للمجموعة الثامنة من مشوار تصفيات كأس العالم لكرة القدم المؤهلة لدورة التي ستحتضنها البرازيل سنة 2014، وهذا على أرضية ميدان 4 أوت بواغادوغو البوركينابية بعدما قرار "الفيفا" بلعب المباراة بملعب محايد بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة والخطيرة التي تمر بها مالي في الأشهر القليلة الماضية. ويدخل الخضر هذه المواجهة بمعنويات جد مرتفعة بعد الرباعية المحققة الأسبوع الماضي في لقاء الافتتاح لهذه التصفيات أمام المنتخب الرواندي، نصبت أشبال الناخب البوسني روادا للمجموعة الثامنة بفارق الأهداف عن منتخب بينين المتفوق بهدف لصفر على نسور مالي الذين سيحاولون من دون شك تدارك ما فاتهم، بالفوز على القائد مدحي لحسن، والعودة إلى التنافس على بطاقة التأهل للدور القادم، سيما وأن رفقاء نجم برشلونا الاسباني سيدو كايتا يعتبرون المرشح الأول للمرور عن هذه المجموعة رغم أن الماليين سيدخلون بتشكيلة متجددة عن مواجهة البنين بفعل افتقادهم لخدمات 4 ركائز أساسية كاملة، وهو ما سيساعد من دون شك حاليلوزيتش و لو نسبيا في أول امتحان حقيقي يخوضه أمام منتخب من العيار الثقيل على مستوى القارة منذ قدومه على رأس المنتخب الوطني في لقاء نتيجته بست نقاط. حاليلوزيتش يبحث عن سابع مباراة دون هزيمة يسعى المدرب السابق "للفيلة" إلى مواصلة انطلاقته الجيدة مع المنتخب الوطني، والعودة بالنقاط الثلاث من واغادوغو لمواصلة تربعه على عرش المجموعة وهذا من خلال العودة بالفوز على حساب منتخب مالي أو التعادل على أقل تقدير سيما وأن كل الظروف تقف في صالح تشكيلة حاليلوزيتش المكتملة، حيث أن الناخب البوسني كان قد أكد في وقت سابق أنه سيسافر إلى بوركينافاسو من بهدف الفوز و تحقيق التعادل يكفيه ولا يرضيه على حد قوله في اشارة واضحة منه على أن هدفه هو الابقاء على سجله خاليا من الهزائم للمباراة السابعة له منذ قدومه على رأس العارضة الفنية للخضر من بينها لقاءين وديين وأربع لقاءات رسمية، بعدما تمكن من الفوز في خمس مواجهات وتعادل في لقاء واحد فقط. مالي أول اختبار حقيقي للتقني البوسني يوجد شبه إجماع عند متتبعي المنتخب الوطني والمختصين أن مباراة هذا المساء أمام منتخب النسور المالية ستكون أول اختبار حقيقي للناخب الوطني، وحيد حاليلوزيتش منذ توليه مهمة الإشراف على المنتخب الوطني صائفة 2011، وهذا بناء على العقد الذي كان أبرمه مع الفاف منذ حوالي ثمانية أشهر، والمتضمن تأهيل الخضر إلى نهائيات كأس الامم الافريقية و مونديال البرازيل 2014. وبالرغم من أن حصيلة حاليلوزيتش تبقى إيجابية منذ توليه أمور الفريق الوطني، بدون هزيمة لحد الآن، سواء بالنسبة للمباريات الرسمية أمام كل من تنزانيا، إفريقيا الوسطى، غامبيا ورواندا مؤخرا، أو حتى في المباراتين الوديتين أمام تونس بالجزائر والنيجر، إلا أن هذه المباريات كانت عبارة عن جس نبض بالنسبة إليه، فيما ستكون مواجهة اليوم بمثابة المؤشر الحقيقي لبراعته وقدرته على قيادة الخضر للعودة إلى بر الأمان من خلال كسب مباراة بست نقاط. كل الإمكانيات متوفرة، وحاليلوزيتش في أفضل رواق لتجاوز مالي لن تكون لمدرب باريس سان جيرمان السابق أي أعذار، مهما كانت الصعوبات التي يواجهها اليوم في بوركينافاسو، وهذا بالنظر إلى العوامل العديدة التي تقف إلى جانبه، من خيارات كثيرة في جميع الخطوط ناهيك عن الحالة البدنية الجيدة لجل اللاعبين، خاصة بعد ضمان عودة صخرة الدفاع مجيد بوقرة إلى التدريبات وتأكّد جاهزيته هو وعدلان قديورة 100 بالمائة للمباراة، هذا ويدرك البوسني بأن عديد السيوف بصدد انتظاره في المنعرج، وأي تعثر سيكلفه هجوما كاسحا من طرف منتقديه، وهو ما سيحاول تجنبه من خلال لعب كامل أوراقه الرابحة في هذه المعركة المهمة بالنسبة له. فيغولي، بودبوز، قادير وسوداني مفاتيح الفوز على مالي من دون شك، فإن الناخب الوطني يملك مفاتيح كثيرة للفوز بالمباراة والتي تمكنه من فك شفرة دفاع المنتخب المالي، وهي الثلاثي المتألق في المواجهتين السابقتين، والأمر يتعلق بكل من لاعب فالنسيبان الإسباني سفيان فيغولي، ولاعب سوشو الفرنسي رياض بودبوز ومهاجم فيتوريا غيماراش البرتغالي العربي هلال سوداني، حيث تذهب جميع التكهنات باتجاه إقحام مطمور في وسط الهجوم، فيما يكون مساندا من طرف الثنائي فيغولي وقادير. وإلى جانب هذا الثلاثي، لا يمكن إقصاء مهاجم سوشو رياض بودبوز من معادلة صناعة الهجوم الجزائري، حيث بإمكانه قلب موازين المباراة في أي لحظة، يبقى فقط أن يحسن التقني البوسني توظيفهم في الهجوم. الحالة الصحية لبوقرة لا تدعو للقلق من جهته، فإن الحالة الصحية لصخرة دفاع الخضر و نادي لخويا القطري مجيد بوقرة لا تدعو للقلق، وهذا بعدما كان يعاني من إصابة أبعدته الميادين لمدة شهر ونصف تقريبا. وأكدت مصادرنا داخل المنتخب الوطني بأن بوقرة سيشارك رسميا في المباراة خاصة بعدما أظهر جاهزية كبيرة خلال الحصة التي جرت هنا بالجزائر والحصة التدريبية الأخيرة أمس بملعب 4 أوت. التخوف الوحيد يبقى من إرهاق بعض اللاعبين والرطوبة هاجس آخر أبدى المدرب الوطني بعض المخاوف من الإرهاق الذي كان يعاني منه بعض اللاعبين، سيما العناصر التي لعبت لقاءات بذلت مجهودات كبيرة في اللقاء الأخير أمام النيجر ورواندا، كعدلان قديورة، حسب ما كشفه مصدر من المنتخب الوطني الذي أسر لنا أيضا أن الناخب الوطني يبقى هاجسه الوحيد هو درجة الرطوبة المرتفعة التي قد تؤثر على مردود أشباله في هذه المباراة.