أبدى «محمد عليوي» الأمين العام لاتحاد الفلاحين الجزائريين أمس، تحفظه بشأن الأرقام التي أعلنتها وزارة الفلاحة عن حجم محاصيل المنتوجات الفلاحية هذه السنة، ففي وقت تباهت فيه مصالح رشيد بن عيسى بتحقيق مستويات قياسية في محاصيل معينة، يرى عليوي أنّ الأرقام مضخمة بدرجة كبيرة ولا تعكس حقيقة غلة هذا الموسم التي لا يدرك حقيقتها برأيه إلا الفلاحون أنفسهم. استغرب «محمد عليوي» في تصريحات خصّ بها السلام، توقعات إنتاج المحاصيل الفلاحية التي كشفت عنها وزارة الفلاحة، متسائلا «من أين تأتي الوزارة بهذه الأرقام التي تحمل مبالغة كبيرة؟»، فالفلاحون وحدهم يضيف هم المخولون بإعطاء الأرقام الصحيحة عما أنتجوه، ولا يحق للوزارة إعطاء أي رقم ما لم يكن مصدره هو الفلاح نفسه. وفي موضوع ارتفاع الأسعار في شهر رمضان، دعا عليوي إلى الضرب بيد من حديد على المحتكرين الذين يلهبون الأسعار في هذه الفترة بالذات، مخليا تماما مسؤولية الفلاحين من تهمة رفع الأسعار، حيث اعتبر الفلاحين ضحية مثلهم مثل المستهلك البسيط لهؤلاء «البزناسية» الذين يجنون أضعاف ما يجنيه الفلاح من وراء ممارساتهم غير المسؤولة. وأوضح عليوي أن ارتفاع أسعار الخضر والفواكه في رمضان، مشكلة تتحملها وزارة الفلاحة ووزارة التجارة معا، وليس الفلاح الذي يقتصر دوره على الإنتاج فقط ، حيث يقع على عاتق الوزارتين تنظيم السوق وضبط الأسعار، من خلال تكثيف عمليات الرقابة والمتابعة وعدم ترك السوق عرضة لتلاعب المحتكرين الذين يستغلون هذه المواسم لتحقيق أرباح سريعة على حساب القدرة الشرائية للمواطن البسيط. من جانب آخر، أشار عليوي أن الفلاحين تضرروا بشكل كبير من انخفاض أسعار الخضر والفواكه في الأسواق، فثمن بيع المنتوج لا يغطي التكاليف الباهضة لعملية الإنتاج التي أصبحت تكلف مبالغ كبيرة، وهو ما يتسبب في خسائر معتبرة للفلاحين، والدولة حسبه مطالبة بالقيام بواجبها تجاه الفلاح، وعدم تركه يواجه مصيره لوحده. وأكد عليوي أن الفلاحين الذين ينتجون الطماطم والدلاع وغيرها من المنتوجات سريعة التلف، يعانون الأمرين بسبب نقص غرف التبريد، وهم معرضون لخسائر فادحة هذا الموسم، إذا لم يتم التكفل بمطالبهم، وضرب المتحدث المثال بمنتوج المشماش الذي يباع ب 10 دينار للكيلوغرام، متسائلا كيف يستطيع الفلاح تغطية تكاليف إنتاجه بهذا السعر الزهيد؟ في نفس السياق، دعا عليوي الفلاحين لتأمين ممتلكاتهم والمزارع والآلات، من خلال التقرب من صندوق التعاون الفلاحي، مؤكدا أن هذا الصندوق الذي أنشأه الفلاحون ويديرونه بأنفسهم ليس مثل باقي التأمينات، فهو يتبنى النظام التعاوني، ويتوفر على العديد من الامتيازات التي يستفيد منها الفلاحون مثل خفض الضرائب والإعانة ومواكبة النشاط. وأرجع عليوي رفض بعض الفلاحين تأمين محاصليهم، إلى غياب هذه الثقافة لدى الفلاحين، الذين يرفضون التأمين بحجة أن هذه المسائل قدرية ولا دخل للإنسان فيها، وعند حدوث الكارثة يدرك الفلاح مدى الخطأ الذي ارتكبه، مشيرا إلى ضرورة التوعية المستمرة للفلاح حتى يستوعب أهمية التأمين كإجراء يقيه من أخطار الامطار والأحجار والحرائق التي قد تأتي على المحصول.