أكدت مصادر جد مقربة من الوزير “الحمسي” عمار غول أمس، حسم الأخير مسألة مشاركته في الحكومة المقبلة، وتلقيه تطمينات من الرئيس “عبد العزيز بوتفليقة” بالاحتفاظ به ضمن الفريق الحكومي المقبل بصفته الشخصية لا بصفته الحزبية بعد أن أقرت حركة مجتمع السلم التي ينتمي إليها الانسحاب بالكامل من الائتلاف الحكومي. قال مقربون أن “عمار غول” غادر التراب الوطني لأداء مناسك العمرة بالبقاع المقدسة، تاركة وصية يؤكد فيها لمحيطه ممن دعموه في الحملة الانتخابية بولاية الجزائر العاصمة، أنه ترشح في الانتخابات التشريعية ليس لكي يكون نائبا، وإنما لكي يواصل نشاطه الحكومي، وبالتحديد في قطاع الأشغال العمومية الذي عرف إنجازات أصبحت لصيقة بشخصه وبأدائه على رأس القطاع. وقال مصدر بإدارة الحملة الانتخابية للقائمة التي ترأسها “عمار غول” بولاية الجزائر العاصمة ل “السلام”، أنّ غول تحدث إليه شخصيا وأكد له نيته في مواصلة نشاطه الوزاري في الحكومة المقبلة، ملمحا إلى أن الأمر محسوم على مستوى أعلى هرم في السلطة”. وأضاف مصدرنا، أنّ غول توجه إلى البقاع المقدسة لأداء العمرة، بعد أن تلقى تطمينات من الرئيس بوتفليقة وسلطات الدولة بالتمسك بخدماته في قطاع الأشغال العمومية الذي أشرف عليه منذ جوان 2002. وتعترف قيادات مختلفة بحركة مجتمع السلم بصعوبة وتعقيدات مشاركة وزراء الحزب السابقين في الحكومة المقبلة، بالنظر للإرث الثقيل الذي خلفته 13 سنة من المشاركة في الحكومات المتعاقبة طيلة العهدات الثلاثة للرئيس بوتفليقة الذي شكلت حركة مجتمع السلم إحدى أهم القوى السياسية التي دعمته في التحالف الرئاسي والائتلاف الحكومي منذ توليه زمام قصر المرادية سنة 1999. ومن تعقيدات الوضعية السياسية لحركة مجتمع السلم، أنها انتهجت استراتيجية عمل داخلية ارتكزت على الاستفادة من المشاركة في الحكم بتمكين عدد معتبر من الكوادر والمناضلين من مناصب مسؤولية في مختلف أجهزة ومؤسسات الدولة، حتى أن هذا القطاع النضالي الواسع لم يعد بإمكانه العودة إلى الوراء والتخلي عن الكثير من الامتيازات. وهذا الوعاء النضالي هو الذي يضغط على قيادة الحزب ودفعها نحو ما يعرف في الآداب التنظيمية الداخلية لهذا الحزب بتحرير المبادرة، وعلى أساسها اهتدى المجلس الشوري (أعلى هيئة قياد) لترك الخيار للوزراء كي يشاركوا أو يرفضوا بصفة شخصية، لا تمثل في جميع الحالات مواقف الحزب وسياساته.`