وتعقد حركة النهضة بقيادة أمينها العام فاتح ربيعي دورة طارئة للمجلس الشوري الوطني الجمعة 18 ماي الجاري، على أمل بلورة موقف داخلي موحد إزاء الصدمة الانتخابية التي لحقت بأطراف التكتل الإسلامي، وتداعيات النتيجة الانتخابية الهزيلة التي حققها هذا التكتل المنهار أمام حزب جبهة التحرير الوطني الذي التهم قرابة 48 بالمائة من مقاعد الغرفة السفلى للبرلمان. ويواجه تكتل الجزائر الخضراء صعوبات وتعقيدات في تجاوز هذه المرحلة الصعبة، من حيث الصراع الموجود داخل حركة مجتمع السلم التي انقسمت على رأيين، أحدهما يجدب نحو تبني معارضة راديكالية، والعودة بالحزب إلى مرحلة التأسيس الأولى، و النشاط خارج حبال السلطة، وبين تيار آخر يقوده الوزير عمار غول الذي يرفض التخلي عن المشاركة في الحكومة، وأكثر من ذلك يتطلع لحقائب وزارية غير بعيد منها منصب الوزير الأول . وبينما حركة الإصلاح الوطني (الطرف الثالث في التكتل) فضلت لعب دور المكمل لهذا التشكيل الإسلامي، تسعى النهضة للحفاظ على استمرارية تحالف الأطراف الثلاثة، وتبني موقفا موحدا، يرجح أن لا يقل سقفه عن مقاطعة المشاركة في الحكومة المقبلة حال قيام المجلس الدستوري بتثبيت نتائج الانتخابات التي أعلنتها الداخلية، دون تعديل يعطي نوعا من التوازن ويمتص غضب الأحزاب التي أجمعت على وصف ما حصل ب “المهزلة الانتخابية”.