تستمر فعاليات الطبعة العاشرة للأيام السينماتوغرافية بمدينة بجاية، التي يشارك فيها ناشطون من بلدان عربية وغربية نذكر من بينها، تونس والمغرب وفرنسا وبلجيكا وإيران، مساهمة منها في إطلاع الجمهور السينمائي الجزائري على جديدها، وما يحمله من اختلاف يمكن أن يفيد المهتمين في مسيرتهم الإبداعية كنوع من التبادل الثقافي والفني بينها. وتميز افتتاح هذه الأيام بعرض آخر فيلم وثائقي للمخرج مالك بن سماعيل تحت عنوان "الصين لا تزال بعيدة" بحضور جمهور غفير، ويحكي الفيلم الذي لا يعكس عنوانه المحتوى قصة غسيرة وهي قرية الأوراس حيث يبرز علاقات سكانها بالتاريخ واللغة والدين ومكانة المرأة وغيرها. وروى المؤلف في حكاية خيالية مواضيع مختلفة دون معالجة أي احد منها إذ اختار ترك الكلمة للأبطال حتى يحكوا حياتهم وخيبة أملهم و حلمهم. وافتتح المشهد الأول بموت زوجين من المعلمين و"قايد" بغسيرة ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 ليسدل الستار سنة 2010 برحلة أطفال متمدرسين نحو شاطئ سكيكدة. ويكمن الخيط المشترك بين المشهدين في مدرسة القرية التي لازالت موجودة بعد نصف قرن بعد الاستقلال ولكن بمفهوم تربوي مختلف حيث زالت اللغة الفرنسية منها و التلاميذ أصبحوا لا يبالون بأساتذتهم الذين يتعبون في العثور على طريقة جيدة لتعليمهم. وبصدفة محضة تنتقل قصة الفيلم إلى المؤسسة بسبب ظروف موت الزوجين حيث تختلف الروايات حولها ولا يتفق قدماء سكان القرية على رواية موحدة والتي من المفروض أن يكون عملا كبيرا من أعمال الحرب في هذه الليلة . وهكذا تدور أحداث الفيلم وتجر المواضيع المختلفة لتتفق على قول شيء واحد وهو أن فائدة المعرفة والعلم تكمن في تتبعهما ولو في الصين طبقا للحديث النبوي الشريف. ويطرح العمل الذي يدوم ساعتين والذي يتساءل حول عدة نقاط دون إيجاد حل لها نقاش حول المجتمع بعد الاستقلال. وستعرض التظاهرة التي تدوم إلى غاية 15 جوان الجاري والتي نظمتها الجمعية المحلية "بروجكت-هورت" حوالي 30 عملا طويلا وقصيرا إضافة إلى أفلام وثائقية سيعرض معظمها بحضور مؤلفيها. وتتشكل هذه اللقاءات التي تعد نقطة تبادل بين المنتجين وهواة السينما "الذين يصنعون الأفلام والذين يشاهدونها" حسب التعبير المعتمد طوال سيران هذه التظاهرة التي تم افتتاحها سنة 2003 من ورشات تمهينية خصوصا في مجال تركيب أو كتابة السيناريو.