بارتفاع درجات الحرارة تزيد خطورة إصابة كثيرمن الأشخاص بأمراض عضوية ناجمة عن تعرضهم المفرط لأشعة الشمس، خاصة ممن تفرض عليهم احتياجاتهم اليومية أو ظروفهم المهنية التواجد خارج البيت في فترات تبلغ، فيها درجات الحرارة ذروتها ما يهدد البعض بسرطان الجلد في حال إهمال سبل الوقاية. يشكل التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة خطورة كبيرة على من يضطرون لممارسة مهنهم لفترة طويلة تحت الأشعة الفوق بنفسجية، وهذا ما يؤثر سلبا عليهم سواء من الناحية الفيزيولوجية بل حتى النفسية، حسبما يؤكده الأطباء الذين ينتقدون بعض التصرفات الخاطئة التي قد تكون السبب في إصابة الكبار وحتى الصغار بأمراض جلدية متفاوتة الخطورة، نتيجة بقائهم تحت أشعة الشمس لفترة طويلة دون حماية. أصحاب الأمراض المزمنة الأكثر تضررا بارتفاع درجات الحرارة يعتبر المرضى المصابين بأمراض مزمنة أكثر الفئات تأثرا من ارتفاع درجات الحرارة لا سيما المصابين بضغط الدم والرعاف، فيما نجد آخرين لا يستطيعون تعريض أنفسهم لأشعة الشمس لإصابتهم ببعض التقرحات الجلدية، وهو ما يحدث مع فريدة التي تقول إن ارتفاع ضغطها الدموي يزداد خلال فصل الصيف بسبب قلقها الشديد التي لا تجد له تبريرا بل هو يحدث بصورة جد تلقائية. يشتكي كثير من الناس من إصابات جلدية جعلت من الصيف عدوهم اللدود، هكذا وصفت ليلى فصل الصيف الذي يترك آثارا واضحة على ابنتها المصابة بسرطان الجلد، فنفسيتها جد سيئة بسبب عدم خروجها من البيت تفاديا لأي انعكاسات عليها، لتحرم بذلك من التمتع بالعطلة الصيفية. هذا ويكون أغلب الأطفال ممن يتعرضون لساعات طوال لأشعة الشمس بفعل عملهم أو بقائهم في الخارج خلال الفترات الصباحية أو ساعات ما بعد الزوال أكثرهم تعرضا للإصابة بالأمراض الجلدية. تغيرات نفسية تطرأ على الأشخاص بحلول فصل الصيف انطلاقا من القاعدة التي تربط بين التغيرات النفسية والجوية، يعتبر أخصائيو علم النفس أنّ الطقس متغير مهم في الحالة المزاجية للفرد فارتفاع درجة الحرارة والتعرض لضربات الشمس القوية يؤثر على الحالة النفسية لدى مختلف فئات. وهذا ما أكدته الدكتورة نبيلة صابونجي الأخصائية النفسانية التي أوضحت أنّ ارتفاع درجات الحرارة يؤثر سلبا على الحالة النفسية للأشخاص وذلك بحدوث تغيرات بيولوجية عليهم نظرا لأن ارتفاع درجات الحرارة، ما يساهم في زيادة إفراز هرمون "الأدرينالين" عن حده الطبيعي والذي يرفع درجة التوتر والقلق إضافة إلى أن تصرفات الإنسان تكون أكثر عدوانية وقد ينفذ صبره بسرعة ويكون سريع الإنفعال. كما يحدث للأشخاص المعنيين تقلبات حادة في المزاج، ويشعرون بعدم الارتياح النفسي وهذا سيؤدي إلى صعوبة اندماجهم بشكل طبيعي من الناحية الاجتماعية، وحتى العملية لأنه وحسب دراسات نفسية التي أشارت إليها صابونجي فإن درجات الإكتئاب تزيد عن حدها خلال فصل الصيف، ويشعر الشخص أنه لا يستطيع السيطرة على تصرفاته ويميل إلى الكسل وقلة النشاط.