مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة يهمل الكثير من الناس جانب الوقاية من أشعة الشمس، فالعديد منهم يتنقل تحت أشعة الشمس الحارقة دون استعمال كريمات مضادة تحمي بشرته من خطر الإصابة بسرطان الجلد وإن كان هناك من يستعملها فهو يسيء استعمالها أو لا يراعي المقاييس الطبية عند اقتنائها. ولمعرفة أهمية الكريمات الواقية ومدى فعاليتها في حماية بشرتنا توجهنا إلى أخصائي الأمراض الجلدية ''محمد أوغانم'' الذي أكد بدوره على ضرورة حماية الجلد من آثار الأشعة فوق البنفسجية. الحوار: بداية هل يمكن توضيح وإعطاء صورة عن الأخطار التي تصيب الأشخاص الذين يتعرضون لأشعة الشمس دون وقاية؟ - أوغانم: يعتبر التعرض لأشعة الشمس اليوم أكثر خطورة مما كان عليه منذ بضع سنوات، فقد اكتشف العلماء انخفاضا ملحوظا في كثافة في كثافة طبقة الأوزون التي تتلف الغلاف الجوي للأرض والتي تؤدي دور مصفاة واقية تحمي الإنسان من ضرر الأشعة الفوق بنفسجية. ومما لا شك فيه أن ضرر الشمس يعد خطرا حقيقا يمكن أن يتسبب في نتائج لا تنحصر فقط في شيخوخة الجلد المبكرة وفقدان المطاطية الشابة وظهور البقع فحسب، بل يمكنه أيضا أن يستبب في سرطان الجلد. والأورام السرطانية ثلاثة أنواع هناك: - أورام خلية سكواموس السرطانية التي من غير المحتمل أن تؤدي إلى الموت. - أورام الخلية السرطانية الأساسية التي تعالج بسهولة وهي نادرا ما تكون قاتلة. - الورم الملاني الخبيث وهو الأقل شيوعا ولكنه أكثر أشكال سرطان الجلد عدوانية وهو المسبب لأغلبية الوفيات من سرطان الجلد. بالإضافة إلى عواقب التعرض للأشعة الفوق بنفسجية وهي نوعان (أ) و(ب). فالنوع الأول (أ) يسبب حروق الشمس وهذا عند التعرض لها بإفراط، اسمرار البشرة، الشيخوخة المبكرة التجاعيد ظهور النمش وفقدان مرونة البشرة بالاضافة إلى حدوث تسمم ضوئي وتحسس ضوئي، والأخطر من هذا هو نمو أسرع لبوادر التسرطن وسرطان الجلد. أما الأشعة الفوق بنفسجية (ب) فتتسبب بنفس نتائج الأشعة (أ) زيادة على تقليل مناعة البشرة وتنشيط الجراثيم. للوقاية من أضرار أشعة الشمس، ما هي الإجراءات التي يجب أن نتخذها؟ - هناك عدة نقاط يجب الالتزام بها: أولا: يجب عدم الإطالة في الجلوس تحت أشعة الشمس وإن حدث هذا لفترات قصيرة يجب اتخاذ جميع التدابير الوقائية، فالأشخاص ذوو البشرة الفاتحة الذين يقضون أيامهم داخل منازلهم ثم يذهبون لقضاء عطلة تحت أشعة الشمس لاكتساب سمرة شديدة، يزيدون من خطر إصابتهم بسرطان الجلد. ثانيا: الحذر من شمس الظهيرة فيجب تجنب التعرض لأشعة الشمس حين تكون الأشعة في ذروتها أي بين العاشرة صباحا والرابعة مساء. ثالثا: استخدام وباستمرار مستحضرات واقية على مدار السنة وذلك بدهن البشرة بعناية قبل 15 إلى 30 دقيقة من الخروج إلى الشمس وتكرار العملية كل ساعتين. بالإضافة إلى ارتداء الملابس الواقعية واستخدام النظارات الشمسية. بالنسبة إلى الكريمات الواقية هناك من لا يستعملها وآخرون يسيؤون استخدامها، في حين هناك من يشتريها دون الاهتمام بالمقاييس الطبية وشرائها من أي مكان سواء محل تجاري أو طاولات العرض، فما هي أهمية الكريمات الواقية وكيف نستخدمها؟ - للأسف لا يزال العديد من الناس يعتقدون بأن كريم الوقاية من أشعة الشمس ليس إلا نوعا من أنواع كريمات التجميل أو مستحضرا غير ضروري، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على جهل الناس بالصحة الجلدية وبأهمية استخدام المستحضرات الواقية من الشمس فأشعة الشمس الضارة التي نتعرض لها يوميا سواء أثناء قيادة السيارة أو التسوق أو المشي، مما يسبب مشاكل جلدية خطيرة قد تتطور لتصبح نوعا من أنواع سرطان الجلد. ولكن قبل أن نسارع لشراء كريم الوقاية يجب أن ننتبه لعدة نقاط: - أولا يجب شراءها عند الصيدلية مع مراعاة تاريخ الصلاحية. - اقتناء الكريم المناسب لنوعية بشرتنا، فهناك ثلاثة أنواع من الكريمات: السائلة، المرشات والكريمات السميكة. وتعتبر الكريمات الواقية اس. بي. أف. ذات رقم الحماية من 15 فما فوق الأكثر فعالية في الحماية من أشعة الشمس ومنع ضرر الجلد والتجاعيد وتخفض من خطر تطوير سرطان الجلد، ويجب أن توضع على الأقل كل ساعتين حتى تزداد فعاليتها. ويعتبر الاشخاص ذوو البشرة الداكنة الأقل تأثرا بأشعة الشمس لكنهم بحاجة لاستعمال كريم الوقاية. والمكونات الرئيسية لكريم الوقاية من الشمس هي ثاني أوكسيد التيتانيوم وأكسيد الخارصين وهي أقل تهييجا للجلد وأقل تسببا للحساسية. أما المركبات التي تمنع أشعة الشمس فهي ثاني أكسيد تيتانيوم، أكسيد حديدي وأكسيد خارصين. ونحن على أبواب موسم الاصطياف، ما هي النصيحة التي يمكنك إعطاؤها كونك طبيبا مختصا في الأمراض الجلدية للأشخاص الذين يتعرضون مطولا لأشعة الشمس دون وقاية؟ في الواقع لا يمكن للمرء أن يستغني عن الشمس فلا بأس من التعرض لأشعة الشمس ضمن الإطار المعقول والمقبول. فهذه الأشعة مفيدة في بعث الدفء أو تحسين الحالة النفسية والمعنوية وفي صنع الفيتامين ''د'' الضروري لامتصاص الكلس وتوزيعه في العظام والأسنان ومداواة بعض الأمراض الجلدية، ولكن يجب الحرص باستعمال الكريمات الواقية ذات المقاييس الطبية واستعمالها كبارا وصغارا لتفادي إصابة أشعة الشمس الجلد مباشرة، وعدم المبالغة في التعرض لأشعة الشمس طمعا في الحصول على بشرة برونزية لأنه أمر غير صحي وإنما هو إنذار يطلقه الجلد دفاعا منه لحماية نفسه من أضرار أشعة الشمس.