ستنطلق منافسات كأس العرب للمنتخبات بعد عشرة أيام من الآن، إلاّ أنّ تضارب الأنباء حول مشاركة المنتخب الجزائري يبقى سيد الموقف، وهذا بعد قرار محمد روراوة رئيس الاتحادية الوطنية لكرة القدم بالانسحاب من المشاركة في هذه المنافسة وعدم تمثيل الجزائر بأي منتخب من المنتخبات الوطنية، غير أن المتتبعين لحال الكرة الجزائرية والمنتخب الوطني الأول أكدوا أن قرار مثل هذا كان لم يفهم المغزى الحقيقي من ورائه، سيما وأن اللاعبين سيكسبون الكثير من الخبرات بالاحتكاك بلاعبي المنتخبات العربية الأخرى، وحتى أن مثل هذه البطولات رغم عدم اعتراف الاتحادية الدولية للعبة بها، إلا أنه دائما ما يتم اكتشاف مواهب جديدة ويبرز فيها لاعبون كبار. عدم المشاركة بالمنتخب الأول قرار منطقي ومفهوم الأكيد أن الجميع يتفق بأن مشاركة المنتخب الوطني في كأس العرب بفريقه الأول غير ممكنة ولا فائدة منها، نظرا لارتباط المحترفين بأنديتهم، وعدم إمكانية إجبارها على تسريح اللاعبين التي تصلهم دعوات الناخب الوطني لأنها لا تدخل ضمن تواريخ الفيفا الرسمية، وعدم اعتراف الفيفا بمثل هذه المنافسات التي تتعارض مع توجهاتها، رغم أن التوقيت الذي ستجرى فيه هذه المنافسة سيأتي بعد إنهاء جميع المنتخبات العربية لارتباطاتها في التصفيات المتعلقة بكأس العالم وتصفيات كأس إفريقيا وآسيا. ما مصير المنتخب الأولمبي ولماذا لم نشارك بالمنتخب المحلي؟ يتساءل الكثير من المختصين ومتتبعي الكرة الجزائرية عن السبب الحقيقي الذي كان وراء عدم مشاركة الخضر بالمنتخب الأولمبي، الذي لم يعرف مصيره منذ نهاية الدورة التصفوية المؤهلة لأولمبياد لندن 2012، في الوقت الذي كان الجميع يتنبأ بولادة منتخب جزائري مغاير بمواهب شابة تنبئ بمستقبل واعد للكرة الجزائرية في صورة بن العمري، شافعي، بن علجية، عبيد، بلكلام، والقائمة طويلة، ونفس الأمر مع مشروع المنتخب المحلي الذي توقف بعد المشاركة المشرفة في الشأن مباشرة، فما الضرر في استدعاء المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش للاعبين المحليين للمشاركة في هذه البطولة باعتبارها فرصة كبيرة لاكتشاف العديد من اللاعبين المحليين، لتجريب جاهزية الذين يلعبون في المنتخب الأول كسليماني وحشود وبلكالام وبلعمري وغيرهم، خاصة وأنّ حاليلوزيتش يبقى متحفظا في منحهم ثقته مع المنتخب الأول. هل أخطأ روراوة في قراره بالانسحاب...؟ بذكر كل المعطيات السابقة، يتبين أنّ قرار الرجل الأول على رأس البناية المتواجدة بدالي ابراهيم فيه نسبة كبيرة من السلبية، لأن إعلان انسحابه ضيع فرصة كبيرة لتجميع اللاعبين الذين لم تتح لهم الفرصة للمشاركة مع المنتخب الأول أو لم يتم استدعاؤهم من قبل، خاصة وأنّ هذه البطولة ستشارك فيها منتخبات قوية تشارك فيها مثل مصر والمغرب والسعودية، كان سيأتي بكثير من الفائدة على المنتخب الوطني حتى ولو لم نفز باللقب.