أكد «أحمد بطاطاش» رئيس الكتلة البرلمانية لحزب جبهة القوى الاشتراكية أمس، رفض «الأفافاس» التجاوب مع تحركات حزبية في البرلمان لإحياء مطلب تجريم الاستعمار، قائلا أنّ كتلة الحزب داخل البرلمان متلاحمة وراء القيادة الشرعية للحزب، نافيا أن تكون هناك انشقاقات في صفوف الكتلة بعد الأزمة الأخيرة التي مر بها «الأفافاس» وخروج قيادات بارزة وانتقادها علنا قرارات قيادة الحزب. وفي تصريحات ل «السلام»، نأى بطاطاش بحزبه عن أي مشاركة في مشروع تجريم الاستعمار الذي تنوي بعض الأحزاب طرحه في البرلمان، مؤكدا أنّ الأحزاب التي ترفع لواء تجريم الاستعمار تستغل هذه القضية لأغراض سياسوية ضيقة، ولها أجندات خاصة تختلف مع توجهات الحزب ومبادئه، مشيرا أن هذه الأحزاب غير مستقلة وأن طرحها ليس له جدوى في الوقت الراهن. في الشأن الداخلي للقوى الاشتراكية، أشار بطاطاش إلى أنّ 26 نائبا من أصل 27 ملتزمون بقرارات الكتلة، باستثناء النائب «كريم طابو» الذي جمدت قيادة الحزب عضويته، وأوقفت كل نشاط له باسم الحزب على كافة المستويات كإجراء تحفظي، ردا على سلوكات ومواقف صدرت عن طابو ضد الحزب في الآونة الأخيرة. وأوضح بطاطاش أن قرار عدم المشاركة في هياكل البرلمان نابع من قناعة الحزب بأن الانتخابات شابها «تزوير كبير»، وأنها لا تعبر عن الإرادة الشعبية الحقيقية، معتبرا البرلمان الحالي مجرد منبر للتواصل مع المواطنين ومع الرأي العام، من أجل وضعهم في صورة الأوضاع الحقيقية التي تمر بها البلاد. من جهة أخرى، أكد بطاطاش أن الكتلة البرلمانية لم تحدد برنامج عمل النواب في البرلمان بعد، وأن أولويات الحزب هي التصدي للفساد، لافتا إلى أن مهام البرلماني عند «الأفافاس» لا تقتصر على العمل داخل قبة البرلمان فحسب، بل تتعداه إلى خارج البرلمان من أجل تنظيم المواطنين في سبيل التغيير الحقيقي المنشود. وحول إمكانية التنسيق مع كل أحزاب أخرى داخل البرلمان، أشار بيطاطاش أنه لا يستبعد إجراء تنسيق مع أحزاب سياسية حول قضايا معينة نتشارك فيها وجهات النظر، بيد أن التنسيق غير مطروح في الوقت الراهن لأنه لا توجد أحزاب على الساحة السياسية تقاسمنا نفس القناعات التي نؤمن بها على حد وصفه. وعلق بطاطاش على حالة الركود السياسي الذي تعيشه الجزائر، بقوله أن مؤسسات الدولة الحقيقية لا تعبر عن إرادة الشعب ومن ثم فهي مجرد واجهة ولا تمتلك سلطة القرار، مؤكدا أن حزبه من خلال قرار المشاركة في هذه المرحلة بالذات أراد إعطاء ديناميكية جديدة للحياة السياسية باعتبار الثقل الذي يمثله في الشارع.