تشكو بلدية بعطة التابعة لولاية المدية انعدام المشاريع التنموية في منطقة تفتقر لكل مقومات الحياة الكريمة، نظرا لغياب جل الهياكل القاعدية وانعدام المرافق الرئيسية من مؤسسات ثقافية وشبانية وغيرها باستثناء ملعب جواري أنشئ حديثا، وأصبح المتنفس الوحيد لكل أطفال وشباب هذه البلدية التي لا تزال تعيش في القرون الوسطى. تقع بعطة أقصى الشمال الشرقي لولاية المدية بمحاذاة جبال الأطلس البليدي وعلى مسافة تفوق 120 كلم عن عاصمة الولاية، تابعة لدائرة القلب الكبير، وقد ارتقت هذه المنطقة إلى بلدية إثر التقسيم الإداري في بداية الثمانينات، ويتعدى سكانها عتبة 3000 نسمة، وتظلّ معاناتهم مستمرة بفعل النقص الفادح في وسائل النقل والطرق المهترئة. ولا تقتصر معاناة سكان هذه المنطقة على الأطفال والرجال، بل تتعداها إلى التلاميذ الذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى المتوسطات والثانوية المتواجدة في منطقة العيساوية أو القلب الكبير، بالنظر إلى النقص الفادح في وسائل النقل المدرسي وكذا الحالة الكارثية للطرق التي تزداد وضعها السيئ تفاقما خاصة خلال فصل الشتاء. قاعة توليد حلم الجميع وتبقى معاناة نساء بعطة خاصة الحوامل منهن في عدم وجود قاعة توليد بالبلدية، والتي باستطاعتها أن تقدم أدنى الخدمات المتعلقة بفحص الحوامل وتقديم الرعاية لهن من قياس الضغط واللقاحات وغيرها، ما فرض عليهن التنقل عبر قاعات العلاج والمستوصفات المتواجدة على مستوى دائرة القلب الكبير. وتقطع بنات المنطقة مسافات طويلة تصل إلى العشرين كيلومترا من أجل حقنة، مع العلم أنّ عادات وتقاليد المنطقة المحافظة تمنع عن المرأة الركوب مع غرباء من المنطقة نفسها في سيارة واحدة، حيث يضطر الزوج أو القريب إلى كراء وسيلة نقل يفوق كرائها في بعض الأحيان 600 دينار. وفي هذا الشأن، ناشد سكان البلدية المعنيين على المستوى الولائي من مديرية الصحة والسكان والسلطات الولائية ضرورة تحويل حلم نساء بلدية بعطة إلى حقيقة، حيث يمكنهن أن يلدن أبناءهن في بلديتهم. شباب بعطة بين حقول متيجة وأسواق بني سليمان في جولتنا إلى بلدية بعطة شدنا أمر غريب هو غياب تام لشباب بعطة ما عدا القليل منهم، سألت "السلام" عليهم فأجاب أحد الشباب، أنّ جلهم يتوجهون صوب حقول وبساتين متيجة بالنظر إلى قرب المنطقة لولاية البليدة أو يبيعون محاصيلهم في سوق بني سليمان. أما البقية فإنهم ينتظرون منحة الشبكة الاجتماعية أو تشغيل الشباب لتبقى البقية في بطالة تنتظر مشروعا إنمائيا أو مقاولة تشغلهم، من أجل كسب الحلال وهي الوضعية التي تطول على منتظريها. تعبيد الطريق يفتح الأمل لمواطني بعطة بعد تعبيد الطريق الوطني رقم 64 الرابط بين بلديتي العمارية بالمدية وبوقرة بالبليدة مرورا ببلدية بعطة، يستبشر السكان خيرا بفك العزلة عن المنطقة باعتباره سيفتح أفاقا واسعة لحركة التنمية بالبلدية نظرا لموقع الطريق الاستراتيجي. ويبقى أمل السكان أن يكون هذا الطريق بداية لمشاريع أخرى تفك العزلة عن هذه البلدية التي عانت الأمرين خلال سنوات المأساة الوطنية، حيث نزح ثلثا السكان إلى بلديات ومدن مجاورة فرارا من الوضعية الأمنية من جهة وانعدام مقومات الحياة الكريمة من جهة أخرى. وبهذا الصدد يطالب سكان بعطة بتسهيل طرق الدعم الخاصة بالبناء الريفي الفلاحي وتوفير الكهرباء والماء لرجوع أهلها لأنهم أهل زراعة وعمل.