يؤكد سكان بلدية «أمسيف» بولاية المسيلة، أقصى جنوب عاصمة الولاية، أن أوضاع مدينتهم متدهورة، وأصبحت طرق العيش فيها مضنية ومتعبة، وأولى النقائص التي يلاحظها أي شخص ولو عابر سبيل، هي اهتراء الطرقات وانعدام التهيئة الحضرية وغياب حتى معالم الأرصفة في وسط المدينة، وانعدام الإنارة العمومية، يجعلها أثناء الفترة الليلية تعيش ظلاما دامسا. ما يحز في أنفس السكان كثيرا، هو افتقار عدة أحياء وقرى بالبلدية إلى أبسط ضرورات العيش الكريم، المتمثلة في شبكات الصرف الصحي للمياه القذرة، وهو ما يعتبر حسب السكان وصمة عار على جبين المسؤولين والمنتخبين، حيث يضطر السكان إلى استعمال الوسائل التقليدية البائدة في صرف المياه. ومن الناحية الإجتماعية، فإن البطالة ضاربة في أعماق الأوساط الشبانية من حملة الشهادات وغيرهم، وحتى الكهول من أرباب العائلات يعانون من عدم الشغل، حيث تحصي البلدية أكثر من 100 عائلة لا تعيش إلا على مساعدات من الدولة. وحسب مصادر محلية، فإن ثلثي سكان المدينة لا يملكون مصادر عيش قارة، وهم يتنقلون إلى البلديات وحتى الولايات المجاورة من أجل كسب أرزاقهم في أعمال البناء وغيرها، رغم أن 60 من المائة من السكان يحترفون الفلاحة وتربية الأبقار والمواشي، بالنظر إلى الطابع الرعوي البحت للمنطقة. من جهتهم، يعدد مزارعون عدة نقائص ساهمت بشكل كبير في تراجع قطاع الفلاحة ومستويات الإنتاج، من ذلك العجز المقدر ب 70 كلم في شبكة الكهرباء الريفية، بعدة تجمعات ريفية منها بئر العربي القديم، الضاية، برج بن ناصر، ذراع الشيخ وغيرها، هذه النقائص وأخرى لا تعد كانتشار السكنات الهشة الآيلة للسقوط على رؤوس سكانها بين اللحظة والأخرى، ونقل السافرين والنقل المدرسي وقطاع التربية، كل هذه المشاكل تستوجب حسب السكان تدخلا عاجلا وتدابير فعالة للقضاء عليها في أقرب الأوقات، بدل لجوء السكان إلى الاحتجاجات كما فعلوا سابقا.