يقترن دخول فصل الصيف بمدينة بسكرة بتنامي الخوف والقلق الذي ينتاب فلاحي الواحات والمزارع المنتشرة على نطاق واسع، خاصة منطقة الزاب التي تتميز بوفرة وجودة منتوجها من التمور الذي يحمل تصنيفا عالميا كأحسن التمور بالأخص منطقة طولڤة وضواحيها. يحل فصل الحر الذي يؤرق الفلاحين وأصحاب الهكتارات من الأراضي بجملة من المشاكل، تتعلق بالانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي وغياب مياه السقي وكثرة الحرائق بسبب ارتفاع درجة الحرارة، ناهيك عن انعدام الإنارة، مما يشكل عبءا إضافيا يثقل كاهل العديد من فلاحي المنطقة والضواحي المجاورة. وقصد الوقوف عند وضعية المدينة التي تتوفر على أجود وأفضل أنواع التمور فضلا عن وفرتها. رافقت «السلام» بعض الفلاحين في واحاتهم، حيث وقفت عند معاناة يكابدونها خلال فصل الصيف، إذ بالكاد يتخلصون من مشكل حتى يبرز مشكل آخر، وآخر ما وقفت عنده «السلام» هروب شباب المنطقة خلال فصل الصيف لشواطئ المدن الساحلية لقضاء أسابيع هناك تاركين العمل في الواحات، وهو ما بات يقلق الفلاحين في ظل بقائهم لوحدهم، مما يهدد موسم حصادهم ويؤثر على انتاجهم السنوي. غير أنّ الخطر الكبير الذي مازال يشكل هاجس الفلاحين ومالكي المئات من نخيل التمور بمختلف أنواعها وبات يشكل شبحا كبيرا على أصحابها، هو استفحال ظاهرة الحرائق التي لم تعرف مصادرها عديد المرات، حيث أكد الفلاحون أن السبب في ذلك يكون بفعل فاعل في الكثير من الأحيان أو عدم اكتراث مجموعات من الشباب التي تقضي ساعات السهر في الغابات أو بجوارها مخلفين بقايا السجائر مشتعلة، مما يتسبب في حرائق بالجملة تجد أحيانا مصالح الإطفاء صعوبات جمة لإخمادها، وهو ما يضطر بعض الفلاحين للمبيت في غاباتهم متحملين المعاناة صيفا وشتاء، إضافة إلى أخطار الحيوانات السامة التي تكثر بالمناطق الفلاحية، في حين يلجأ بعض الفلاحين إلى اكتراء حراس مدعمين بالكلاب لحراسة المناطق الفلاحية المعروفة بكثافة انتشار واحات النخيل خلال فترة الليل، الأمر الذي يكلف أصحاب البساتين والمساحات الزراعية مصاريف وأعباء إضافية كان بالإمكان تفاديها لولا تهور البعض من أبناء المنطقة. وخلال الجولة التي قامت بها «السلام» بعدد من غابات المنطقة وقفت عند حجم الخسائر الذي تحدثه الحرائق ونقص المياه، إضافة إلى مطالبة الفلاحين من الجهات المعنية الالتفات إليهم لحماية المنتوج المحلي ذو الجودة العالمية، بتحقيق مطلبهم الأساسي والمتمثل في التقليل من مخاطر الحرائق خاصة المتعمدة منها، والقضاء على المعاناة التي يكابدونها طوال السنة حفاظا على ثروة التمور بالمنطقة.