غابات النخيل بسيدي عقبة قبلة البطالين تشهد مدينة سيدي عقبة بولاية بسكرة والمناطق المجاورة لها هذه الأيام تزامنا مع انطلاق حملة جني التمور توافد المئات من النساء والرجال وحتى الأطفال من مختلف الأعمار ومن عدة مناطق مختلفة من الولايات المجاورة بحثا عن العمل في غابات النخيل. وعن سر هذا التوافد ومنذ الصباح الباكر بالمكان المخصص لهم أكد أحد منتجي التمور أن اليد العاملة بالمنطقة لا تكفي لعملية جني المحصول نظرا لكثرة اعداد النخيل التي يزيد عددها عن 400 ألف نخلة، وتزامن جنيها في نفس الفترة، لذلك يضيف محدثنا أن توافد العمال من مختلف المناطق أكثر من ضرورة لتغطية العجز المسجل خوفا من تأخر عملية الجني ومداهمة فصل الشتاء الذي يعرف تساقط الأمطار مما يؤثر على المنتوج. وفي هذا السياق يتجه أصحاب الغابات يوميا للمكان الذي يجتمع فيه العمال لإختيار من يريدون تشغيلهم عندهم من الجنسين وعادة ما يتم نقلهم إلى الغابات بواسطة سيارات فلاحية ويتقاضى العامل البسيط الذي يعمل 05 ساعات يوميا 600 دج ويقتضر عمله على عملية التقاط حبات التمر من الأرض، فرز أنواع التمور، بينما يتقاضى العامل المتخصص الذي يقوم بتسلق النخيل 1200 دج لكل 05 ساعات بالاضافة الى كمية التمر التي يمنحها صاحب الغابة له من باب الصدقة، ورغم تطور العمل الفلاحي، إلا أن أصحاب الغابات لم يغنيهم ذلك من الاستعانة باليد العاملة التي يشتد عليها الطلب أكثر خاصة في المواسم التي تعرف انتاجا وفيرا، كما هو الشأن هذا العام الذي تتوقع فيه المصالح الفلاحية انتاج ما يقارب 2.5 مليون قنطار من مختلف أنواع التمور. ومن المتوقع أن يرتفع المنتوج أكثر في السنوات القليلة القادمة وذلك راجع لآلاف النخيل المغروسة حديثا في إطار برنامج الدعم الفلاحي الذي حقق نتائج مشجعة في تجديد الثروة الغابية بالمنطقة. لكن وحسب عدد من الفلاحين فإن انتاج هذا العام جيد نوعا ما نظرا لكون النخلة يتباين منتوجها من عام لآخر. وبالموازاة مع توافد المئات للعمل في البساتين منذ منتصف شهر سبتمبر من كل سنة فإن الحركة والحيوية تعود للمدينة بعد ركود تام تعيشه المدينة خلال فترة الصيف أين تقل الحركة ويتجه عدد معتبر من السكان نحو مدن الشمال هروبا من حرارة الجو في ظل افتقار المدينة الى وسائل التسلية والترفيه التي من شأنها التخفيف من شد الحر، وفي سياق متصل تشهد المدينة بالتزامن مع حملة جني التمور توافد الباعة المتجولون الذين يعرضون مختلف سلعهم عبر مختلف الأحياء والشوارع، في الوقت الذي نسجل فيه في السنوات الأخيرة اختفاء الباعة المقايضون الذين كانوا يأتون للمدينة كل خريف من المناطق الجبلية القريبة من المنطقة لعرض مختلف المحاصيل الزراعية كالتفاح، الرمان، التين، البلوط وغيرها ومقايضتها بالتمر وتتم العملية بناءا على نوعية التمر المقدم، هذا فضلا عن اختفاء بعض العادات والتقاليد التي كانت سائدة بالمنطقة خلال السنوات الفارطة والتي كانت كلها تصب في خانة التكافل الاجتماعي.