أعلن السفير الفرنسي الجديد بالجزائر أندري باران أمس، أنّ مهمته خلال المرحلة القادمة ستتركز على إعادة بعث مشروع الشراكة الاستثنائية بين البلدين، الذي أطلقه الرئيسان بوتفليقة وشيراك عام 2003 لكن وصول ساركوزي إلى الحكم أدخله الثلاجة. وقال باران عقب استقباله من قبل الرئيس بوتفليقة إن «الوقت قد حان لإعطاء العلاقات الجزائرية الفرنسية دفعا وطموحا جديدين، وإيلائها الزخم وكذا الجدية والحركية التي تتطلبها». وأضاف الدبلوماسي الفرنسي الذي كان يشغل مدير دائرة إفريقيا بقصر الإليزيه «كما قلت للرئيس بوتفليقة أن تمثيل فرنسا في الجزائر يعد شرفا كبيرا ومسؤولية ثقيلة، وإني لأعتقد بأن العلاقة بين البلدين لا يمكن مقارنتها بأي واحدة أخرى». وأوضح باران في «الوقت الذي تحيي فيه الجزائر الذكرى ال50 لاستقلالها ينبغي تشجيع تجسيد تلك الشراكة المتميزة، والتي طالما تكلم عنها الرئيس بوتفليقة، سيما في الرسالة التي وجهها لفرنسوا هولاند مباشرة بعد انتخابه» على رأس الدولة الفرنسية. كما أشار السفير الفرنسي إلى أن الظروف الخاصة بتجسيد تلك الشراكة المتميزة تعد ملائمة للجانبين، وأعتقد أنه يتماشى مع إرادة قائدي وشعبي البلدين، وهو الهدف الذي سأكرس له كل جهودي وطاقاتي في المستقبل». وكان بوتفليقة أكد في برقية تهنئة وجهها لهولاند بعد انتخابه خليفة لساركوزي مطلع ماي الماضي، استعداده «للعمل معكم من أجل تعاون جزائري -فرنسي يكون في مستوى إمكانات البلدين، ويتساوق مع ما لعلاقاتنا من بعد إنساني ومع الشراكة الإستثنائية التي نطمح إلى بنائها». وكانت الجزائروفرنسا تستعدان في عهد الرئيس الأسبق جاك شيراك لتوقيع اتفاق شراكة استثنائية لإنهاء أزمة العلاقات المتوترة بين البلدين منذ الاستقلال، غير أن قدوم ساركوزي للحكم أجهض المشروع خصوصا بعد إصدار الحزب الحاكم آنذاك بقيادة ساركوزي لقانون 23 فيفري الممجد للاستعمار. وتعد مهمة خليفة كزافييه دريونكور صعبة لبعث الروح في العلاقات بين البلدين بعد الهزات التي عرفتها في عهد ساركوزي، حيث اعترف في أول تصريح له «كما قلت للرئيس بوتفليقة إن تمثيل فرنسا في الجزائر يعد شرفا كبيرا ومسؤولية ثقيلة وإني لأعتقد بأن العلاقة بين البلدين لا يمكن مقارنتها بأي واحدة أخرى». لكن باران الذي يسمى في فرنسا ب»السيد إفريقيا» كونه عاش كل طفولته بدول إفريقية، أين كان والده يعمل في وحدات للجيش الفرنسي هناك بالغابون وكوت ديفوار يعتبر من الدبلوماسيين الفرنسيين القلائل، الذين يعرفون القارة جيدا بشكل يجعله ملما بأهم الملفات في المنطقة.