لفائدة الأطفال الصم وضعيفي السمع تبذل مساع حثيثة من أجل رفع حصة ولاية ورقلة من عمليات زرع القوقعة التي تجرى سنويا على مستوى مستشفى محمد بوضياف، حسبما صرحت به جمعية “همسة أمل” الناشطة في هذا المجال. وتمنح هذه العمليات العالية الدقة التي توفر أحدث ما توصل إليه الطب في مجال جراحة الأذن بالنظر لتعقيداتها، أملا كبيرا لهذه الفئة من الأطفال الذين يصل عددهم حاليا في قوائم الانتظار إلى 159 طفلا من أجل تجاوز هذه الإعاقة، كما صرح رئيس الجمعية. وترتكز جهود هذه الجمعية التي تستقبل ملفات الأطفال المصابين بالصم البكم وتوجيهها وبرمجتها ضمن قوائم الانتظار للاستفادة من عملية الزرع في إطار برامج التوأمة حاليا على رفع حصة هذه العمليات لاسيما من أجل التكفل بالأطفال الذين يقارب سنهم 6 سنوات وهو السن الأخير لإجراء هذا النوع من التدخلات الجراحية، مثلما شرح ساعد دربالي. وبرأيه فإن عدد العمليات الجراحية التي يستفيد منها هؤلاء الأطفال “ضعيف للغاية”، مقارنة مع عدد الأطفال المبرمجين ضمن قوائم الانتظار، لاسيما وأن الجمعية – كما أضاف- أصبحت تستقبل ملفات من عديد ولايات الوطن الأخرى. واستفاد خلال مارس الفارط طفلان (2) من عمليتين لزرع القوقعة، إلى جانب إجراء 60 عملية جراحية لفائدة أطفال في مجال أمراض الأنف والأذن والحنجرة في إطار التوأمة بين مستشفى محمد بوضياف (ورقلة) والمستشفى الجامعي بالقبة (الجزائر العاصمة)، حسب ذات المسؤول الجمعوي. وأجريت ثماني (8) عمليات زرع قوقعة الأذن لفائدة أطفال (دون 6 سنوات) خلال 2018، في انتظار برمجة عدد مماثل قبل نهاية شهر أبريل الجاري، كما تمت الإشارة إليه. وتأتي هذه العمليات الجراحية من بين 80 عملية جراحية مماثلة منذ 2009 تاريخ انطلاق برنامج زراعة القوقعة على مستوى ذات المؤسسة الاستشفائية وهذا إلى غاية الثلاثي الأول من 2019 لفائدة أطفال من عديد ولايات الوطن، يضيف دربالي. وتضمن الجمعية متابعة الفحوصات الطبية للأطفال المبرمجين لهذه التدخلات الجراحية قبل إجرائها بغرض معرفة مدى إمكانية تحملهم، والتواصل أيضا مع أوليائهم لإطلاعهم على مدى حساسية هذا النوع من العمليات، وهذا إلى جانب متابعتها بعد خضوعهم لعملية الزرع لاسيما ما تعلق بالتدريبات السمعية والضبط الإلكتروني للقوقعة وكذا تدريبات في النطق والأرطوفونيا من أجل تأهيلهم وتدريبهم وتنمية قدرات الاتصال لديهم. ويشكل فتح مركز خاص بزرع القوقعة على مستوى مستشفى محمد بوضياف بورقلة من بين أهم الانشغالات التي تعمل على تجسيدها هذه الجمعية التي شرعت في نشاطها سنة 2007 وتحصي أزيد من 200 منخرط، من خلال مراسلة ومساعي تبذلها مع الجهات المعنية، بما يمكن مستقبلا من تجاوز مشكلة انتظار الأطفال المرضى الذين يتزايد عددهم. كما يتم التركيز على إدراج هذا الداء ضمن الأمراض المزمنة، بغرض ضمان تعويض آلة السمع وبطارياتها “الباهضة الثمن”.