يخضع بقسم جراحة الأذن والأنف والحنجرة بمستشفى محمد بوضياف بورڤلة 11 طفلا ما بين 1 و6 سنوات، يعانون من فقدان حاسة السمع منذ الولادة، لعمليات ناجحة لزرع قوقعة الأذن. ويؤطر هذه المبادرة الطبية، التي تندرج في إطار الحملة السابعة لمكافحة مرض فقدان حاسة السمع وتجسيدا للتوأمة بين مستشفيات شمال البلاد بنظيراتها بالجنوب، فريق طبي مكون من ثلاثة أطباء جراحين في ذات الاختصاص يقوده البروفيسور، جمال جناوي، من المستشفى الجامعي مصطفى باشا بالجزائر العاصمة، حسبما أوضح المشرف على العملية الدكتور، محمد كمال عبازي، من مستشفى ورڤلة. وينحدر هؤلاء الأطفال، حسب ذات المتحدث، من عديد ولايات جنوب البلاد، على غرار ورڤلة والوادي وتمنراست وغرداية والجلفة، حيث تعد هذه العمليات الجراحية من أحدث ما توصل إليه الطب في ميدان جراحة الأذن المجهرية ومكافحة مرض فقدان حاسة السمع وذلك بالنظر لدقتها و تعقدها. كما استفاد من هذه المبادرة الطبية، التي اختتمت مؤخرا، شاب تجاوز سن الثلاثين من العمر كان قد تعرض، منذ خمس سنوات، لحادث مرور تسبّب في فقدانه لحاسة السمع، يضيف ذات المصدر. وسيقوم الفريق الطبي بالمركز، على مدى العشر سنوات المقبلة، بمتابعة حالة الأطفال الذين خضعوا للجراحة خاصة ما تعلق بالتدريبات السمعية والضبط الإلكتروني للقوقعة وكذا تدريبات في النطق والأرطوفونيا، من أجل تأهيل هؤلاء الأطفال وتدريبهم وتنمية قدرات الاتصال لديهم مع الآخرين. واعتبر الدكتور عبازي تنظيم مثل هذه المبادرات الطبية فرصة لاكتساب مهارات جديدة في مجال زراعة القوقعة وذلك من خلال تبادل التجارب والخبرات الطبية الحديثة والتقنيات الجديدة في هذا المجال بين الفريق الطبي المؤطر والأطباء الممارسين بمستشفى محمد بوضياف بورڤلة. ودعا بالمناسبة، إلى تفعيل التوأمة بين الأطباء الأخصائيين في التخصصات الجراحية، لاسيما منها الدقيقة والمعقدة بين مستشفيات شمال الوطن وجنوبه بالنظر للنقص الذي تعاني منه بعض ولايات الجنوب في الأطباء الأخصائيين في بعض التخصصات الجراحية. كما أكد الدكتور محمد كمال عبازي على ضرورة تخصيص استثمارات عمومية من أجل اقتناء القوقعات الإلكترونية وكذا المعدات والوسائل الخاصة بهذا النوع من العمليات الجراحية، مما سيساهم في التكفل بالمرضى المدرجين في قوائم الإنتظار لدى مراكز استشفائية أخرى.