مع كل عطلة صيفية، يزداد إقبال العديد من الشباب وحتى الأطفال على التسجيل في بعض المركبات والقاعات الرياضية من أجل ممارسة رياضة معينة، من أهمها "الكاراتيه" التي تستقطب الكثير من الفئات ليكون هدفهم واحد وهو تعلم التقنيات التي يدافعون بها عن أنفسهم. خلال زيارة قادتنا لمركز خاص للتدريب الرياضي بعين طاية وجدنا عدد من الأطفال بالزي الرياضي وهم على أتم الإستعداد في انتظار مدرّبهم، وحسب ملاحظتنا فإن أغلبهم من المبتدئين، حيث أكد البعض منهم أن شغفهم بهذه الرياضة جعلهم يسجّلون بالمركز من أجل الإستفادة من حصص التدريب. حاولنا الغوض في نفسية أولئك الأطفال للتعرف على السبب الحقيقي وراء رغبتهم الجامحة في ممارسة تلك الرياضة، تردّد بعضهم في الإجابة فيما ردّ الآخرون بكل سطحية محاولين إفهامنا أنها مجرد رياضة يكسرون بها الروتين اليومي، قبل أن يصارحنا محسن أنه فضّل تعلم فنون "الكراتيه" حتى يدافع على نفسه من اعتداءات الآخرين، حيث سبق له وأن تعرض للضرب من أحدهم وهو ما جعله يحرص على التدريب باستمرار حتى يكتسب كل مهارات الدفاع. أولياء يخشون استخدام الكاراتيه كأداة عنف بدورهم، تباينت آراء الأولياء فمنهم من يرى "الكاراتيه" رياضة مفيدة للطفل أما آخرين فيجدونها صورة من صور العنف بل ويمكن أن تعرّض الطفل لإصابات، هذا ما لمسناه عند حديثنا مع "مختار. م" الذي جلب ابنه لممارسة هذه الرياضة، لكنه يؤكد أنه أرغم على ذلك أمام إلحاح ابنه، فهو يخشى كثيرا أن تكون هذه الرياضة سببا في توليد طاقة العنف لديه أو تكون الكراتيه وسيلته للإنتقام من البعض، فهو لا يكفّ عن التدريبات في البيت وحتى مع أصدقائه في الشارع. إشادة بفوائد الكاراتيه بدنيا وعقليا حول أهمية هذه الرياضة، يقول بوبكر طنجاوي مدرّب كراتيه بذات المركز السابق، إنها مهمة جدا لجسم الإنسان وهي لا تقتصر على صحة البدن فقط بل تعمل على راحة الفكر، حيث ينسى من يمارس الكراتيه الضغط الذي يعيشه في حياته اليومية. وفي ردّه على اعتقادات بعض الأولياء ممن لا زالوا يرفضون ممارسة أطفالهم لهذه الرياضة بحجة أنها من الرياضات العنيفة، فيكشف المتحدث ذاته قائلا: "إنّ رياضة الكاراتيه معروفة في كل أنحاء العالم ولها مميزات بكونها توفر للرياضي الراحة النفسية والصحة الجيّدة، تعلمّه كيف يدافع عن نفسه ولكنها بالمقابل ترفع من أخلاقه فهي تربية قبل أن تكون رياضة". وبخصوص إجابته على اعتقاد بعض الأولياء، فإنّ الكاراتيه يولّد العنف فأكد "طنجاوي" أن ذلك خاطئ، مستدّلا ببعض ما أثبتته الدراسات بكون رياضة الكراتيه تساعد على التخلص من الشحنة الكامنة في داخل الفرد حتى لا يفرغها في السلوكات أو الممارسات السيئة، وهو ما يحاول ذات المدرب ترسيخه في ذهن الرياضيين الصغار قبل بداية كل حصة تدريب. هذا وأشاد المدرب بهذا النوع من الرياضات مؤكدا أنه لا تقتصر على أصحاب البنية القوية كونها تعتمد على مجموعة من التقنيات التي يكتسبها الرياضي مع مرور الوقت، فهي لا تتعدى حسب ذات المتحدث مجموعة من الضربات في أماكن محددة وحتى على الهجمات المعاكسة باستعمال اليد والكفّ من أجل التغلب على الخصم وافقاده توازنه. وأضاف طنجاوي في السياق ذاته أنّ تعلّم فن الكاراتيه يتطلبا صبرا وتدريبا مستمرا، وعادة ما يستغرق المبتدئون في هذه الرياضة وقتا طويلا في تعويد أجسامهم والعمل على مرونتها قبل تعلّم تلك التقنيات. أما عن خطر الإصابة في مثل هذه الرياضة فيقول المدرّب إنها غير خطيرة ولا تستدعي كل ذلك القلق من قبل بعض الأولياء. مشيرا أنه ومع التدريبات والخبرة التي يكتسبها الرياضي بمرور الوقت فإن الإصابة تقّل، كما ركّز مدرّب الكراتيه خلال حديثه على أهمية عناية الرياضي بغذائه الذي يجب أن يكون صحيا مع شرب كميات معتبرة من الماء، الإبتعاد عن التدخين ليبقى العقل السليم دوما في الجسم السليم.