بعد أن كان اختيار اغلب الأولياء منصبًّا حول كرة القدم والحلم بمشاهدة الابن وهو نجم في هذه الرياضة، ابتعدت الكثير من الأسر عن تلك الرياضات، ومالت إلى شتى فروع الرياضة القتالية على غرار الكاراطي والكينغ فو والملاكمة والجيدو، وغيرها من الأنواع بعد أن رأوا فيها تحضيراً للأطفال في صغرهم وحتى بعد كبرهم على مجابهة الصعاب وسهولة الدفاع عن النفس متناسين التأثير السلبي لتلك الرياضات في زرع بذرة العنف لدى الطفل. خ. نسيمة العنف، الاغتصاب، السرقات والاعتداءات، انتشار المخدرات.... دفع ببعض الأسر إلى إيجاد حلول من اجل وقاية أطفالها من كل تلك الظواهر التي انتشرت في مجتمعنا بشكل رهيب فلم تجد حلا إلا بإدراج الأبناء من اجل تعلم فنون بعض أنواع الرياضات القتالية، بحيث تهافتت عليها كونها الحل الذي يقي الأطفال من التعرض لشتى أنواع العنف الممارس في الشارع، وتزيد من فطنتهم. وعلى الرغم من أنها تشتمل على بعض الجوانب السلبية إلا أن جوانبها الايجابية تغلب على ذلك إذا ما نظرنا إلى وضعية الأطفال على مستوى الشوارع التي ملأتها الوحوش البشرية من كل جانب بدليل الإحصائيات المرعبة التي تنشرها المصالح المختصة بين الفينة والأخرى والمتعلقة دوما بانتهاكات حقوقهم، ناهيك عن حالات الاختطاف التي شاعت مؤخرا بعد أن أصبحت فئة الأطفال الأكثر استهدافا من طرف بعض العصابات. فلجأت بعض الأسر إلى إيجاد حلول من شانها أن تقي أبناءَها من التعرض إلى تلك الحوادث والمخاطر، فلم تجد بين أيديها إلا إدراجهم في مراكز متخصصة لتعلم بعض فنون الرياضة القتالية بعد أن وجدوها ضرورة حتمية في الوقت الحالي تزيد من فطنة وخفة الطفل في الدفاع عن نفسه بعد تعلمه لفنيات تلك الرياضات بمختلف أنواعها، وعلى الرغم من غريزة العنف التي تغرسها تلك الرياضات في عقول الأطفال، إلا أن الأولياء تجاوزوا تلك النقطة بعد الأوضاع التي فرضها الواقع المعاش والمخاطر التي باتت تتربص بالأطفال من كل جانب. عن هذا قالت السيدة رشيدة: قمتُ بإلحاق ابني البالغ من العمر 13 سنة برياضة الكينغ فو وتعمدت ذلك بالنظر إلى المخاطر التي أضحى يواجهها الأطفال على مستوى الشارع وفي طريقهم إلى المدارس على غرار الخطف، الضرب، الاغتصاب... ما دفعني إلى التفكير على دفعه إلى تعلم للدفاع عن نفسه، وتجد أن ذلك سيزيد من فطنة ابنها ومجابهته لشتى الصعاب التي غمرت الشوارع والطرقات. نفس ما راحت إليه سيدة أخرى التي قالت أنها استبدلت رياضة كرة القدم التي كان يزاولها ابنها في احد مراكز التكوين برياضة الكاراتي كونها تجدها انفع في الوقت الراهن الذي أصبح فيه الأطفال يتعرضون إلى شتى أنواع مظاهر العنف، فرأت انه من الضروري تسلح فئاتهم بتلك الأنواع من الرياضة من اجل التصدي إلى تلك المخاطر واكتساب مهارات تحبط تلك المحاولات الدنيئة التي يتعرضون إليها خارج البيت وانتهاز براءتهم وضعف بنيتهم الجسدية. ما أكده لنا محترف رياضة الكينغ فو بمركز للتكوين في الرياضة القتالية بباب الوادي الذي قال أن العديد من الأسر ألحقت أبناءها بتلك المراكز وأصبح اختيارها منصبا على شتى أنواع الرياضة القتالية وأضحت مرغوبة بشكل ملفت للانتباه من طرف الأولياء من اجل ترويض الأطفال عليها وتدريبهم على مواجهة الصعاب وشتى أنواع العنف الممارس ضدهم في جل الأماكن في طريقهم إلى المدرسة وفي الشارع.