أكد المخرج جمال قرمي، أنّ النشاط على مستوى الفن الرابع غير مريح في بلادنا، نظرا للصعوبات التي تعترض طريق الفاعلين في هذا الحقل الحساس والمهم، مشيرا إلى التضحيات التي يقدمونها في سبيل تطوير الحركة المسرحية، والتي لا يغذّي صبرهم على تحدّيها إلا حبهم الكبير للمهنة. وأضاف المتحدث خلال الندوة الصحفية التي نشّطها أول أمس بقاعة الموقار، للحديث عن عرضه الجديد الحامل عنوان "وزير وربي كبير"، وما اعترض فريقه من عقبات خلال تحضيره بالقول:"تصوروا أننا لم نجد فضاء لنقوم بتدريباتنا على مستواه، لدرجة اضطررنا خلالها للخروج بالعرض من مدينة إلى أخرى بحثا عن قاعات، ناهيك عن نقص التمويل الثقافي ببلادنا والعديد من العقبات التي نواجهها كلما فكرنا في إنجاز عمل فني جديد". من جهة أخرى، أكد قرمي، على ضرورة إيلاء أبي الفنون اهتماما أكبر في حياتنا الاجتماعية اليومية، لأنه يعد حسبه - نافذة أساسية تمكّننا من اكتشاف ثقافة الآخر، مشيرا إلى وجوب تضافر كل الجهود لخلق سياسة مسرحية وطنية قائمة بذاتها، وتكوين مسرح يحمل جنسية جزائرية محضة، مؤكدا أنها كمهمة ليست موكلة إلى وزارة واحدة بل تعنى بها كل مؤسسات الدولة بدء من الأسرة والمنظومة التربوية، ووصولا إلى أعلى هيئة في البلد، حتى نتمكن من تكوين جمهور يتذوق المسرح. وواصل قرمي فكرته بالقول: "يجب أن نمسرح قضايانا الداخلية ونعرضها على الركح حيث نتكلم بلسان المتلقي الذي يحلم بمعالجة مشاكله اليومية بمختلف جوانبها، ولنتناولها بطريقة هزلية فكاهية للترفيه عن المتفرج، والتوفيق بين جماليات المعنى وتحليل القضية المراد معالجتها فنيا". وقال المتحدث إنّ عرض "وزير وربي كبير" يعالج موضوع الجشع عن طريق شخصيات رمزية تقدمه بطريقة هزلية فكاهية، تحمل الكثير من المواقف المضحكة، نظرا لاستعمالها ألفاظا متداولة في الشارع، وتتعرض فكرته إلى الواقع الاجتماعي والسياسي العالمي، انطلاقا من الربيع العربي الذي اجتاح عددا من الدول العربية وسيتوجه إلى الغرب بطريقة مغايرة حيث يظهر جليا من خلال ما يحدث على مستواه من مشاكل متعددة ناتجة عن تدهور الحالة الاجتماعية المنجرة عن أزمة عملة الأورو، وحالة الفوضى التي اجتاحت أوروبا. للإشارة، قال قرمي، إن الكاتب اعتمد عنوان "وزير وربي كبير" لكثرة تداوله في الوسط الاجتماعي حيث يقال: "طبيب وربي كبير، رايح نجيبها وربي كبير.." ونظرا لما تحمله الكلمة من معاني التحدي، استعمل الفريق هذا اللفظ حتى يقرّب فكرة العمل التي تحمل نظرة تقييمية، نقدية، إصلاحية للمجتمع الإنساني بصفة عامة من المتلقي. للتذكير، أنجز المخرج، جمال قرمي مسرحيته الجديدة "وزير وربي كبير" التي كتب نصها "عبد الحميد رابية" وأنتجتها تعاونية "بور سعيد"، بمساعدة الفنانة ريم تاكوشت، حيث سيشارك في تمثيل أدوارها كل من لويزة حباني، حمدان بوناب، جمال بوناب، بوعلام الحاج، لحمري نادية، يزيد صحراوي وحسيبة بوخاري.