عادات وتقاليد بلادنا: يختلف طعم شهر رمضان الكريم في مدينة وهران عن أي منطقة أخرى في الجزائر تماما كما تختلف عروس الغرب “الباهية” في تفاصيلها عن كل المدن، إذ تنفرد خلال هذا الشهر الفضيل بنكهة مميزة ربما هي انعكاس لروح أهلها المعروفين بالطيبة والحيوية والمرح، أو هي واحدة أخرى من أسرار سحر أجمل مدن المغرب العربي المطلة على خليج البحر الأبيض المتوسط من أعالى جبال “المرجاجو” و”المداغ”. أوضحت السيدة كريمة “64 سنة” أن أهل “الباهية” لا زالوا متشبثين بكثير من العادات الحميدة التي تكاد تضيع في زحمة الحياة، حيث أن العائلات تحرص على تبادل الزيارات بينها كل ليلة بعد الانتهاء من إقامة صلاة التراويح والتعبد ابتغاء اغتنام فضائل وخيرات الشهر الكريم. فبينما يفضل البعض الاجتماع بالبيت، يختار الكثيرون التوجه إلى قاعات الشاي العائلية لتناول مختلف العصائر والمثلجات، ومن ثمة الاستمتاع بالتنزه في أكبر وأجمل شوارع المدينة. “الحريرة” و”المعقودة”سيدتا مائدة الوهرانيين في رمضان: “الحريرة” أو “الشوربة” كما يسمّيها معظم الجزائريين، الطبق الرئيسي على مائدة رمضان في كل الدول العربية تقريبا، تحضّر في وهران بطريقتين مختلفتين. “الحلو” هو طبق مشكل من الفواكه “المشمش، الأجاص، التفاح والبرقوق”، يقدم أول أيام رمضان تفاؤلا به وبنيّة أن تحلو باقي أيّامه. “المعقودة” هي كعيكات البطاطس يضاف إليها البيض والكسبرة ثم تحمر في الزيت، كانت تقدم مع “الحريرة” كل أيام شهر رمضان، إلا أنّها أصبحت تحضر بالتناوب مع”البوراك”. أما الأطباق الرئيسية المقدمة على مائدة إفطار الوهرانيين في رمضان تتمثل في طبق الزيتون باللحم أو الدجاج، “المحمر” وهو عبارة عن لحم أو دجاج محمر يقدم مع الخضر المسلوقة، أما طبق السحور فهو ذاته الذي تحضره كل العائلات الجزائرية والمتمثل في “السفّة”، أو “الكسكسي”، يزين بالزبيب والقرفة ويقدم مع اللبن أو الحليب الطازج.