يطرأ على الكثير من مرضى السكري تغير في نظامهم الغذائي بقدوم شهر رمضان، ما يؤثر سلبا على حالتهم الصحية خاصة مع مخاطرة الكثير منهم وتفضيلهم الصيام، بالرغم من أنّ وضعيتهم الصحية لا تسمح لهم بالامتناع عن تناول الدواء أو الغذاء. تحدث تغيرات جذرية على الكثير من مرضى السكري خاصة بعد تغير مواعيد الوجبات خلال شهر رمضان، وبالرغم من أنّ الصيام ممنوع على الكثير منهم، إلاّ أنهم يفضلون تأدية فرض الصيام كغيرهم دون مراعاة أنّ تصرفهم قد يعرضهم لمخاطر واضطرابات معدلات السكري، خاصة أنهم يمتنعون عن تناول الأدوية التي تساعد على ضبط معدل السكر في الدم، إضافة إلى عدم اتباعهم لنظام غذائي مناسب لوضعيتهم المرضية. ويفرط الكثيرون في تناول السكريات الموجودة بنسبة كبيرة في الحلويات مثل الزلابية وقلب اللوز، إضافة إلى تناول المعجنات التي تحتوي على السكريات المعقدة. وكثيرا ما يتعرض مرضى السكري لحالات إغماء في الطريق نتيجة انخفاض نسبة السكر في الدم إلى أدنى مستوياتها نتيجة امتناعهم عن تناول الطعام، في وضع ناتج عن تعودهم على نظام تغذية قبل هذا الشهر وعدم تأقلمهم مع النظام الرمضاني الجديد. هذا ما أكدته لنا أخصائية التغذية آمال حابلي خلال حديثها إلى “السلام”، حيث تقول إنّ اختلال عمل البنكرياس يؤدي إلى اضطراب في عمل الأعضاء الأخرى، وهو ما يفرز حالة من عدم توازن في معدل السكر في الدم، إذ ينخفض الأخير إلى أدنى مستوياته فجأة أو يرتفع إلى أعلى مستوياته. كما تشدّد الأخصائية على ضرورة اتباع نظام غذائي خاص لمرضى السكري الراغبين في الصيام من خلال تناول السلطات الخضراء الغنية بالألياف، والتي تساعد في عمل المعدة وتسهيل عملية الهضم والابتعاد عن تناول الحلويات التي ترفع من معدل السكر في الدم، إضافة إلى التخفيف من كمية المعجنات التي تحتوي على السكريات المعقدة المتجمعة على شكل أحجار في الأوعية الدموية لتعيق عمل الكريات الحمراء، وتحد من وصول الأكسجين بشكل طبيعي إلى كافة أعضاء الجسم. كما أنّ مرضى السكري يحتاجون بشكل كبير إلى تناول الفيتامينات التي تقوي أجسادهم نظرا لتأثير الدواء الخاص بهم، الذي يتطلب تناوله أن يكون هناك نظام غذائي خاص يعوض الضعف الذي ينتج عن تلك الأدوية، علما أنّ داء السكري يعيق عمل الكليتين، ما يتطلب مراعاة المريض للأغذية التي يجب تناولها وبينها عدم الإفراط في تناول المملحات التي تتسبب في تراكم أملاح أوكسالات الكالسيوم التي تمنع من إدرار البول، وهو ما يتسبب في مضاعفات صحية لمرضى السكري الذين يحتاجون إلى إخراج البول بشكل متكرر. لهذا تنصح الأخصائية بتناول الخضروات التي تحتوي على الفيتامينات والإكثار من تناول البصل الذي يحتوي على مادة مشابهة للأنسولين، والتي تخفض من نسبة السكر العالية والجزر الذي يقوي البصر نظرا لاحتوائه على فيتامين “د” و«أ”، إضافة إلى تناول الخيار والسبانخ والفاصوليا الخضراء. كما يُنصح بتناول الأسماك التي تحتوي على “أوميغا 3” وكمية قليلة من اللحوم الحمراء من النوع البقري تفاديا للشحوم التي تتحول إلى دهون تعيق من عمل البنكرياس أو الكبد، والتركيز على التغذية باللحوم البيضاء التي تحتوي على البروتينات وتناول الحليب الذي يمد أجسام مرضى السكري بالكالسيوم، خاصة أن ارتفاع نسبة السكر في الدم تضعف عظام الجسم والابتعاد عن تناول البقوليات التي تحتوي على نسبة كبيرة من السكريات المعقدة. وتلّح محدثتنا على ضرورة تناول الفواكه التي تحتوي على أنواع مختلفة من الفيتامينات والأملاح المعدنية كالفراولة تبعا لإسهام الأخيرة في تخفيض نسبة السكر في الدم، نظرا لاحتوائها على مادة تضبط معدل السكر في الدم، إضافة إلى البطيخ الذي يحتوي على نسبة عالية من المياه وفيتامين “ب” و«أ” والخوخ والتفاح الذي يحتوي على نسبة عالية من الحديد الذي يزيد من كريات الدم الحمراء، وبالتالي يساعد مرضى السكري على التنفس بشكل جيد نتيجة انسداد الأوعية الدموية بأحجار السكر، وتسبب ذلك في عدم وصول الأكسجين إلى الرئة بشكل جيد. وعن نوعية الغذاء الذي يمكن لمرضى السكري تناوله، تدعو آمال حابلي إلى ضرورة الابتعاد عن تناول المشروبات الغازية نظرا لاحتوائها على مواد تزيد من نسبة السكر واستبدالها بالعصائر الطبيعية، كما يمكن تناول كمية قليلة من الخبز المصنوع من الشعير أو النخالة مع وجبة إفطار مكوّنة من شوربة الخضار وقطعة من اللحم المشوي أو الدجاج أو السمك، إلى جانب كأس حليب أو ياغورت طبيعي مع طبق من السلطة الخضراء وأي نوع من الفاكهة. في سياق متصل، تحذر الدكتورة مرضى السكري من تناول الحلويات المحتوية على نسبة عالية من السكري، كقلب اللوز والزلابية واستبدالها بالمملحات أو تحضيرها دون أن يوضع بها سكر. كما تؤكد على ضرورة تناول مرضى السكري قطعة واحدة من الحلويات بعد الإفطار نظرا لانخفاض نسبة السكر إلى أدنى مستوياته، نتيجة فقدان الجسم للطاقة ونسبة السكر المخزنة عند الصيام، إضافة إلى شرب كميات كبيرة من المياه. وحذرت الأخصائية إياها مرضى السكري الذين تتطلب وضعيتهم الصحية وضع حقن الأنسولين من الصيام نظرا لحاجتهم الماسة إلى تغذية جيدة، أما فيما يخص من يتناولون الدواء فترى أنه يمكنهم الصيام مع اتباع نظام غذائي يتناسب مع وضعهم الصحي، وتناول الأدوية في مواعيد السحور أو بعد الإفطار.