يعود شهر رمضان مثل كل سنة ليجدد الفرصة لإعادة النظر في الأنماط الغذائية التي تعودنا عليها في سائر الأيام والتي قد يكون لها تأثير مضر بالصحة، غير أن الكثيرين بدلا من استغلال هذا الشهر كفرصة لتعديل طرق التغذية يواصلون على نفس النمط، حتى أن البعض يبالغ في تكرار العادات الغذائية السيئة.· سنحاول من خلال هذه الصفحة الرمضانية تقديم بعض النصائح لتصحيح مفاهيم خاطئة وتزويد القراء بأكبر قدر ممكن من المعلومات التي تسمح لهم بوضع خطة غذائية طيلة الشهر الفضيل من أجل ضمان تغذية سليمة· ما هي الحالات المرضية التي تستدعي الإفطار والأخذ بالرخصة الشرعية؟ الصحة قضية لا يزايد إنسان عليها، من أجل المحافظة عليها أو استردادها بعد مرض عضال إستطاع أن يسلبها منه، يقدم كل ما يملك من غالٍ ونفيس· وصيام شهر رمضان يحمل الكثير من الفوائد العظيمة على الصحة شرط أن يلتزم الصائم بتعاليم وحدود الصيام والحكمة منه· يشهد هذا الشهر حدوث تغيرات كبيرة في العادات ونمط الحياة والمعيشة، فبالنسبة للأكل تصبح الوجبات الرئيسية إثنتين بدلا من ثلاث، ومحتواهما يتغير أيضا من الأنواع الدسمة والعالية الدهن التي تعوّد الكثيرون عليها طوال السنة إلى وجبات خفيفة معظمها من السوائل· وساعات النوم هي الأخرى تخضع لبعض التغيير الذي يناسب أداء الشعائر والعبادات في هذا الشهر· كذلك ساعات العمل وطبيعته التي تخضع للتخفيض قصد منح الفرصة للقيام بالعبادات ليلا· إن لكل هذه التغيرات تأثيرا إيجابيا على الصحة، سواء بالنسبة للإنسان السليم أو المريض بأحد الأمراض المزمنة· فوائد الصوم الصحية هناك العديد من الأبحاث العلمية التي أجريت في دول عربية ومسلمة أو دول أجنبية مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية، أثبتت فوائد الصوم على الصحة في أي وقت من أوقات السنة، ونفت أن يكون للصيام تأثيرات ضارة، إلا في الحالات التي لا يلتزم فيها المريض بالتعليمات الصحية، خاصة ما يتعلق بالغذاء منها· إن أداء الصيام وفقا للتعاليم الدينية الصحيحة ومن دون الإخلال بالقواعد الصحية، يساعد على ثبات الصحة ومن ذلك: تخليص الجسم من الدهنيات الزائدة، تخفيض معدل الكوليسترول للذين يعانون من ارتفاعه، كما يخفض الصوم من مستوى الأملاح في الدم· وبذلك يستفيد من الصيام كثير من مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم وأصحاب الحصوات البولية والمرارية، كذلك مرضى السكري، ويستفيد بشكل خاص مرضى الجهاز الهضمي والأشخاص ذوو الأوزان الزائدة· فالصوم علاج شاف لكثير من العلل البدنية والعادات السيئة، وفيه إعادة (برمجة) لكل وظائف أجهزة الجسم الحيوية، مما يصحح مسارها وعملها للأعوام المقبلة· صيام المريض كمثال على الأمراض المزمنة التي لها علاقة بالصوم، أمراض قرح الجهاز الهضمي (المعدة والإثنا عشر) الشديدة أو النازفة أحيانا، وهي تستحق منا وقفة للإيضاح· فليس هناك شك أنها تتعارض مع الصوم، في حالة نشاطها خاصة عندما تكون نازفة، لما في ذلك من فقد لدم الإنسان وحاجة المريض لأخذ العلاج بجرعات متكررة وقد تستوجب الحالة التدخل العلاجي السريع· كذلك الحال عند وجود قرح تنتج عن امتناع الإنسان عن الطعام والشراب، فإنه ينبغي مراجعة الطبيب لأخذ الرأي الطبي· وينطبق ذلك أيضا على بعض حالات الربو الشعبي، التي تتطلب العلاج المكثف، وقد أفتى العلماء بجواز أخذ بخاخات الربو العلاجية مع إكمال الصوم، لكن على المريض التماس النصح والإرشاد من الأطباء المتخصصين· أما مرضى السكري فهم كثيرون، وتختلف حالاتهم حسب نوع ودرجة المرض، فهناك سكري الكبار وسكري الصغار المعتمد على الأنسولين· ففي حالة هبوط السكر نهارا أثناء الصوم، يرخص للمريض من هذه الفئة أن يفطر وأن يتناول شيئا من الأكل أو الشرب كي يقاوم حالة هبوط السكر، التي قد تؤدي إلى فقدان الوعي والغيبوبة· كذلك الحال عند وجود مضاعفات متقدمة لأحد الأمراض المزمنة، فيجب على المريض أن يستفسر عن موضوع الصوم ومدى تأثيره في مرضه واحتمال حدوث مضاعفات· ولا ننسى أوقات أخذ الأدوية المختلفة خلال شهر رمضان، فإنها تحتاج إلى مراجعة من الطبيب المعالج لإيضاح الطريقة التي تتناسب مع الصيام ومعرفة علاقة الأدوية مع امتلاء أو خلو المعدة من الطعام· ويذكر الدكتور السلامي أن هناك حالات مرضية عديدة أخرى، لا يمكن حصرها في هذه العجالة، تحتاج إلى أخذ جرعات الدواء على فترات زمنية متقاربة، مما يجعلها تتعارض والصيام· كيف تتخلص من الكوليسترول خلال الصيام يكثر خلال شهر الصوم تناول الأطعمة الدسمة والمقلية· ويواجه الكثيرون صعوبات في عملهم على جعل الغذاء وسيلة لخفض الارتفاع في نسبة كولسترول الدم، وتقليل احتمالات إصابتهم بأمراض شرايين القلب ولكن هناك العديد من الحلول الغذائية، والتي تتناسب جدا مع تناول وجبات الإفطار والسحور· وهو ما يجعل من صوم نهار أيام هذا الشهر فرصة للعمل بنجاح على خفض الكولسترول· طرق خفض الكولسترول أساس فهم الأمر هنا هو إدراك الحقيقة التالية:80 في المائة من الكولسترول الموجود في الدم مصدره إنتاج الكبد لهذه المادة الشمعية، و20 في المائة الباقية تدخل الدم قادمة مع الطعام الذي نتناوله، أي مع أكل منتجات غذائية تحتوي كميات عالية أو متوسطة من مادة الكولسترول· وعلينا الإدراك أيضا أن السلوك الغذائي، أو الحمية الغذائية، المطلوب من الإنسان اتباعها بغية خفض نسبة كولسترول الدم، تشمل ثلاثة مسارات: المسار الأول، يهدف إلى تقليل إنتاج الكبد لمادة الكولسترول، أي تقليل تناول المواد الغذائية التي تثير عادة عملية إنتاج الكبد للكولسترول، مثل الدهون الحيوانية المشبعة، الموجودة في اللحوم والشحوم، وكذلك الدهون المتحولة، الموجودة في الزيوت النباتية المهدرجة، التي بالتالي تكون متوفرة في المقليات وحلويات الدونات وغيرها· ولذا فإن أولى وأهم خطوات خفض الكولسترول، عدم تناول الدهون المتحولة تماما، وتقليل تناول الدهون المشبعة· وهذه الخطوة أهم بكثير من تقليل تناول كولسترول الطعام· المسار الثاني، يهدف إلى تقليل فرصة دخول كولسترول الطعام إلى الجسم، أي تقليل تناول المنتجات الغذائية المحتوية بشكل مباشر على مادة الكولسترول، مع العلم أنه موجود فقط في المنتجات الحيوانية، من لحوم ومشتقات ألبان وبيض وأسماك وحيوانات بحرية، ولا يوجد في المنتجات النباتية بجميع أنواعها، وتحديدا لا يوجد في أي نوع من الزيوت النباتية الطبيعية على الإطلاق· مع ملاحظة أن الكولسترول لا تمتصه الأمعاء إلا إذا كان مصاحبا للدهون المشبعة· أفضل الأطعمة لتخفيض الكوليسترول أفضل الأطعمة التي تحتوي على مجموعة من تلك العناصر، وتسهم بالتالي بشكل فاعل في خفض نسبة كولسترول الدم، هي: حبوب الشوفان، وبذور الكتان، وزيت الزيتون، والجوز والمكسرات· الجوز والمكسرات وفق ما تقوله إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، فإن تناول ما يملأ تقريبا الكف، أي نحو 40 غراما، يوميا من غالبية المكسرات، كالجوز أو اللوز أو الفستق الحلبي أو الصنوبر، يمكنه أن يقلل من خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب· وما يميز المكسرات، إحتواؤها على نوعية خفيفة وصحية من الزيوت النباتية غير المشبعة، وغناها بالألياف النباتية الذائبة، ووجود كمية من مواد ستانول النباتية والمضادة في عملها للكولسترول، ووفرة أنواع المواد المضادة للأكسدة بها· إضافة إلى المعادن والأملاح والفيتامينات الطبيعية والصحية للشرايين القلبية· زيت الزيتون زيت الزيتون أحد أفضل المنتجات الغذائية في سبيل صحة القلب وغيره من أجهزته وأنظمته الحيوية· ومن المستبعد أن يكون هناك غذاء كزيت الزيتون في هذا الشأن· والميزة الأهم لزيت الزيتون، إحتواؤه على نوعية عالية الجودة الصحية، وهي الدهون الأحادية غير المشبعة· إضافة إلى احتوائه على مركبات فينول ومجموعة أخرى من مضادات الأكسدة ومركَّبات مضادة للإلتهابات والفيتامينات والمعادن· وكلما كان الزيت من النوعية البكر الممتازة، أي التي هي العصارة الأولية الطازجة والخالصة لثمار الزيتون، كانت الفوائد الصحية المباشرة على القلب والأوعية الدموية أعلى· أغذية مفيدة في رمضان التمر·· منجم من الفيتامنات سمي بذلك الإسم فعلا لكثرة ما يحتويه من العناصر المعدنية، الفوسفور، الكالسيوم، الحديد، المغنسيوم، السكريات السهلة·· من أبرز فوائده: مقو للكبد - ملين - القوة الجنسية - علاج خشونة الحلق - مغذ للبدن - يقتل الدود - مقو للعضلات والأعصاب - مؤخر للشيخوخة - يحارب القلق - منشط الغدة الدرقية - يرطب المعاء - مقوي للمخ - يكافح الدوران - يدر البول - يغسل الكلى - يعالج ضغط الدم - ولكثير من الأمراض·· من مميزاته: - من أفضل الأغذية في البلاد الحارة وعند العطش· - سهل الهضم· - هو فاكهة وشراب وحلوى ودواء·· - فيه نسبة كبيرة من السكريات والفيتامنات والبروتين والدهون والألياف والماء· كيلوغرام من التمر يعادل القيمة الحرارية لكيلوغرام من اللحم و3 أضعاف ما يعطيه السمك، لذلك يعتبر التمر مع الحليب وجبة غذائية كاملة يحبذ تناوله خلال شهر رمضان·