طرحت مناقصة لشراء 50 ألف طن إشترطت شحنه خلال فترتين حافظت الجزائر على مكانتها كوجهة التصدير الرئيسية للقمح الفرنسي منذ بداية الموسم الحالي، وطيلة العقد الماضي، إذ إستقبلت 4.2 مليون طن حسب البيانات الصادرة في السابع (07) من شهر ماي الجاري. هذا وطرح الديوان المهني للحبوب، مناقصة لشراء 50 ألف طن من قمح الطحين من منشأ إختياري، مع إشتراط إن يتم شحن الكمية خلال فترتين من 1 إلى 15 جويلية، ومن 16 إلى 31 من نفس الشهر، وستظل العروض الخاصة بالمناقصة ذاتها، سارية المفعول إلى غاية يوم غد الأربعاء. في السياق ذاته، من المرتقب أن تستورد بلادنا في إطار هذه المناقصة، كمية أكبر من تلك المعلن عنها من طرف الديوان المهني للحبوب، ومن فرنسا دون أدنى شك، وهو ما تعودنا عليه طيلة السنوات الماضية، التي عكفت فيها الجزائر في الغالب على شراء كميات أكبر بكثير من الكميات الإسمية التي تطلبها في مناقصاتها والتي أغلبها تدخل إلى أرض الوطن قادمة من مختلف موانئ فرنسا. وفي أحدث مناقصة قمح لين أطلقتها مطلع أفريل الماضي، إشترت بلادنا عن طريق الديوان المهني للحبوب، 540 ألف طن بعد أن كانت تطلب عروضا لشراء 50 ألف طن، كما إشترت نحو 200 ألف طن من القمح الصلب في أواخر الشهر ذاته. في السياق ذاته إلتزمت الجزائر في السنوات الأخيرة بشراء ما يقارب 90 بالمائة من كميات القمح المكدس في المخازن الفرنسية، والذي فاقت كمياته في بعض السنوات ال 6 ملايين طن، حيث لجأت السلطات الفرنسية إلى بلادنا قصد إنقاذها وهو ما وافقت عليه حكومتنا التي بادرت بالشراء رغم تراجع مداخيلها وحرصها على تشجيع الإنتاج المحلي. وفي فترة من الفترات نقل موقع الإذاعة الفرنسية الدولية، تفاصيل تقرير يخص صادرات باريس من القمح، وخص بالذكر دول الجزائر، تونس، والمغرب، على أساس أنها أكبر زبائن للقمح الفرنسي، لكنه تناول جانبا مريبا من العلاقة التجارية التي تربط الجزائربفرنسا، وأكد أن بلادنا أنقذت القمح الفرنسي من الكساد. جدير بالذكر أن صادرات فرنسا من القمح الصلب نحو الجزائر بلغت 52 بالمائة، وحوالي 40 بالمائة في القمح اللين، حيث تنطلق الشحنات من ميناء “روان”، الذي ينشر دوريا حصيلة نشاطه، وتعد الجزائر أكبر زبائنه على الإطلاق. حالة طوارئ مفتوحة الأجل في فرنسا عقب تحول الجزائر نحو إستيراد القمح الروسي هذا وقررت الجزائر تنويع ممونيها من القمح المستورد بنوعيه لتلبية احتياجاتها الضخمة، بعد أن كانت باريس تسيطر على حصة الأسد وتمثل المورد الرئيسي للبلاد، لتتوجه شرقا نحو موسكو التي قدمت عروضا مغرية، ما أشعل سباقا بين فرنسا وروسيا للفوز بأكبر نصيب من السوق الجزائرية، واقع حال جعل فرنسا تعلن حالة طوارئ مفتوحة الأجل وهي مستمرة إلى حد الساعة بعدما إنهارت حصص قمحها في بلادنا.