في سباق ضد الساعة شرعت الأحزاب السياسية في حراك حثيث تحسبا للمحليات المقبلة. وفي مقام خاص، تشهد هياكل الأرندي استعدادات مكثفة لتدعيم صفوف الحزب المنهارة جراء نكسة التشريعيات الأخيرة بشخصيات شابة لتصدر قوائم المحليات. وبحسب مصادرنا من المكتب الولائي، فإنّ ميلود شرفي الناطق الرسمي لحزب أويحيى حل مؤخرا بعاصمة الحماديين والتقى كوادر الحزب تحسبا لموعد الخريف، وأبرز شرفي أنّ الحزب أخطا في ترتيب مرشحيه خلال التشريعيات الأخيرة، في إشارة منه للرقم الرابع في القائمة الذي لم يتمكن من الظفر بعدد الأصوات التي وعد بها. أما بالنسبة للأفالان، لم يطرأ جديد في مقره الولائي بنهج يوسف بوشباح، بسبب تأخر القيادة المركزية لإعلان موقفها من أمينة المحافظة فورار نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني، حيث سبق لكوادر الحزب قبل شهرين أن طالبوا من المكتب السياسي إعفاء هذه الأخيرة من توليها لشؤون الحزب ببجاية بسبب ارتباطاتها السياسية بالعاصمة وتعيين مرواني نائب رئيس بلدية بجاية لإدارة شؤون الأفالان إلى غاية المحليات القادمة، مع تشكيل لجنة تتكفل بدراسة ملفات المترشحين تحسبا لهذا الموعد المصيري للحزب. وبرأي كادر من الأفالان التقينا به أول أمس فإن التشريعيات الأخيرة أكدت بلغة الأرقام أن طاقم المحافظة قد أخطا التقدير عندما أدرج أسماء في المراتب المتقدمة لم تتمكن من كسب ثقة الناخبين بالمناطق التي ينحدرون منها، وبالنسبة لحميد مرواني فإن الضرورة تستدعي تغيير المواقع والعمل على استدراك الأخطاء والتضحية ببعض الأسماء التي لم تقدم الكثير للحزب إلا الشعارات الجوفاء، ويعول مرواني على الكفاءات الشابة والأسماء اللامعة التي برهنت على مصداقيتها. أما الأفافاس الحزب المتجذر ببجاية فبرغم خرجات كريم طابو وأتباعه، فإنّ التحضير للمحليات لا يزال رهين عمليات تحسيسية ولقاءات جوارية تحت إشراف تازغارت أمين فيدرالية بجاية. إلى ذلك تعتزم إطارات حركة حمس على قلتها الانضمام إلى حزب عمر غول، فيما تاهت قواعد إسلامية أخرى بين الهجرة إلى أحزاب أخرى بحثا عن مواقع لها أو الانضمام إلى أحزاب أخرى ولو علمانية على مقاس الحكمة الميكيافيلية: الغاية تبرر الوسيلة، وتبقى سهرات رمضان مناسبة هامة للتقرعيج وجس نبض الشارع. إلى ذلك، يتحرك المنتخبون الحاليون بالمجالس الشعبية البلدية في كل الاتجاهات يدفعهم الطموح لإعادة ترشيح أنفسهم ضمن المراتب الأولى بقوائم الأحزاب، منهم من يستغل ثرواتهم التي اكتسبوها عن صفقات أبرمت تحت الطاولة لتقديم المساعدات للمحتاجين طمعا في أصواتهم، ومنهم وهم كثر من يستغل حاليا المساعدات التي توفرها الدولة تضامنا مع الأسر المعوزة لرفع بورصتهم أمام عامة الناس. ويربط آخرون ما تقدّم بتأخر توزيع المساعدات بعد مضي عشرة أيام من رمضان على منوال بلدية ذراع القائد، إذ تشير مصادرنا من عين المكان أن رئيس بلديتها قد خرج في عطلة سنوية خشية من ثورة قفة رمضان، في حين تولى نائبه الأول هذه المهمة النبيلة لكسب ثقة الأغلبية الصامتة المشكلة من الفقراء والمحتاجين، وإلى درجة أنه كما أكدت مصادرنا يقدم على تفقد الإنارة العمومية كل ليلية ويوهم الناس أنه عمل خلال عهدته لإخراجهم من الظلمات الحالكة، ويناور حاليا مع جمعيات القرى لإعداد قوائم المستفيدين من إعانات الدولة على المقاس حتى لا يفقد منصبه الحالي الذي وفر له سيارة ووقود من خزينة الدولة. لكن هؤلاء لم يستوعبوا الدروس جيدا من تشريعيات العاشر ماي الماضي التي صفعتهم بالأصوات القليلة التي كسبها صاحب الترتيب الرابع في الأرندي ومتربع الصف الثالث في الأفالان والقائمة طويلة، وسيحكم الناخبون حتما بإعادة السنة والرسوب لعدد كبير من المنتخبين الطامحين للعودة إلى مناصبهم خلال المحليات القادمة.