أزمة نساء وجاب الله يخيف الإسلاميين بقسنطينة بدأت الأسماء المرشحة لاحتلال مقاعد قسنطينة الاثني عشرة في المجلس الشعبي الوطني القادم بالظهور، و قد تصاعدت الحمى للترشيحات في بعض التشكيلات السياسية سعيا وراء احتلال مواقع متقدمة على القوائم الانتخابية المرشحة للفوز بعدة مقاعد، أما الأحزاب التي لا تتوقع الحصول على أكثر من مقعد فقد واجهت صعوبة في إعداد ملفات قائمة من 16 مترشحا يعلم 15 منهم على الأكثر أنهم ليسوا سوى ديكورا في معركة التشريعيات. الساسة في قسنطينة لم يجدوا ما يتطلبه القانون من أسماء نسائية لترشيحها على القوائم و المحددة نسبتها بثلاثين في المئة من القائمة مما يعني في قسنطينة ان كل حزب أو قائمة حرة مطالب بوضع أربع مترشحات أمام اختبار الصندوق يوم 10 ماي القادم. أسماء لصحفيات و محاميات حملتها بعض القوائم الأولية و التي لن تكون رسمية إلا بعد تقديمها من طرف الهيئات القيادية للأحزاب، إلى جانب أسماء لجامعيين و مقاولين من الذين يصطلح على وصفهم بأصحاب "الشكارة"، بينما تبقى رؤوس القوائم من صلاحيات القيادات المركزية في العاصمة. و قد رشحت جبهة التحرير الوطني العشرات من النساء لكن عددا كبيرا من اللواتي سحبن استمارات الترشح لم يتممن ملفاتهن و قد علمن أن مواقعهن على قائمة الحزب العتيد لا تؤهلهن للحصول على مقعد.على قائمة الأفالان 16 حاملا لشهادة الدكتوراه منهم المنتخبون في المجالس المحلية مثل رئيس المجلس الشعبي الولائي رابح بوالصوف و عضو البرلمان الحالي مسعود شيهوب و الوزير السابق بوجمعة هيشور و الدكتور والكاتب عبد الله حمادي من جامعة قسنطينة ، كما رشحت "الأفالان" مديرة النشاط الاجتماعي لولاية المسيلة و النائبة الحالية حبيبة بهلول و كذا المنشقة عن حزب العمال عضو المجلس الولائي ربيحة عشي. وكذا المحامية فتيحة بغدادي و الصحفية من التلفزيون ابتسام بجاوي ملفيهما اللتان قالت مصادر بالحزب أنهما لم تكملا بعد ملفيهما. الحزب الواحد سابقا رشح أيضا المحامي عميرش و الطبيب عبداوي و قدور حريز و علي بن بوضياف على القائمة التي حملت اسم محافظ الحزب هباشي و يمكن أن يحتل الوزير عبد المالك سلال رأسها. بعيدا عن "الأفالان" و حروبه السرية للترشيحات و جد التجمع الوطني الديمقراطي الوصفة في ترشيح المقاول و رجل المال شنيني جمال على رأس قائمته للحصول على مقعد عن قسنطينة، لكن مقاولا آخر أراد منافسة غريمه على الموقع ليتصدر القائمة و هو مغراوي إدريس من منطلق أنه أقدم نضالا في الأرندي، الذي رشح الناشطة النسائية نادية لوجرتني و أخرى مقربة من الأمين الولائي رضوان. و ينتظر الكثيرون من الدائرين في فلك الأرندي مرور الأمين العام الوزير الأول أحمد أويحيى بداية شهر مارس بقسنطينة لطرح جملة من الاعتراضات الغاضبة للاختيارات الانتخابية التي يعتبرونها سيئة و يخشون أن تكون سببا في تلقي الحزب ضربة مؤلمة في قسنطينة. عاصمة الشرق الجزائري دخلها حزب الطاهر بن بعيبش من باب الاستثمار في الغضب فقد عمد الفجر الجديد إلى استقطاب المنشقين عن الأرندي من أفراد الأسرة الثورية و من المنتمين جغرافيا لمنطقة الشمال القسنطيني ليرشح المسؤول النقابي المغضوب عليه في بيت إتحاد العمال بوجمعة رحمة الأمين الوطني المكلف بالعلاقات الخارجية سابقا على رأس القائمة متبوعا بالطبيب بوربيع، و قد حشد حزب الفجر الجديد أبناء المنطقة لنيل نصيب من مقاعد قسنطينة في الغرفة السفلى للبرلمان القادم، معتمدا على المجاهدين و أبناء الشهداء و أبناء المجاهدين من الذين لا مكان لهم في الأفالان و الأرندي. جبهة موسى تواتي فضلت المحلية و عملت على ترشيح السعيد دردور على رأس القائمة متبوعا بالخبير المحاسبي فاروق عبد الكريم و يعتقد مسؤولوها أن الجبهة الوطنية الجزائرية لا تريد خسران ما كسبته من شعبية من خلال تجارب مناضليها في المجالس المحلية و قد كسب دردور مكانته من خلال عضويته في مجلس بلدية قسنطينة و توليه مندوبية قطاع سيدي راشد قلب المدينة النابض. كل الحسابات السياسية التي يقوم بها المترشحون و انصارهم في قسنطينة لا تغفل القوائم الإسلامية في معركة التشريعيات و قد عملت الأحزاب الإسلامية بدورها على استثمار ما جنته من علاقات حسنى مع الناس من خلال منتخبيها في المجالس المحلية و قدمت حمس و النهضة و الإصلاح مقترحات فيما بينها للدخول بقائمة موحدة تحسبا لما قد تحصده جبهة عبد الله جاب الله للعدالة و التنمية و جبهة التغيير لعبد المجيد مناصرة المنشق عن حمس بوڤرة سلطاني. و من الواضح أن ترشيح حمس الجامعي عبد الملك باش خزناجي عضو مجلس بلدية قسنطينة، بينما يزداد إحتمال ترشيح جاب الله للرقم الثاني لخضر بن خلاف في معقله التقليدي قسنطينة لكسب أصوات المتعاطفين مع الإسلاميين أو ما بقي منهم، و يرى عضو برلماني سابق عن قسنطينة أن التشريعيات المنتظرة سوف تشهد انقلابا كبيرا في التوزنات السياسية المعهودة بالمدينة المحافظة حيث لا يبرز الوزن السياسي للسلفيين حتى الآن في أي من القوائم المعروفة و هؤلاء يأخذون من حصة أصوات التيار الإسلامي، كما أن الحركة التقويمية في "الأفالان" تخفي مفاجآت من خلال سعيها قبل فترة لترشيح البروفيسور عبد الحميد أبركان و التهديد بإفساد عرس "أفلان بلخادم" بالصندوق أو خارجه من خلال الطعن في قانونية قوائمه امام الجهات القضائية حين لا يكون لدى المتضرر متسع من الوقت لإعادة ترتيب أوراقه. التشريعيات في قسنطينة فيها مزيج من السياسة العقائدية و العروشية و الجهوية و قد أضيفت لهما منذ فترة معايير جديدة في صورة المال السياسي الذي أصبح فعالا في المجتمع المحلي، و طريقة لتركيز السلطة السياسية في يد من يملك سلطة و نفوذ الثراء.