استفحلت في الآونة الأخيرة ظاهرة السرقات والاعتداءات على مستوى ولاية تيارت، في تحوّل مقلق يقف وراءه أشخاص مجهولون ينفذون عمليات السطو التي تصاعدت حدتها في شهر رمضان الكريم بشكل كبير، مما أفرز جوا من الفزع وعدم الاطمئنان لدى مواطني عاصمة الرستميين. ركّزت مراجع محلية في إفاداتها “للسلام”، على أنّ صنوفا من السرقات والاعتداءات تحدث في وضح النهار وأمام أعين الجميع، وأبرزت مصادرنا أنّ لصوصا اعترضوا سبيل احد الفلاحين قرب بنك بدر المركزي بتيارت، حيث أشهر اللصوص أسلحتهم البيضاء في وجه الضحية الذي لم يستطع فعل شيئ تماما كالمارة بالمكان الذين لم يحركوا ساكنا، ما جعل الطريق معبّدا أمام الجناة لسلب ما لا يقل عن 62 مليونا. وخلقت السرقات والاعتداءات المتتالية جوًا من اللاأمن لدى التيارتيين الذين عبّروا عن شعور ممزوج بالخوف والانزعاج، سيما مع هيمنة لغة الخناجر والسواطير، وتواجد الضحايا في أوضاع كارثية جعلتهم لقما سائغة للمنحرفين. واستنادا إلى إفادات شهود عيان، فإنّ العنصر النسوي هو الأكثر استهدافا وتضررا، وذكرت إحدى السيدات أنها فوجئت لدى خروجها ليلة الثالث من رمضان الحالي، بأحد الشباب يشهر سلاحه في وجهها مطالبا إياها بإعطائه المال، فما كان منها إلاّ أن امتثلت لأمره حتى لا يصيبها بمكروه. ما يحدث في تيارت من ممارسات إجرامية لم يستثن كبار السن، حيث تروي حنان وهي بنت إحدى المتضررات أنّ أمها تعرضت لاعتداء من طرف عصابة وهي في طريقها إلى السوق، أين جرى اقتيادها داخل سيارة مجهولة وأمطرها أفراد العصابة بوابل من الشتائم عندما لم يعثروا بحوزتها على المال والذهب، قبل أن يلقوا بها من السيارة خارج المدينة. في هذا الإطار، يقول كريم أحد المواطنين أنّ ما يجري بالولاية من جرائم واعتداءات مختلفة واعتراض للمارة والسطو على المنازل، راجع إلى البطالة المتفشية، إذ يقول المتحدث أنّ المدينة التي أقام بها العلاّمة ابن خلدون، تفتقر لمناصب عمل للشباب، ونتيجة لهذا وجد فريق من العاطلين حجة لتبرير سلوكهم طريق الحرام لسد حاجيات عيشهم، في وقت اتخذها آخرون مهنة دائمة لنيل مبتغاهم وركوب موجة الربح السهل. وناشد مواطنون مصالح الأمن للتدخل بحزم وصرامة على نحو عاجل، سيما بعدما أضحى الخطر محدقا واتسعت حلقاته، وعليه يرى أبناء تيارت أنّ الكرة في مرمى جهازي الشرطة والدرك للنيل من المنحرفين، وإرساء الأمن الدائم بما يخرج المنطقة من عنق الزجاجة.