يشتكي المواطنين ببلدية مشطراس الواقعة على بعد 40 كلم جنوب غرب مدينة تيزي وزو، من التنامي الخطير لظاهرة السرقة والاعتداءات، والتفاقم المحسوس لظاهرة الإجرام والتجاوزات التي أصبحت تمارس عليهم علنا وفي وضح النهار بكل أحياء وشوارع وأزقة البلدية، وحتى على مستوى القرى ·· يحدث هذا في ظل تعنت الجهات المعنية في التدخل لوضع حد للأشخاص المنحرفين الذين يهددون أمن وسلامة المواطنين رغم الشكاوى المتكررة التي رفعت إليهم، تطالب بضرورة تدعيم البلدية بوحدة للدرك الوطني· أصبحت بلدية مشطراس منذ مدة وجهة للعديد من اللصوص والمجرمين الذين اتخذوا من هذه المنطقة مكانا لتنفيذ مختلف العمليات الإجرامية والاعتداءات الخطيرة التي تمارس في حق المواطنين بصفة شبه يومية، وتعرف هذه الظاهرة استفحالا كبيرا خصوصا بوسط المدينة وفي محيط المحلات غير الشرعية لبيع المشروبات الكحولية· وحسب شهادات المواطنين ل ''الجزائرنيوز'' فإن حياتهم في هذه المنطقة أصبحت غير آمنة كونها معرضة للخطر في كل وقت، خصوصا وأن هؤلاء اللصوص كثفوا من عملياتهم الإجرامية إذ يستخدمون كل الوسائل لا سيما الأسلحة البيضاء، ويستهدفون سرقة السيارات، الأموال، الهواتف النقالة، واقتحام المنازل والسطو على المحلات التجارية ·· وفي هذا السياق يقول أحد الضحايا ممن تعرض منزله للسرقة الشهر المنصرم ''تشهد مشطراس حاليا حالة من اللاأمن حيث تحولت إلى مسرح لكل أنواع الاعتداءات والعمليات الإجرامية، فالمواطن أصبح يعيش يوميا حالة من الخوف والذعر كون حياته أصبحت معرضة للخطر'' ويضيف قائلا ''تركت المنزل وذهبت مع أفراد العائلة إلى عرس أحد الأقارب بمدينة بوغني وعندما رجعت بعد ثلاثة ساعات وجدت أنه قد تعرض للسرقة، وحدث ذلك نهارا'' ·· كما يشتكي سكان مشطراس من وجود عصابة من الشباب المنحرفين يتعاطون المخدرات والمشروبات الكحولية على مرأى من الجميع، ويمارسون اعتداءات جسدية ولاأخلاقية في حق المارة لاسيما في حق النساء والمتمدرسات، فحسب السكان فإن هؤلاء يمارسون تجاوزات في حقهن إعتداءات جسدية ولفظية، وفي هذا الصدد تقول إحدى النساء العاملات ''أصبح من الصعب علينا الخروج إلى العمل، فنحن نتعرض يوميا إلى كل أنواع الإهانات اللاأخلاقية من المنحرفين''·· و هو ما تؤكده أيضا إحدى الفتيات حيث تقول ''خرجت من المنزل لاقتناء بعض الأغراض، وفي الطريق حاول شاب الاقتراب مني بلباقة وعندما رفضت ذلك وتجاهلته هاجمني جسديا وأمام مرأى الجميع'' ·· أما السيدة ''نوارة'' (45 سنة) فتقول ''حتى السيدات لا يفلتن من هذه الاعتداءات، فبالرغم من أننا متقدمات في السن إلا أن المنحرفين يتجرأون على القيام بتجاوزات لا أخلاقية في حقنا ويتلفظون بكلام بذيء تجاهنا'' ·· هذا ما يجعل العديد يتساءلون عن دور مصالح الأمن التي يجب عليها أن تتدخل وتضع حد لهذه السلوكات ·· وقد أبدى سكان مشطراس استيائهم الشديد من الوضعية اللاأمنية التي آلت إليها منطقتهم، حيث أكدوا أن تعاطي المخدرات والأقراص المهلوسة والمشروبات الكحولية في المنطقة أصبحتم علنيا، فأول شيء يشد انتباه الزائر لهذه البلدية هو وجود قارورات المشروبات الكحولية بمختلف أنواعها منتشرة في كافة أرجاء وسط المدينة، حيث ترى العديد من الشباب والمراهقين وحتى بعض الكبار يجلسون في شكل مجموعات يحتسون المشروبات الكحولية وسط المدينة وأمام المارة، وحسب السكان فمعظم هؤلاء غرباء، يأتون من مختلف المناطق المجاورة إلى مشطراس المشهورة بكثرة محلات بيع المشروبات الكحولية، و هو يثير سخطا وتذمرا شديدين في أوساط المواطنين· وحسب شهادات هؤلاء فإن المنحرفين يغتنمون فرصة غياب سياسة الردع وغياب الأمن لممارسة كل بالممنوعات· وجراء تفاقم مختلف مظاهر الإجرام في مشطراس يناشد المواطنون السلطات في كافة المستويات خصوص الأمنية التدخل العاجل لوضع حد لهذه العصابات، وحدة للدرك الوطني على مستوى البلدية·