كشف مسؤولون عن مخطط لإنتاج حوالي 1.2 مليون طن من الأغذية المركبة خلال السنتين المقبلتين، ويأتي المخطط ليتدارك تأخر الجزائر الكبير في إنتاج الأغذية المركبة، تخطط الجزائر لرفع مردودها في هذا المجال، بغرض تقليص تبعيتها للأسواق الخارجية سيما مع احتمال تواصل ارتفاع أسعارها خلال السنوات المقبلة، أطلقت وزارة الزراعة الجزائرية برنامجا لإنتاج الذرى والصويا وغيرهما من الأغذية المركبة بحلول العام القادم ولتشجيع مواطنيها المزارعين على الخوض في هذه الزراعة، أعلن جمال برشيش مدير الاتصال بوزارة الزراعة والتنمية الريفية عن وضع البذور تحت تصرف المزارعين واقتناء كل ما ينتجونه بأسعار مجزية. يشرح لمبارك ياحي الرئيس المدير العام للديوان الوطني لأغذية الأنعام، عن برنامج لإنتاج نوعية غذائية تتألف من الذرى (60 %) والصويا (30 %)، بيد أنّ العملية قد تتأثر بتقلب أسعار المادتين المذكورتين في الأسواق الدولية، تبعا لحاجة الجزائر لاستيراد ثلاثمائة ألف طن من الذرى، و180 ألف طن من الصويا. وكشف ياحي عن حصد مساحة قدرها 350 هكتار، على أن يتم استكمال مائتي هكتار أخرى برسم حملة ثانية بنهاية العام الجاري، فيما يقرّ الخبير فؤاد شحّاط بحاجة بلاده إلى شركاء فعّالين بوسعهم رفع إنتاج الذرى. ويفيد ياحي أنّ هناك اتصالات تتم مع مديريات زراعية على مستوى الولايات الداخلية والجنوبية لتحديد الأراضي التي تتوفر على الموارد المائية الضرورية قصد إقامة شراكات لإنتاج سائر الأغذية المركبة. ويدفع شحّاط بكون نجاح البرنامج إياه، يقتضي توافر أراضٍ خصبة ومياه وتجهيزات الري، وغيرها من وسائل العمل، بما يكفل تحقيق هامش محترم من الذرى، فضلا عن تطوير إنتاج الأعلاف، خصوصا مع ارتفاع أعداد الأبقار الحلوب في الجزائر، وما يفرضه ذلك من زيادة في حاجياتها الغذائية، مع الإشارة إلى تركيز متخصصين على كون زراعة العلف تعدّ الحل الملائم لضمان إنتاج هام للحليب. واقع الصويا لا يزال محتشما بخلاف واقع الذرى، لا يزال إنتاج الصويا بالجزائر محتشما إلى حد كبير، رغم أهميتها البالغة في مجال التغذية البشرية والحيوانية، ورغم محاولات استزراع بذرات الصويا في أكثر من محافظة جزائرية، إلا أنها لم تكلل بالنجاح، ويشتكي متعاملون من غياب الدعم الكافي وعدم تعريف المعنيين بمزايا هذا النوع من البقوليات، ما أثرّ سلبا على إنتاج الصويا وحال دون تشجيع صناعة مشتقاتها. وتفتقر منظومة الصويا في الجزائر إلى مراكز إنتاجية كثيرة، حيث تحصي بضعة وحدات فحسب لإنتاج المواد المصنوعة بالصويا، على غرار مركز «صوي» الواقع بقلب الجزائر العاصمة، ويعتني هذا المركز أساسا بإنتاج الكسكسي ومختلف قوالب الصناعة الغذائية اعتمادا على حبوب الصويا المحمصة، حيث ينتج الحليب والقهوة والنقانق والفول السوداني وكعك الأطفال، كما يعمل المنتجون على ابتكار وصفات جديدة لتحسين وتكييف المواد المصنوعة بالصويا وفقا للمذاق الجزائري، على منوال تليين دقيق الصويا واستغلالها في صناعة اللحوم والحليب الخاص بالرضّع. بيد أنّ إنتاج مواد غذائية أساسا من الصويا بالجزائر، يبقى محدودا، بالرغم من توصل مركز «صوي» إلى تصنيع مواد طبيعية مائة بالمائة خالية من أي مواد كيميائية، لكنّ ذلك اصطدم بعدم رواج الأغذية المصنوعة بالصويا محليا، حيث لا تزال مشتقات الصويا غائبة عن ثقافة الطهي الجزائري، رغم محاولات تسويق 164 نوع. وتسبّب هذا الواقع في إغلاق مركز بضاحية الرويبة (شرق الجزائر)، إثر عجزه عن تسويق منتجاته، وهذا الوضع دفعه إلى رفع الراية البيضاء ولم ينجح حتى في بيع عتاد الإنتاج، وهو ما أرجعه متابعون لتفضيل المستهلك الجزائري المواد المستوردة، مع الإشارة إلى أنّ أسعار الصويا المقترحة بالجزائر معقولة بحسب المنتجين، حيث تُباع جبنة التوفو بأربعمائة دينار (بحدود 5 دولارات) للكيلوغرام الواحد، فيما تُعرض علبة قشدة التحلية ب20 دينارا، والكيلوغرام الواحد من النقانق ب350 دينار (4 دولارات)، ووعاء المايونيز ب35 دينار، والخبز ب25 دينارا والكعك ب5 دنانير. وقامت الجزائر بزرع الصويا في تجربة أولى لم تكن ذات بال، وهو ما يعزوه الخبير «أنيس نواري» إلى ما تتطلبه زراعة الصويا من كميات كبيرة غير متاحة من الماء، إضافة إلى افتقاد الجزائر الآلات المختصة في زراعة عديد المواد لاستعمالها في تغذية الأنعام، وكذا اليد العاملة غير الكافية مثل ما هو الحال في زراعة القطانيات، علما أنّه يتم استيراد حبوب الصويا الموجهة لتصنيع الأغذية من إيطاليا. ورغم ما تقدّم، تستمر الجزائر بدعم المشاريع التي يتقدم بها الشباب في إنتاج المواد المصنوعة من الصويا، حيث منحت الوكالة المركزية لدعم تشغيل الشباب قروضا، سمحت بافتتاح عشرات الورشات، في وقت تشهد الجزائر تسويق عدة منتجات مصنوعة بالصويا تنتج بالجزائر على غرار الحليب والتوفو (جبن طري طبيعي) وجبنة للمزبدات والمايونيز وقشدة التحلية والحلويات والخبز.