صدر في أقل من أسبوع تصريحان رسميان من السلطات الفرنسية بشأن مدفع «بابا مرزوڤ» الذي هربه الإستعمار الفرنسي بعد احتلاله الجزائر عام 1830، حيث نفت وزارة الخارجية أمس، أن تكون الجزائر تقدمت بطلب رسمي لاستلامه أياما فقط، بعد تأكيد وزارة الدفاع بباريس وصول الطلب. نفت وزارة الخارجية الفرنسية أمس، تلقي باريس أي طلب من الجزائر بخصوص استرجاع «مدفع بابا مرزوق» القطعة الأثرية المهربة من طرف الاحتلال الفرنسي إلى مدينة براست سنة 1833. وأكدت وزارة الدفاع الفرنسية منذ أيام أن «الحكومة الجزائرية تقدمت بطلب رسمي لاستلام مدفع «بابا مرزوق»، وهو قيد الدراسة بوزارة الخارجية». وأوضحت مستشارة لوزير الدفاع الفرنسي لوكالة الأنباء الفرنسية، أن «البحرية الفرنسية مازالت متمسكة بهذا المدفع، لأنه يمثل جزء من موروث الدفاع الوطني» كما لم تشر ذات المسؤولة كم سيتغرق تسليم مدفع «بابا مرزوق» من الوقت بعد تقديم الجزائر لطلب رسمي، حيث فشلت في السابق كل محاولات الجمعيات الناشطة في هذا الميدان في إقناع السلطات الفرنسية بذلك. وقامت وزارة الدفاع، في الذكرى ال 50 لإستقلال الجزائر، بصنع مدفع «بابا مرزوق» مقلد للمدفع الذي صادره المحتل الفرنسي سنة 1830 وأخذه إلى فرنسا أين وضعه كنصب في إحدى ساحات مدينة «براست» وفوقه ديك رومي إلى غاية اليوم. وعن كيفية صنعه، قال أحد المساهمين في صناعته بالقوات البحرية العقيد «لطفي بداوي»، أنهم قاموا بإجراء بحث للحصول على أدق التفاصيل والمقاييس والمواصفات التي استعملت في صناعة «بابا مرزوق» الحقيقي، والإرادة القوية للقوات البحرية مكنتها من صنعه بنفس المواصفات بمؤسسة البناء والتصليح البحري بالمرسى الكبير بوهران. وأضاف أن مسافة قذف مدفع «بابا مرزوق» المقلد تتجاوز ال 5 كلم، وهي نفس مسافة قذف المدفع الأصلي، فيما يبلغ طوله 7.5 متر، مؤكدا أن هذا المدفع تم إنجازه في ظرف لم يتجاوز 30 يوما فقط، بسبب حصول القوات البحرية على جميع المعلومات والتفاصيل الخاصة بصنعه وتركيبه. وأعلن «بلقاسم باباسي» رئيس «مؤسسة القصبة» العام الماضي، عن موافقة السلطات الفرنسية على تسليم «مدفع بابا مرزوق» وسيتم ذلك، حسبه، عام 2012 بمناسبة الاحتفالات بمرور 50 سنة على استقلال الجزائر، غير أن ذلك لم يحدث. وقال باباسي إن «مدفع بابا مرزوق» كان حارس العاصمة أيام الوجود العثماني، ويعود له الفضل في تحصينها ضد حملات القراصنة.