قدمت الجزائر طلبا رسميا للحكومة الفرنسية لتسليمها مدفع بابا مرزوڤ الذي صنعه الجزائريون في عهد العثمانيين، وتحديدا في القرن ال16 لحماية العاصمة من حملات الغزاة في البحر. واستولى المستعمر الفرنسي على المدفع العملاق، ونقله إلى فرنسا بعد احتلال الجزائر عام 1830. وأكدت وزارة الدفاع الفرنسية أمس أن الحكومة الجزائرية تقدمت بطلب رسمي لاستلام مدفع بابا مرزوڤ وهو قيد الدراسة بوزارة الخارجية ، وأوضحت مستشارة لوزير الدفاع الفرنسي لوكالة الأنباء الفرنسية أن «البحرية الفرنسية مازالت متمسكة بهذا المدفع لأنه يمثل جزء من موروث الدفاع الوطني»، كما لم تشر ذات المسؤولة كم سيتغرق تسليم مدفع بابا مرزوق من الوقت بعد تقديم الجزائر لطلب رسمي، حيث فشلت في السابق كل محاولات الجمعيات الناشطة في هذا الميدان في إقناع السلطات الفرنسية بذلك. وقامت وزارة الدفاع، في الذكرى ال 50 لإستقلال الجزائر، بصنع مدفع «بابا مرزوق» مقلد للمدفع الذي صادره المحتل الفرنسي سنة 1830 وأخذه إلى فرنسا، أين وضعه كنصب في إحدى ساحات مدينة «بيرست» وفوقه ديك رومي إلى غاية اليوم. وعن كيفية صنعه قال أحد المساهمين في صناعته بالقوات البحرية العقيد «لطفي بداوي»، أنهم قاموا بإجراء بحث للحصول على أدق التفاصيل والمقاييس والمواصفات التي استعملت في صناعة «بابا مرزوق» الحقيقي والإرادة القوية للقوات البحرية، مكنتها من صنعه بنفس المواصفات بمؤسسة البناء والتصليح البحري بالمرسى الكبير بوهران. وأضاف أن مسافة قذف مدفع بابا مرزوق المقلد تتجاوز ال 5 كلم، وهي نفس مسافة قذف المدفع الأصلي، فيما يبلغ طوله 7.5 متر، مؤكدا أن هذا المدفع تم إنجازه في ظرف لم يتجاوز 30 يوما فقط بسبب حصول القوات البحرية على جميع المعلومات والتفاصيل الخاصة بصنعه وتركيبه. وأعلن «بلقاسم باباسي» رئيس «مؤسسة القصبة» العام الماضي، عن موافقة السلطات الفرنسية على تسليم «مدفع بابا مرزوق». وسيتم ذلك، حسبه، عام 2012 بمناسبة الاحتفالات بمرور 50 سنة على استقلال الجزائر، غير أن ذلك لم يحدث. وقال باباسي إن «مدفع بابا مرزوق» كان حارس العاصمة أيام الوجود العثماني، يعود له الفضل في تحصينها ضد حملات القراصنة والغزاة بالبحر الأبيض المتوسط، ومن أشهر الحروب التي شارك فيها، وقوفه في وجه حملة الأميرال الفرنسي «أبراهام دوكيسن» في 1671، وكلف ذلك «بابا مرزوق» عداءً فرنسيا دام مائتي سنة انتهى بمصادرته. وارتبط اسم المدفع بأيام مجد الأسطول البحري الجزائري. وحافظ المدفع، حسب باباسي، على صمود العاصمة مدة ثلاثة قرون. وقد تم صناعته بورشات حربية عام 1542. وتعود تسمية المدفع حسب رئيس «مؤسسة القصبة» إلى «كون القوة التي كان يتمتع بها وطول مدى قذائفه، أذهلت سكان مدينة الجزائر الذين اعتبروه هبة ورزقا من الله فسموه (بابا مرزوق)». وأسس باباسي عام 1992 «لجنة» حملت اسم المدفع، وجمع أكثر من 8 آلاف توقيع من سكان العاصمة والمهتمين بتراثها، من بينهم فرنسيون، وخاض حملة في باريس لاسترداد المعلم الأثري.