الآلاف في مسيرات حاشدة شعارها “ما راناش حابسين كل جمعة خارجين“ جدد الجزائريون أمس العهد مع الحراك الشعبي السلمي في جمعته ال 21، رافعين شعارات تؤكد صمودهم وتمسكهم ببلوغ مبتغاهم في الوصول إلى تغيير جذري للنظام، مرددين هتافات “ما راناش حابسين كل جمعة خارجين“. خرج آلاف المواطنين عبر مختلف ولايات الوطن في مسيرات الجمعة 21 التي رددوا خلالها شعارات تؤكد تمسكهم بمطلب التغيير الجذري للنظام، وبداية عهد جديد تكون فيه الكلمة للشعب وحده دون غيره، أبرزها “الحكومة بركاي من اللعب المادة 7 السلطة للشعب”، “روحوا بعدونا لا بدوي لا بن صالح هذا الشعب هو الصالح”، “حرية حرية مطالبنا شرعية “، “لا إنتخابات تحت إشراف العصابات”. كعادتهم تحدى المتظاهرون في العاصمة الحرارة الشديدة والرطوبة، وزحفوا بعد صلاة الجمعة ال 21 منذ انطلاق الحراك الشعبي، نحو البريد المركزي، أين سكب زيت محركات السيارات في ساحته وحول مداخل محطات المترو المجاورة له لمنع المتظاهرين من الوقوف أو الجلوس عليها، ووسط عشرات المركبات التابعة للأمن الوطني التي كانت مركونة على امتداد الطريق من ساحة البريد المركزي إلى ساحة موريس أودان، قامت قوات الأمن بإعتقال عشرات المتظاهرين لاسيما حاملي الراية الأمازيغية، ورغم ذلك أبى المتظاهرون إلاّ أن يكرسوا العادة وجابوا جل شوارع العاصمة مرددين شعارات العادة على غرار “يتنحاو ڤع”، “رحيل النظام الفاسد”، “إطلاق سراح المسجونين” “الحرية للمجاهد لخضر بورقعة”. وفي خضم مسيرتهم أصر العاصميون على توجيه تحية تقدير إلى عناصر الحماية المدنية عندما مرت شاحنة لهم وسط الحشود في شارع ديدوش مراد، ورددوا هتافات تثني على الجهود التي يبذلونها لإخماد الحرائق التي التهمت آلاف الهكتارات من غاباتنا عبر مختلف ربوع الوطن، على غرار “الحماية ربي يسترهم”. وكعادتهما سجلت كل من جميلة بوحيرد، و شقيقة الشهيد الرمز العربي بن مهيدي، مشاركتهما في المسيرة 21 للحراك الشعبي، التي تقاسمتا خلالها شعور الإخلاص والثبات على الأمر مع الشعب الجزائري. نفس الأجواء صنعها مواطنو مختلف الولايات والمطالب ذاتها رفعت في كل أنحاء الوطن، على غرار ما حدث في البليدة، تيبازة، وهران، مستغانم، غيليزان، والمسيلة، تلمسان، قسنطينة، عنابة، باتنة، والجلفة، وطبعا في برج بوعريريج، وكذا بجاية، فضلا عن تيزي وزو، ففي المدية جدد المتظاهرون مناداتهم إلى التشبث بالتغيير وبشعبية وديمقراطية الدولة، كما أكد سكان ولاية الشلف، على ضرورة تجسيد جميع المطالب الشعبية المرفوعة منذ 22 فيفري، كما لم يتخلف كعادتهم المتظاهرون بالبويرة عن الموعد وتجمعوا أمس أمام مقر الولاية وساحة النصر ومضوا قدما بين الشوارع الرئيسية لمقر الولاية مرورا بأمن الولاية ومقر الإذاعة ومجلس القضاء، داعين لإبعاد ما تبقى من رموز النظام البوتفليقي، وفي مقدمتهم عبد القادر بن صالح، ونور الدين بدوي، عن دواليب الحكم.