الملايين في مسيرات رافضة لرئاسيات تحت إشراف رموز العصابات حافظ الجزائريون على زخم الحراك الشعبي، رغم الصيام وشدة الحر الذي تعرفه جل ربوع الوطن في اليومين الأخيرين، وجددوا خروجهم أمس في مسيرات شعبية حاشدة للجمعة الثانية عشر (12) على التوالي، تميزت بثبات في الشعارات المرفوعة وفي مقدمتها المطالبة برحيل رئيس الدولة المؤقت، عبد القادر بن صالح، الوزير الأول، نور الدين بدوي، ووزراء حكومته، وباقي رموز النظام البوتفليقي كلهم، كما ردّ المتظاهرون على تمسك السلطة الحالية بإجراء الرئاسيات في آجالها المحددة يوم 4 جويلية القادم، وأكدوا رفضهم لها ما دامت تشرف عليها وجوه محسوبة على العصابة، مبرزين أنهم سيقاطعونها على أن يخرجوا في ذلك اليوم إلى الشوارع. عرفت مسيرات أمس التي عرفتها جل ولايات الوطن، إجماع الجزائريين على مواصلة النضال دون كلل أو ملل، إلى حين تحقيق الهدف المنشود المتمثل في رحيل كل وجوه النظام مع المحاسبة، مؤكدين أنهم سيواصلون الخروج إلى الشارع حتى في عيدي الفطر والأضحى إن إستدعى الأمر ذلك، مرددين في هذا السياق شعارات عدة أبرزها “لن نكل لن نمل”،”ما ضاع حق وراءه طالب”،”ماناش حابسين وكل جمعة خارجين”، “ما نحبسوش حتى يتنحاو قع”. ففي العاصمة التي عرفت ولأول مرة منذ إنطلاق الحراك الشعبي، غياب الإنزال الأمني، وعدم غلق قوات الدرك مداخلها بواسطة الحواجز، توافد صباح أمس الآلاف إلى ساحة البريد المركزي، وسط تواجد مكثف لأعوان الشرطة بالزي المدني، لتلتحق بعد صلاة الجمعة كما جرت عليه العادة سيول بشرية جابت مختلف شوارع العاصمة، عبر خلالها المتظاهرون مرة أخرى على ضرورة رحيل كل رموز النظام من جهة، وأعلنوا من جهة أخرى رفضهم تنظيم رئاسيات تشرف عليها رموز النظام البوتفليقي، ووجوه محسوبة على عصاباته، وأبدعت الحشود الغفيرة في رفع شعارات وترديد هتافات في هذا الصدد على غرار “لا لرئاسيات تشرف عليها رموز العصابات”،”نُطالب بانتخابات نزيهة وإلاّ فلن نرضى”. هذا ووقف المتظاهرون بساحة البريد المركزي أو “عاصمة الحراك” كما باتت تعرف، دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء مجازر 8 ماي 1954 التي أحيت البلاد ذكراها منذ 3 أيام فقط، وذلك تزامنا وإلتحاق شقيقة الشهيد العربي بن مهيدي بعين المكان لتسجيل مشاركة جديدة لها في مسيرات الجمعة ال 12 من الحراك الشعبي. المشهد نفسه رسمه مواطنو مختلف الولايات والمطالب ذاتها رفعت في كل أنحاء الوطن، على غرار ما حدث في البليدة، تيبازة، وهران، مستغانم، غيليزان، المسيلة، تلمسان، قسنطينة، عنابة، تيزي وزو، بجاية، البويرة، باتنة، والجلفة، وطبعا في برج بوعريريج، أين زين “قصر الشعب” كما جرت عليه العادة بمختلف “التيفوهات” الحاملة لرسائل ضد النظام.