تناشد الفئة المثقفة ببلدية تغزوت ولاية الوادي، السلطات المحلية الإسراع بإنقاذ المعلم التاريخي المتمثل في قبة سيدي احمد التجاني الأعور، المعرضة للانهيار بين لحظة وأخرى نظرا لإقصائها من أي عملية ترميم، كما تحولت إلى مرتع للسكارى والمنحرفين. حيث تعتبر قبة سيدي احمد التجاني الأعور، أقدم معلم تاريخي ببلدية تغزوت اين يعود تاريخ إنشائها إلى بداية القرن العشرين، وعمرها أكثر من 110 سنة قام بتشييدها المسمى احمد الواعر، احد أتباع الطريقة التيجانية، وهو معلم يعكس إبداع الانجاز أين تفنن في إخراج أول بناء ذي طابقين في المنطقة، وهو عبارة عن قصر الطابق الأول يشمل غرفة واسعة ومسجد أما الطابق الثاني قبة مزينة بعديد الزخارف التي تعود إلى عهد النقاش الشهير “قاقه”، هذا المعلم الذي يعتبر من الشواهد التاريخية الهامة للمنطقة وللولاية، بات عرضة للضياع والهدم بسبب الإهمال والتهميش أين أصبح مهددا بالانهيار بين لحظة وأخرى بعد التصدعات التي تعرض لها من الداخل، حيث طالت الجدران والتشققات والغرف نظرا لقدمه وبنائة بالمواد المحلية المتمثلة في الجبس وهذا بفعل عوامل الزمن . وحسب المهتمين بالشأن فانه ورغم استفادة المعلم الأثري منذ عدة سنوات من عملية ترميم إلا أنها لم تكن كافية لإنقاذه و لدرء أخطار سقوطه والمحافظة عليه، حيث باتت صيانته ضرورة ملحة تعبيرا عن الاحترام للماضي والحرص على مواصلة الحوار معه، حيث ساهم في تهميش المعلم وتخريبه جهل بعض السكان بقيمته المعنوية والتاريخية، أين استغلوا فرصة انعدام الحراسة حوله للسطو على المكان أين بدأت أيادي العبث والجهل تمتد إلى هذا المعلم لتنتزع وصلات التيار الكهربائي في جنح الظلام عن طريق إحداث ثقب في الجدار الخارجي، والنفاذ إلى الداخل وسرقة تلك الوصلات غير مبالين بما قد تسببه تلك الكسور وما قد ينجم عنها من أخطار تؤدي إلى سقوط جدران المبنى، غير مدركين قيمة هذا التراث ونتيجة هذه الأعمال التخريبية سوف ينهار المعلم بالكامل، والأدهى من ذلك تحول الموقع الأثري إلى مرتع للمنحرفين والمدمنين الذين يجتمعون ليلا من اجل تعاطي الخمر والمخدرات دون رقيب أو حسيب، مسيئين بهذه الأفعال إلى حرمة المكان مما جعل الكثير من أهل المنطقة يحجمون عن زيارة المعلم والتعرف عليه، بما انه احد الرموز التاريخية للمنطقة والشاهد على تاريخ الأجداد. وإزاء مثل هذه الأفعال تدعو الفئة المثقفة والمجتمع المدني بتغزوت، الجهات المعنية من مديرية الثقافة ومديرية السياحة والسلطات المحلية للتصدي لمثل هذه الأعمال والقضاء على أيادي العبث التي تتربص بتاريخ الأجداد، من خلال التدخل السريع والجاد لإيقاف مثل هذه الانتهاكات كونها تمثل اعتداء على التراث الإنساني عامة، مع ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة، كما يطالبون بتخصص له عمليات ترميم تعيد لهذا المعلم واجهته الحقيقية وتحميه من الضياع والاندثار والسقوط بسبب العوامل الطبيعية التي تضاعف تدريجيا من تدهور وضعيته مع ضرورة صيانة الزخارف التي تزين الجدران والسقوف والأبواب من قبل اختصاصيين وتوفير وسائل وقائية من اجل إنقاذ هذا المبنى التاريخي المهدد بالضياع، كما يطالبون الجهات الوصية استثمار هذا المعلم بعد ترميمه كقبلة للسياح ومحبي الغوص في أعماق التاريخ من اجل البحث ودراستة واستغلاله وجعله قبلة للزوار من داخل البلدية وخارجها، أو تحويله إلى متحف أو مكتبة عامة يستفيد منها شباب المنطقة بدل بقائه ضمن حيز ضيق معرض للتهميش، بالإضافة إلا أنهم يطالبون إدراجه كمعلم ثقافي ضمن المعالم الثقافية للولاية من اجل اخذ الاهتمام والرعاية اللازمة للمحافظة عليه. مصالح بلدية تغزوت من جهتها أكدت “للسلام اليوم” بان المعلم يحتاج إلى ميزانية كبيرة من اجل القيام بترميمه نظرا لقدمه وحساسيته، وأنهم يسعون لذلك في القريب العاجل كما يعملون في الوقت ذاته إلى إنشاء متحف على مستواه فور توفر الشروط اللازمة لان الأمر ليس بالهين ويحتاج إلى وقت وجهد ودعم كبيرين.