عادت الكثير من المرافق العمومية والخاصة لمزاولة نشاطها ومنها المسابح وقاعات الرياضات المختلفة، التي فتحت أبوابها من جديد بعد انقضاء العطلة الصيفية، وتشهد هذه المرافق من الباحثين عن الرشاقة وبعض المرضى الذين وصفت له السباحة كرياضة علاجية، وذلك في ظل قلّة عدد تلك المرافق الرياضية ما يشكل ضغطا على الكثير منها. وجدت كثير من النساء من المسابح فضاء يعوض شواطئ البحر خلال هذه الصائفة، بل وأكثر فائدة لا سيما للباحثات عن الرشاقة بينما دخلت اخريات إلى المسابح من أجل تعلم السباحة رغبة في تحسين أداءهن على شواطئ البحر لا غير، فيما فرضت على الكثيرات فرضا. وكان اهتمام كثير من الناس بمن فيهم المرأة برياضة السباحة ضئيلا في سنوات سابقة إلا أن الأمر اختلف تماما خاصة أنها صارت نوعا من التقويم العضلي الذي يحتاجه كثير من المرضى الذين التحقوا بالمسابح بناء على نصائح أطبائهم فيما لجأت كثيرات إلى السباحة من أجل التخلص من الوزن الزائد، علما أنّ مسبح القبة وقبل أن يغلق أبوابه كان قد استقبل عددا معتبرا من الأفراد خاصة النساء اللواتي وجدن فوائد جمّة من ممارسة هذه الرياضة. وفي السياق ذاته، تقول إحدى المترددات على المكان: “نصحت من طبيب العظام بضرورة ممارسة رياضة السباحة، وأكّد لي أن هذه الرياضة ليست حكرا على فئة عمرية معينة”، وهو بالفعل ما لاحظناه بأغلب مسابح العاصمة حيث تستقطب شرائح من النساء، الفتيات، الأطفال والرجال من مختلف الأعمار. وكانت المسابح في فترة معينة مقصد نساء من مستوى معيّن ولكن الآن نجد العاملات اللواتي يعتبرن المسبح أفضل راحة يمكن أخذها بعد عناء يوم كامل من العمل، وحتى ربات البيوت و«سمية” احداهن تقول عن تجربتها مع السباحة: “في البداية ترددت كثيرا قبل أن أسجل في المسبح فأنا لا أعرف السباحة ولكن أقنعتني جارتي بذلك، مؤكدة أنها تمارس هذه الرياضة رغم أنها لا تعرف تقنياتها لأنها تتلقى مساعدة من أخصائيين يقدمون دروسا في هذه الرياضة”. ويخصص مسبح القبة الفترة الصباحية للنساء ما يصعب المهمة على النساء العاملات، فيما تكون الماكثات في البيوت أوفر حظا، وعن هذا تصرح إحدى العاملات: “أنا أفضل ممارسة السباحة بعد العمل لأنني مشغولة في عطلة نهاية الأسبوع ولا أستطيع الخروج من المنزل ولكن الأمر غير ممكن حسب ادارة مسبح القبة”. هذا وتنقد بعض العاملات اقتصار وقت ممارسة النساء للسباحة على الفترة الصباحية فقط، تقول إحدى المنخرطات بمسبح القبة: “لا يمكنني ممارسة السباحة سوى مرة في الأسبوع بسبب انشغالاتي لذا أطلب تخصيص مسبح خاص للنساء في الفترة الصباحية وحتى المسائية أيضا”. نقص وضغوط قلّة المسابح مشكل مطروح من قبل الكثيرين، حيث يستفيد منها سكان نفس المنطقة التي يتواجد فيها المسبح أو المناطق القريبة منه فيمايتكبد البقية عناء التنقل لمن أراد تعلم هذه الرياضة. وطرح بعض عشاق السباحة مشكل انعدام المسابح العمومية وحتى الخاصة في كثير من بلديات العاصمة فالجميع لا يعرف سوى مسبح أول ماي، القبة وباب الزوار، وتعرف هذه المسابح إقبالا معتبرا ما يشكّل ضغطا كبيرا على تلك المسابح المعروفة التي تكون مقصد سكان من مختلف المناطق خلال أيام الأسبوع، بعدما فتحت باب التسجيلات كل حسب الوقت واليوم الذي يناسبه. جسم ممشوق في أقل وقت.. هدف المترددات رياضة “لا يروبيك” هي الأخرى لها روادها بدليل وفود النساء إلى قاعات لايروبيك وبعض دور الشباب، التي توفر هذه الرياضة ضمن برنامجها وأغلب المنخرطات فيها يبحثن عن جسم ممشوق. وحسب إحدى المنخرطات بدار الشباب ببلدية القبة في العاصمة، فإن قاعة لايروبيك تعرف إقبالا نساء من مختلف الأعمار نصحت أغلبهن بممارسة هذه الرياضة من طرف الأطباء لا لشيء سوى لإنقاص الوزن الزائد، وهو ما نفس ما أشارت اليه عاملة بقاعة “لايروبيك” خاصة، حيث تتوفر على هذه الأخيرة على تجهيزات تساعد المرأة على التقليل من وزنها وذلك من خلال برمجة ساعات خلال أيام الأسبوع، وتضيف المتحدثة أن هذه الرياضة باتت تعرف رواجا أكبر مقارنة بفترة سابقة وترجع ذلك إلى اهتمام المرأة أكثر بنفسها ورغبتها بالحصول على جسم متناسق ووزن يتناسب مع طولها وكذا ادراك كثير من النساء ووعيهن بمدى أهمية مختلف الرياضات في حياة المرأة.