أصبح مسبح القبة الاولمبي الذي تم تدشينه منذ أربع سنوات، لا يستوعب الأعداد الكبيرة للراغبين في ممارسة هوايتهم المفضلة بشراء حصص تدريبية أما يومية أو نهاية الأسبوع أو العطل، إذ تشير الأرقام التي تحصلنا عليها من إدارة هذا المرفق، أن عدد المنخرطين في الوقت الراهن وصل الى 6 آلاف منخرط أسبوعيا وهو الأمر الذي وضع إدارة المسبح في حيرة كبيرة، واضطرها الى سحب بعض بطاقات الانخراط، مما جعل من شملهم هذا الإجراء يثورون على عمال المسبح. مسبح القبة الذي اعتبره البعض متنفسا لهم، بات وضعه الحالي يؤرق كل الراغبين في الممارسة، إذ انه من الصعب على الكثيرين الظفر بمكانة فيه، وربما هذا ما تلخصه بعض الآراء التي خرجنا بها من محيط هذا المرفق الذي يعد تحفة حقيقية، والذي صرفت على بنائه اموال طائلة قدرت ب 26 مليار سنتيم. وفي هذا الصدد سألنا رضا (بن عمر)، الذي مازال يبحث عن نصيبه، في الجدل الدائر حول هذا المرفق فقال : '' لم تتح لنا الفرصة في ممارسة السباحة في مسبحنا واعتقد أننا الأولى باستغلال المسبح لأنه يتواجد في بلديتنا، لكن العدد الكبير للمنخرطين يجعلنا نختار مسابح أخرى مثل غرمول الذي فتح أبوابه مؤخرا بساحة أول ماي''. وهو نفس الانطباع الذي لمسناه لدى الأمين (القبة) الذي قال انه لم يتمكن من التسجيل وهو يقطن بجوار المسبح، بأن كل الأماكن حجزت حسبما أكدت له إدارة المسبح. وعن المشكل يتحدث مدير المسبح فؤاد شادي : '' أتفهم أن يرغب الجميع في التسجيل، وهذا شيء يسعدنا، لكن ما يقلقنا هو عدم تمكننا من إرضاء الجميع لسبب واحد وهو أن أبواب المسبح تفتح من السابعة صباحا إلى غاية العاشرة ليلا، والأوقات موزعة بين النوادي والمشتركين الهواة''. وأضاف : '' مسبح القبة يضم في الوقت الحالي 2700 مشترك، وتخصص ثلاثة أيام في الأسبوع لقطاعات خاصة ويومي السبت والثلاثاء خلال الفترة المسائية لمدة ساعتين للأطفال وفق البرنامج الدراسي، ويوم الجمعة مخصص للجمعيات إضافة إلى فترتين، واحدة للمراهقين وأخرى للمراهقات، ويشرف على هؤلاء 26 مدربا ومدربة أقلهم حائز على درجة أولى في التدريب". وأرجع السيد فؤاد الضغط الكبير على هذا المسبح إلى غياب هياكل مشابهة بمناطق مجاورة، لكنه أوضح أن الأمور قد تعرف انفراجا عند افتتاح مركز مشابه بعين النعجة وآخر بالدويرة حسب برنامج مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، وطبعا فإن فتح مسابح جديدة سيفك الخناق. وبشأن قبول مشتركين من الضواحي، قال ذات المتحدث بصريح العبارة : '' المسبح مفتوح للجميع، فالقادم من الجلفة له الحق أيضا في التسجيل وفي ممارسة هوايته دون أدنى تمييز، ومسبح القبة مفتوح لكل الجزائريين''. وأوضح مدير مسبح القبة، الذي كشف لنا أن تكلفة هذا الإنجاز بلغت 26 مليار سنتيم، أن عدد الملفات المودعة بالإدارة بلغت 2000 ملف، الأمر الذي أدى بمصالحه إلى توقيف التسجيلات مؤقتا قصد ضبط الأمور لتنطلق من جديد. وحسب المتحدث فإن طاقة استيعاب المسبح تفوق 6 آلاف منخرط أسبوعيا''. ويعد المسبح شبه الاولمبي لشباب العاصمة، خاصة وأن هؤلاء في أمس الحاجة الى مثل هذه المرافق، التي غالبا ما يؤدي غيابها إلى معاناة كبيرة بسبب اضطرار هؤلاء إلى التنقل لمسافات بعيدة لممارسة السباحة، وبالفعل، اكتشفت ''المساء'' عند زيارتها لهذا المرفق الهام تحفة في غاية الجمال، فهو مجهز بأحدث الأجهزة والمرافق.. علما أن هذا الإنجاز يضم كذلك قاعة لرياضة الإيروبيك وقاعة خاصة بتقوية الأجسام. مدير المسبح السيد شادي، أكد أن مصالحه عملت على اتخاذ كل الإجراءات التي تضمن سلامة وامن المنخرطين، خاصة الأطفال والمبتدئين في ممارسة السباحة. وأشار المسؤول الأول عن المسبح من جهة أخرى، إلى أن هذا الأخير مفتوح أمام الأندية لتحضير منافساتها.. علما أن نفس الأندية ستشرف على تعليم الأطفال والمبتدئين الراغبين في التعلم وتحسين مستواهم في السباحة. أما بخصوص الأسعار المطبقة للانخراط، فقد حددت حسب المدير، بألف دينار لمرتين في الأسبوع و500 دينار للمرة الواحدة، على أن يبقى المسبح مفتوحا أمام المنخرطين طيلة أيام الأسبوع ما عدا يوم الجمعة، حيث يتم فيه تنظيف المسبح وتحضيره لحصص الأسبوع الموالي.
إقبال نسائي على المسابح بدأ اهتمام المرأة الجزائرية يزداد يوما بعد يوم وبشغف على تعلم فن السباحة، بل أن بعضهن يعددن برنامجا أسبوعيا للسباحة والألعاب المختلفة للحفاظ على لياقتهن أو للتخلص من الوزن الزائد، وهو الأمر الذي يبنه الإقبال المتزايد للنساء هذه الأيام على الانخراط في المسابح العاصمية. يسعى العديد من النساء على اختلاف أعمارهن ومستوياتهن الى الانخراط في المسابح التي توفر فرصة مناسبة للعديد منهن لممارسة السباحة في أماكن مريحة، تضمن لهن أخصائيين يسهرون على تقديم دروس في السباحة وطرق مختلفة للحفاظ على اللياقة وتخليص الجسم من الوزن الزائد، إلا ان الملاحظ انه ورغم قلة هذه المسابح، بدا الإقبال عليها كبيرا جدا، فالمسبح الأولمبي أول ماي بالعاصمة يشهد توافدا كبيرا للنساء طوال أيام الأسبوع، حيث خصصت إدارة المسبح وقتا لهن حدد بساعتين أسبوعيا، كل مجموعة تختار الوقت الذي يناسبها، يقول'' عبد السلام زابور'' نائب مدير المسبح الأولمبي لأول ماي، التوقيت المخصص للنساء هو أربعة أيام في الأسبوع، السبت والأربعاء بعد الزوال، ويومي الاثنين والخميس صباحا، ورغم أن هناك نساء يرغبن في ممارسة رياضة السباحة بعد ساعات العمل، إلا أنه لا يمكنهن القيام بذلك، تقول السيدة ''صورية'' 38 سنة': لماذا لا يحاولون إيجاد حل، فأنا أعمل الى غاية الرابعة ونصف وأتمنى أن أمارس رياضة السباحة بعد ساعات العمل، لهذا أتمنى أن يأخذوا بعين الاعتبار هذه الرغبة. أما في مسبح القبة شبه الأولمبي فأكد مسيره السيد 'فؤاد شادلي، ''إن إقبال النساء على المسابح جعلنا نضع رزنامة معينة لضبط مختلف النشاطات حتى نوفر للمرأة فرصة ممارسة هذه الرياضة المفيدة، وقد تم تسجيل 300 امرأة لممارسة السباحة، ونفس العدد في رياضة الإيروبيك التي تشهد هي الأخرى إقبالا مميزا من طرف النساء الجزائريات، خاصة وأنها تمنح الجسم رشاقة عالية كما تم تخصيص هذه السنة يومي الخميس والاثنين مساء للعائلات فقط. بين العلاج والبحث عن اللياقة وجدت الكثير من النساء في المسابح فرصة لتعلم السباحة بعيدا عن الشواطئ التي لا توفر دائما لمرتاديها الراحة، أما المسابح فقد استطاع مسيروها موافقة طلبات النساء بتوفير المساعدة والنصيحة، خاصة لكبيرات السن أو للفتيات اللاتي يبحثن عن الرشاقة، وحول أهمية موضوع السباحة لكبار السن قالت السيدة نادية 'أستاذة متقاعدة ''إن السباحة تعد شيئاً مهماً من برنامجي الطبي، حيث أعاني من الآم الظهر والمفاصل، فنصحني الطبيب بممارسة السباحة وبعض التمرينات الخفيفة التي تخفف بعض الآلام، وجدت تغيراً كبيراً في صحتي النفسية وفي لياقتي وفقدت عدة كيلوغرامات من وزني وشعرت براحة ونشاط''. وأضافت أن السباحة مهمة للرجل والمرأة على حد سواء، ومع دخول وقت الصيف أصبحت الحاجة ملحة والإقبال من النساء أصبح متزايداً على التسجيل ودفع الاشتراكات التي تقدر ب300دج للحصة الواحة. وذكرت السيدة نادية أن الإقبال الشديد يحتم على الدولة إنشاء مراكز جديدة، خاصة التي تهتم بالجانب اللياقي للمرأة، خصوصا أنه يوجد اكتظاظ كبير على مستوى المسابح التي باتت ضرورة ملحة مع تغيرات الحياة العصرية، والدليل أن المسابح الوحيدة على مستوى العاصمة مشغولة طوال السنة والإقبال عليها يزداد يوما بعد آخر.
المطالبة بتخصيص حصص مسائية تقول الآنسة ''نورة'' 26 سنة ''أنا أعمل يوميا الى غاية الخامسة وقد انخرطت في إحدى قاعات الرياضة لممارسة الإيروبيك، لكن لا يمكنني القيام بذلك إلا يوم الخميس، أي حصة واحدة في الأسبوع، وهذا غير كاف بالنسبة لي، ورغم أننا طلبنا من صاحبة القاعة تخصيص حصص مسائية لنا''. وتبقى النساء اللواتي يمارسن الرياضة يعتمدن على إمكانياتهن الخاصة وبالتالي يبحثن عن المكان المناسب وعن القاعة المناسبة التي يمارسن فيها الرياضة، حتى وإن كانت بعيدة عن مقرات سكنهن، فالآنسة (نورة ) تمارس رياضتها في الدارالبيضاء لكنها تقطن بعيدا، ولحسن الحظ كما تقول، تملك سيارة، ما يسمح لها بممارسة رياضتها بكل راحة. ويبقى أن نقول أنه من الجيد أن تقبل المرأة على ممارسة السباحة أو الإيروبيك التي تحمي الجسم من العديد من الأمراض وتخلصه من الوزن الزائد، وهو المشكل الذي باتت تعاني منه فئة كبيرة من النساء في الجزائر، كما أن الرياضة فرصة للهروب من روتين البيت والعمل.
المدرجات تفتح في المنافسات الرسمية فقط يبدو أن طلب أولياء الأطفال المشتركين في التدريبات بمسبح القبة والقاضي بالسماح لهم بمشاهدة أبنائهم خلال حصصهم التدريبية من على المدرجات، مرفوض رفضا قاطعا من إدارة المسبح، التي أكدت على لسان مديرها فؤاد شادي، أن ذلك يتنافى مع أسس التدريبات. في هذا الشأن تحدث فؤاد شادي : '' أتفهم رغبة الأولياء في متابعة أبنائهم وهم يتلقون دروسهم في حوض السباحة، لكن أسألهم هل يعرفون بأن ذلك سيشغلهم عن متابعة تعليمات المدرب ويحولون انتباههم إلى المدرجات، حيث يصبح الوالد هو المدرب وحتى الابن سيتبع في هذه الحالة ما يقدمه والده وليس مدربه، لهذا السبب ستبقى مدرجات المسبح مغلقة أثناء التدريبات''. وشدد مدير مسبح القبة على القول بأن اتخاذ قرار مماثل نابع من الرغبة في الحفاظ على هذه الجوهرة كما يصفها أغلب سكان القبة. معتبرا أن اتخاذ أي قرار يكون بفعل أسباب ولا يأتي اعتباطيا''.