قال علي هارون عضو المجلس الأعلى للدولة سابقا،أمس، أنّ اعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية أمر لا يمكن تفاديه مهما طال الزمن، خاصة بعد اعتراف البرلمان الفرنسي عام 1999 بأن احتلال الجزائر ليس أحداثا كما كانت تسمى سابقا وأطلق عليها إسم “حرب ”. أكد الوزير الأول عبد المالك سلال أمس، أنّ حكومته لا تدلي بتصريحات بشأن الرهائن الجزائريين المختطفين بغاو بشمال مالي من أجل الحفاظ على حياتهم، وأوعز سلال: لن ندلي بأي تصريح لا اليوم ولا غدا. الأمر يتعلق بملف حساس ونريد الحفاظ على حياة الرهائن الجزائريين”. ويعدّ ما قاله سلال إشارة قوية إلى أنّ الدبلوماسيين الجزائريين السبعة لا زالوا سالمين، خلافا لما جرى التسويق له قبل شهر عن إعدام الدبلوماسي الطاهر تواتي الذي أعلنت حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا إعدامه في الثاني سبتمبر الماضي، وقام التنظيم الإرهابي بضخ إعلامي كبير من خلال بيانات متتالية في الوقت الذي ظلت السلطات الجزائرية تتعامل بحذر شديد مع الخبر، وعلّق مراد مدلسي وزير الخارجية: “ليس لدينا الدليل المادي الذي يثبت بأن الموظف المذكور قد أعدم”. وكانت قنصلية الجزائر بغاو تعرضت يوم 5 أفريل الماضي لهجوم من قبل جماعة مسلحة قامت باختطاف القنصل وستة من الموظفين واتجهت بهم نحو مكان مجهول. وتم منذ ذلك إطلاق سراح ثلاث رهائن جزائريين. إلى ذلك، صرح الجنرال كارتر ف. هام القائد الأعلى لقيادة القوات المسلحة الأمريكية بإفريقيا (أفريكوم) أمس، أنّ واشنطن تؤيد إيجاد حل سياسي للأزمة التي تهز شمال مالي منذ عدة أشهر، وخلال ندوة صحفية نشطها بمقر سفارة الولاياتالمتحدةبالجزائر، أكد هام “البديل الوحيد الذي لا يجب أن يكون هو الوجود العسكري الأمريكي في شمال مالي”. من جهة أخرى أضاف المسؤول الأمريكي أن “أحد الجوانب الأساسية في تسوية الأزمة المالية يكمن في التمييز بين المجموعات المسلحة بالمنطقة وتحديد تلك التي تعتبر ارهابية من التي هي ليس كذلك”، ونوّه الجنرال الأمريكي ب “الحضور الفعال جدا” للجزائر لا سيما بفضل المساعدة الانسانية التي تقدمها للسكان اللاجئين بالمنطقة، وتندرج زيارة القائد الأعلى لقيادة القوات المسلحة الأمريكية بإفريقيا إلى الجزائر في إطار المشاورات المنتظمة بين البلدين، وتأتي عشية دورة الحوار الاستراتيجي بين الجزائروالولاياتالمتحدة التي ستعقد بواشنطن في التاسع عشر من الشهر الجاري. وحُظي المسؤول العسكري الأمريكي باستقبال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، فضلا عن الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، عبد المالك قنايزية، وتمحورت المحادثات، حول المسائل ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الوضع في بلدان الساحل. وأعلنت مصادر أمريكية مباشرة واشنطن لعملية الإحياء التدريجية لمشروعها العسكري “أفريكوم” القائل بإنشاء قواعد عسكرية في القارة السمراء من خلال برمجتها مؤخرا، وبالتعاون مع الجيش الموريتاني لإقامة قاعدة عسكرية قرب الحدود المالية، رغم الرفض الإفريقي الذي قوبل به هذا المشروع سابقا لاسيما من طرف الحكومة الجزائرية.